مع الشروق .. المقاومة فكرة لا تموت والقضاء عليها وهم

مع الشروق .. المقاومة فكرة لا تموت والقضاء عليها وهم

تاريخ النشر : 06:46 - 2024/02/17

بعد مرور 5 أشهر على بداية العدوان الصهيوني على غزة ، تمكّنت الآلة الحربية الاسرائيلية من ارتكاب أبشع المجازر وقتلت اكثر من 30 ألف شهيد وشرّدت الآلاف ودمرت البنية التحتية لقطاع غزّة من شماله الى جنوبه وحشرت أكثر من مليون ونصف شخص في رفح وهي آخر مدينة شبه آمنة في القطاع ،  لكن رغم كل هذه الغطرسة ، لن تتمكن أبدا مهما حاولت من القضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة ، ولن تنتزع بتاتا النضال من صدور الفلسطينيين الذين تعودوا على الفداء والتضحية والصمود في وجه المحتل منذ أكثر من 75 عاما، كيف لا وهو «شعب الجبارين» .
فمنذ بداية هذا العدوان الغاشم وضع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أحد أهداف عدوانه تفكيك المقاومة ردا على عملية طوفان الأقصى التي قلبت الكيان المحتل رأسا على عقب ، لكن ورغم مرور كل هذه الأشهر ورغم الحملة العسكرية الصهيونية الضخمة التي شنّها العدو بدعم امريكي وغربي بمشاركة آلاف الجنود ، فإن المقاومة مازالت صامدة وقادرة على قلب المعادلات العسكرية وتكبيد هذا العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. كما تواصل المقاومة بمختلف فصائلها ضرب العمق الصهيوني بالقذائف والصواريخ وهو ما يؤكد ان ادعاءات الاحتلال بإضعاف قدرات المقاومة مجرد أضغاث أحلام يتم تسويقها للداخل الصهيوني. فخلال اليومين الماضيين ، بثت المقاومة التي توثق أغلب انجازاتها البطولية في فيديوهات مشاهد تؤكد جانبا من معاركها الملحمية ، وكيف تمكن مقاتلوها البواسل من تهشيم صورة جيش الاحتلال وإلحاق خسائر هامة في جنوده من خلال نصب كمائن محكمة واستدراج جنوده الى الموت. وخلال تلك المشاهد ظهر أحد المقاتلين في الفيديو ليفند كل المزاعم الصهيونية ، حيث أكد ان المقاومة مازالت صامدة وتقاتل الاحتلال في جميع العقد القتالية والخالية من المدنيين ، مضيفا أن المقاومة فكرة لن تنتهي وان العدو سيجر أذيال الخيبة وسيخرج عاجلا ام آجلا من غزة بهزيمة نكراء.
وفي نفس السياق فقد اعترفت المخابرات الصهيونية في تقرير نشر يوم أمس في وسائل الاعلام العبرية، ان القضاء على المقاومة أمر غير واقعي حتى لو تم إضعاف تلك الفصائل وهو تقييم جاء كنوع من التحذير للمستوى السياسي في الكيان المحتل بشأن مستقبل قطاع غزة. كما يؤكد مفكرون صهاينة ان حركة المقاومة في غزة تبدو رغم اختلاف الموازين كندّ حقيقي لجيش الاحتلال وأن القضاء عليها من باب المستحيل.
فالمقاومة إذن هي نضال وفكرة وعقيدة وهي فعل راسخ في ثقافة الشعب الفلسطيني ولا يمكن بأي شكل من الأشكال زعزعة هذا الصمود ضدّ المحتل طالما ان القاعدة الشعبية للمقاومة في غزة مازالت ثابتة وصامدة رغم حجم التعقيدات والمخاطر.  فالغزاويون ورغم كل هذه المآسي والكوارث مازالوا متشبثين بمقاومتهم كسبيل وحيد لتحرير الوطن من هذا العدو الغاشم، ولن ينجح المحتل أبدا في كسر عزيمة هذه المقاومة التي فدت ارض فلسطين بدمائها ، ولن يثنيها عن الوصول الى هدفها الرئيسي لتحرير أرضهم من قيود الاستعمار. فكل التجارب في التاريخ ، أثبتت ان الانتصار دائما تكتبه المقاومة المتمسّكة بثوابتها والمناضلة في سبيل حريتها ، وخير دليل على ذلك نجاح حركات كل المقاومة في دحر الاستعمار سواء في العالم العربي أو في دول أخرى كفيتنام وجنوب افريقيا وغيرها من البلدان التي قدمت ملايين الشهداء مقابل الحرية.
ناجح بن جدو 
 

تعليقات الفيسبوك