مع الشروق: خدعــة الهدنــة
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/12/17
خلال زيارته لرام الله قال مستشار الأمن القومي جاك سوليفان إنّ الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة ، قوامها الاستهداف الدقيق لقادة حماس بمعنى أنّ المحتل الصهيوني سيركز مستقبلا على عمليات اغتيال قادة الحركة، والتخفيف من عمليات قصف المدنيين بعدما تمّ تدمير أجزاء واسعة من قطاع غزة و ارتقاء نحو عشرين ألف شهيد و سقوط عشرات الآلاف بين جريح و مفقود. وفي ذات الوقت تتحدث مصادر أمريكية و عربية عن ضرورة بحث هدنة جديدة بين المقاومة و حماس من أجل الإفراج عن الأسرى الصهاينة الذي تورّط العدو في قتل العديد منهم خلال محاولات تحريرهم الفاشلة.
الغريب أنّ كل من يتحدثون عن الهدنة يقرنونها بالإفراج عن الرهائن الصهاينة، ولا يهتمون لأولئك الضحايا من المدنيين الفلسطينيين ولا إلى آلام الجرحى، إنّ عقلية التجبر الصهيونية التي تعتبر الجنس الآخر أقل من مرتبة الإنسان و لذلك لا يعيرونه أي اهتمام. كل من يتورط في خدعة الهدنة الجديدة هو متآمر على الشعب الفلسطيني و قضيته، لأنّ أرواح آلاف الشهداء لا يجب أن تذهب سدى و العلوج الصهاينة ليسوا أشرف او أرقى قيمة من أدنى شخص في المجتمع الفلسطيني و في غزة تحديدا.
المهرولون العرب لا غاية لهم إلاّ إعادة الرهائن وهم أسرى حرب في واقع الأمر "سالمين " إلى ذويهم وهذا ما فعلوه في الهدنة الأولى، ووقفوا يصفقون و يرحبون لخروجهم سالمين و لم تذرف لهم دمعة واحدة للشهداء الفلسطينيين. وهم الآن يريدون تقديم هدية آخر السنة لأصدقائهم الصهاينة بأن يقع الإفراج عن بقية الأسرى ثم ليترك مستقبل القطاع ومستقبل مواطنيه تحت رحمة الصهاينة الذين أعطتهم الولايات المتحدة الضوء الأخضر لشن حرب طويلة الأمد في القطاع، حيث قال سوليفان إنّ "القتال ضد حماس سيستغرق الكثير من الوقت والقضاء عليها سيتم عبر مراحل"، مشيرا إلى أن الحركة "رسخت نفسها بين المدنيين وهذا عبء على إسرائيل". وهذا سيعني آليا إعادة احتلال القطاع لفترة زمنية حتى تحقق إسرائيل أهدافها. وقد حصلت على الضوء الأخضر لإعادة الاحتلال من واشنطن عندما قال سوليفان "ليس من "الصواب" أن تحتل إسرائيل غزة على المدى الطويل". وهذا يتوافق مع الرؤية الإسرائيلية التي تحدثت عن أنه لا أحد سيحكم القطاع غيرها. كما دعا وزير التراث في الحكومة الإسرائيلية، عميحاي إلياهو، إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بعد اسبوعين من تصريحات مثيرة دعا فيها إلى ضرب غزة بالقنبلة النووية. وهذه المواقف الصهيونية تثبت أنّ أيّ حديث عن هدنة جديدة في غزة ، هي هدية مسمومة للمقاومة، لأنّ الأصح هو الذهاب إلى وقف كامل لإطلاق النار و انسحاب القوات الصهيونية من القطاع ، ثم يقع الحديث في المفاوضات من أجل تحقيق الشروط الفلسطينية و أولها تبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الأسرى الصهاينة، ليس إلاّ تحقيقا لرغبات الصهاينة و التفافا على حقوق فلسطينية لم تعد تقبل الالتفاف عليها من اي طرف كان.
كمال بالهادي
خلال زيارته لرام الله قال مستشار الأمن القومي جاك سوليفان إنّ الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة ، قوامها الاستهداف الدقيق لقادة حماس بمعنى أنّ المحتل الصهيوني سيركز مستقبلا على عمليات اغتيال قادة الحركة، والتخفيف من عمليات قصف المدنيين بعدما تمّ تدمير أجزاء واسعة من قطاع غزة و ارتقاء نحو عشرين ألف شهيد و سقوط عشرات الآلاف بين جريح و مفقود. وفي ذات الوقت تتحدث مصادر أمريكية و عربية عن ضرورة بحث هدنة جديدة بين المقاومة و حماس من أجل الإفراج عن الأسرى الصهاينة الذي تورّط العدو في قتل العديد منهم خلال محاولات تحريرهم الفاشلة.
الغريب أنّ كل من يتحدثون عن الهدنة يقرنونها بالإفراج عن الرهائن الصهاينة، ولا يهتمون لأولئك الضحايا من المدنيين الفلسطينيين ولا إلى آلام الجرحى، إنّ عقلية التجبر الصهيونية التي تعتبر الجنس الآخر أقل من مرتبة الإنسان و لذلك لا يعيرونه أي اهتمام. كل من يتورط في خدعة الهدنة الجديدة هو متآمر على الشعب الفلسطيني و قضيته، لأنّ أرواح آلاف الشهداء لا يجب أن تذهب سدى و العلوج الصهاينة ليسوا أشرف او أرقى قيمة من أدنى شخص في المجتمع الفلسطيني و في غزة تحديدا.
المهرولون العرب لا غاية لهم إلاّ إعادة الرهائن وهم أسرى حرب في واقع الأمر "سالمين " إلى ذويهم وهذا ما فعلوه في الهدنة الأولى، ووقفوا يصفقون و يرحبون لخروجهم سالمين و لم تذرف لهم دمعة واحدة للشهداء الفلسطينيين. وهم الآن يريدون تقديم هدية آخر السنة لأصدقائهم الصهاينة بأن يقع الإفراج عن بقية الأسرى ثم ليترك مستقبل القطاع ومستقبل مواطنيه تحت رحمة الصهاينة الذين أعطتهم الولايات المتحدة الضوء الأخضر لشن حرب طويلة الأمد في القطاع، حيث قال سوليفان إنّ "القتال ضد حماس سيستغرق الكثير من الوقت والقضاء عليها سيتم عبر مراحل"، مشيرا إلى أن الحركة "رسخت نفسها بين المدنيين وهذا عبء على إسرائيل". وهذا سيعني آليا إعادة احتلال القطاع لفترة زمنية حتى تحقق إسرائيل أهدافها. وقد حصلت على الضوء الأخضر لإعادة الاحتلال من واشنطن عندما قال سوليفان "ليس من "الصواب" أن تحتل إسرائيل غزة على المدى الطويل". وهذا يتوافق مع الرؤية الإسرائيلية التي تحدثت عن أنه لا أحد سيحكم القطاع غيرها. كما دعا وزير التراث في الحكومة الإسرائيلية، عميحاي إلياهو، إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بعد اسبوعين من تصريحات مثيرة دعا فيها إلى ضرب غزة بالقنبلة النووية. وهذه المواقف الصهيونية تثبت أنّ أيّ حديث عن هدنة جديدة في غزة ، هي هدية مسمومة للمقاومة، لأنّ الأصح هو الذهاب إلى وقف كامل لإطلاق النار و انسحاب القوات الصهيونية من القطاع ، ثم يقع الحديث في المفاوضات من أجل تحقيق الشروط الفلسطينية و أولها تبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الأسرى الصهاينة، ليس إلاّ تحقيقا لرغبات الصهاينة و التفافا على حقوق فلسطينية لم تعد تقبل الالتفاف عليها من اي طرف كان.
كمال بالهادي
