مع الشروق ..واهمٌ نتنياهو... فالمقاومة لن تموت بـ«القضاء» على حماس

مع الشروق ..واهمٌ نتنياهو... فالمقاومة لن تموت بـ«القضاء» على حماس

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/11/24

يعتقد رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو أن القضاء نهائيا على حماس – وهو الهدف الأكبر الذي تضعه إسرائيل من وراء حربها على غزة - سيُنهي كل نفس للمقاومة داخل القطاع .. غير أن نتنياهو يجهل أو يتعمد تجاهل ان القضاء نهائيا على حماس لا يعدو أن يكون سوى مجرد أضغاث أحلام تراوده وزمرة حكومته ومسؤوليها، في ظل ما أبداه جنود المقاومة إلى حدّ الآن من صلابة وقوة تكتيكية فاقت تكتيكات أعتى الجيوش في مختلف حروب العالم.
ويعتقد نتنياهو  أنه، حتى وإن نجح في تحقيق هدفه الوهمي وهو "القضاء نهائيا" على حماس، سيهدأ له ولكيانه الغاصب بعد ذلك بالٌ.. لكنه ينسى او يتناسى ان المقاومة على الأراضي المحتلة وعلى وجه الخصوص داخل قطاع غزة ليست فقط عقيدة راسخة في قلوب جنود حماس، بل كامنة داخل قلب كل "غزّاوي" وثابتة في عقول أكثر من مليونين من أبناء القطاع، وان قُوّتها وشدّتها احتدت والإيمان بها تضاعف بعد المجازر المرتكبة في حقهم على امتداد حوالي شهر ونصف..
 كل أب "غزّاوي" التاع بفقدان فلذات أكباده على مرأى من عينيه، تحول اليوم و سيتحول غدا وبعد غد إلى مقاوم "حماسوي"..   وكل شاب اكتوى بفقدان والديه او اخوته سيتحول غدا إلى بطل من أبطال " المسافة صفر"..  وكل طفل أذاقه الكيان المحتل مرارة اليُتم مبكرا وهدم منزل عائلته فوق رؤوس افرادها هو بلا شك مشروع جندي "حرب شوارع" من الصف الأول في قادم السنوات إن تمادى الاحتلال الغاصب في ممارساته الوحشية.. وكل "غزاوي" هجّرته الغارات الغاشمة سيعود عاجلا ام آجلا للذود عن أرضه المغتصبة بروح وشدّة وبسالة جنود حماس..
يعلم الكيان المحتل  كل ذلك جيدا، وهو ما جعله طيلة أكثر من شهر ونصف يسعى الى إبادة شبه كاملة داخل القطاع، سواء عبر التقتيل الشامل للكبار والأطفال والشباب والنساء  او عبر  محاولة التهجير القسري لأقصى ما يمكن من غزّاويين من داخل القطاع نحو وجهات أخرى حتى يخلو له المقام داخله.. غير أنه لا يعلم أن مخططه الجهنمي هذا ساقط لا محالة.. فلا حماس ستنتهي نهائيا كما " يحلم" ولا بذور المقاومة ستزول من على أرض غزة كما يتوهّم..
ومن يوم لآخر، يتأكد أن كل السيناريوهات الجهنمية التي خطط لها الكيان المحتل واهمة وستُعمق معاناته في قادم الأيام. فالقضاء نهائيا على حماس سيناريو موجود فقط في مخيّلة نتنياهو ويسعى إلى الترويج له خدمة لصورته السياسية في الداخل الإسرائيلي  ويستبعده كبار المفكرين الصهاينة، بل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود باراك يعتبره " مستحيلا". كما ان التخطيط للاستحواذ على غزة بالكامل إما بعد تهجير سكانها واحتلالها،  أو بالمشاركة في إدارة حكمها، يبدو بدوره سيناريو صعب التحقيق لعدة اعتبارات..
لم يبق اليوم أمام الكيان المحتل  سوى الرضوخ لما يفرضه الواقع اليوم في غزة: فعقيدة المقاومة ليست فقط مقتصرة على حماس، بل راسخة داخل قلوب وعقول شعب متمسك بالحق في تقرير مصيره عبر استعادة أرضه المغتصبة .. والقضاء نهائيا على حماس كما - يتوهم نتنياهو- لن يقطع أنفاس المقاومة داخل جسد كل غزّاوي على قيد الحياة.. فكل قطرة دم سالت فوق أرض غزة ليست إلا بذرة مقاومة ستنبت قريبا وستواصل التشبث بأرضها وبحقها في استرداد كل شبر منها إن تمادى الكيان الظالم في ممارساته الوحشية..
فاضل الطياشي

تعليقات الفيسبوك