رغم ما تشهده اسواق المال، دوليا واقليميا، من تحديات مرتبطة بالتطورات الاقتصادية والجيواستراتيجية الراهنة عالميا، فقد حافظت بورصة تونس للأوراق المالية على تماسكها ومردوديتها، حيث ابرز المؤشر المركب لصندوق النقد العربي للأسواق المالية العربية خلال الأسبوع المُنتهي في السادس من شهر أكتوبر 2023 تموقع بورصة تونس في صدارة البورصات العربية من حيث الاداء، اذ احتلت، في هذا الاطار، الموقع الخامس على مستوى البورصات العربية (0.27 بالمائة؛ 8481.23 نقطة) .

وبينت المعطيات الاحصائية، في ذات السياق، بلوغ قيمة التعاملات المالية في بورصة تونس ما يعادل 3392,9 مليون دولار امريكي في حين تم التداول على  حوالي 1,429 مليون ورقة مالية بين اسهم وسندات ورقاع مختلفة.

وعلى عكس ما عرفته سوق المال في تونس من تطور ايجابي، فقد سجل المؤشر المركب لصندوق النقد العربي للأسواق المالية تراجعاً بنحو 0.44 بالمائة، اي ما يعادل 2.16 نقطة مئوية، ليصل إلى نحو 487.20 نقطة، مقارنةً بمستواه المُسجل في التاسع والعشرون من شهر سبتمبر 2023. وشهدت، في هذا الإطار، مؤشرات أداء البورصات العربية تبايناً باعتبار تسجيل سبع بورصات عربية تراجعاً في مؤشرات أدائها نتيجة انخفاض مؤشرات القيمة السوقية مدفوعة بتراجع قطاعات البنوك والعقارات والخدمات المالية، وكذلك قطاع الطاقة الذي تأثر بالانخفاض المسجل في الأسعار العالمية للنفط. كما جاء انخفاض عدد من مؤشرات أداء البورصات العربية نتيجة تسجيل تراجع في معدلات الاستثمار الأجنبي وسط تسجيل صافي بيع للمستثمرين الأجانب في عدد من البورصات العربية.

في المقابل، حققت مؤشرات أداء سبع بورصات عربية أخرى تحسناً، نتيجة ارتفاع مؤشرات قيم وأحجام التداول التي ازدادت اساسا تحت تأثير تطور مؤشرات قطاعات الصحة والسياحة وخدمات المستهلك. وجاء في هذا الصدد، تحسن عدد من مؤشرات أداء البورصات العربية منسجماً مع التحسن المسجل في غالبية الأسواق المالية العالمية، وبالخصوص الأمريكية والأوروبية منها، وذلك على خلفية تفاعل الأسواق مع التقرير الإيجابي للبيانات المتعلقة بالتشغيل في الولايات المتحدة الامريكية والتي كانت أفضل من المتوقع.

في جانب اخر، شهدت القيمة السوقية للأسواق المالية العربية انخفاضا بنحو 2.80 بالمائة، بسبب انحسارها في ست بورصات عربية، مقابل تسجيلها ارتفاعاً في سبع بورصات عربية أخرى. في المقابل، عرفت قيمة تداولات أسواق المال العربية ارتفاعاً بـ 21.79 بالمائة، نتيجة تحسن قيمة التداول في ثمان بورصات عربية، مقابل تسجيلها انخفاضاً في ست بورصات عربية أخرى.

وسجل، عموما، حجم تداول البورصات العربية ارتفاعاً بنحو 26.66 بالمائة، نتيجة زيادته في تسع بورصات عربية، مقابل تسجيله تراجعاً في ست بورصات عربية أخرى.