مع الشروق ..«طوفــــــان النصـــــــــر»
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/10/10
يعيش الكيان الصهيوني على وقع صدمة كبيرة يصعب النهوض منها، جراء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" صباح السبت الماضي، والتي كشفت مدى وهن الكيان المحتل عكس ما رٌوّج له طوال عقود مضت.
داخل الكيان المحتل الصدمة كانت مضاعفة ومليئة بالذلّ والإهانة والمرارة، فهي حدث غير مسبوق وقد يضاهي حرب 1973 أو يفوقها، وهي أيضا صفعة لكل من هضم الحق الفلسطيني.
فالصدمة الأولى للاحتلال وجمهوره وجيشه المجرم وحتى لحليفهم الأمريكي، تمثّلت في الفشل في الكشف مسبقا عن خيوط هذه العملية المفاجئة، رغم ما يمتلكه الاحتلال من مخابرات وتجهيزات تجسّسية متطورة.
أما الصدمة الثانية فكانت في مواجهة "طوفان الأقصى" حيث بدا جيش الاحتلال مفكّكا وغير مستعد تماما لأي مواجهة كبيرة، وبدا أيضا غير مستوعب لما جرى وفاق خياله مهارة المقاومين الفلسطينيين.
إضافة الى ذلك، تعرّض الكيان الصهيوني بجبروته وقوّته العسكرية الى حالة إذلال غير مسبوقة، أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر و "الدولة" القوية ومرّغت صورتها في الأرض.
وهو الأمر الذي دفع المحلل الإسرائيلي الشهير في صحيفة "معاريف" العبرية، كاسبيت، الى القول بأن "إسرائيل تعرضت السبت الماضي للإذلال، أكثر مما تعرضت له في حرب يوم الغفران عام 1973".
هذه العملية المفاجئة والجريئة والمذلّة لم تسقط فقط أسطورة جبروت الكيان الصهيوني وجيشه، بل إنّها كشفت للعرب وحكّامه المهرولين إلى التطبيع أن حساباتهم خاطئة بل وتجلب لهم الذلّ ايضا، وأن الكيان المحتل "أوهن من بيت العنكبوت".
أمر أكده عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية في تصريح لافت، حيث قال: "إن ما تسوقه جهات مشبوهة أن العرب أنفسهم يتجاهلون القضية الفلسطينية في اتصالاتهم الدولية وأن التطبيع (السلام مقابل السلام) هو المسار الوحيد الممكن أمر ظهر بطلانه".
تبدو إذن أنها لحظة تاريخية ومفصلية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث أنّها اللحظة الحاسمة والمناسبة للوقوف الى جانب الحق الفلسطيني وضدّ الاحتلال والمجازر الصهيونية المستمرّة منذ عقود.
وفيما سارع الغرب وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا وفرنسا الى الوقوف بكامل طاقتهم حتى العسكرية والمالية الى جانب الكيان الصهيوني، لاتزال المواقف العربية خجولة ومخجلة و لا ترقى إلى موقف عزّ وكرامة ونصرة للحق الذي لا لبس فيه.
فحالة اللاموقف من الجانب العربي، تشجّع الكيان الصهيوني على التمادي في وحشيته والاستفراد بالشعب الفلسطيني، حيث ارتكب فعلا الاحتلال أمس جرائم وحشية في قصفه لقطاع غزة ويبدو أنه ذاهب الى جرائم حرب غير مسبوقة.
ولن تنهيه –الكيان الصهيوني- البيانات المقزّزة من قبيل دعوات التهدئة وضبط النفس والقلق، عن ذبح الفلسطينيين وتشريدهم مجدّدا من رقعة هي الأكثر كثافة سكانية على الأرض ومحاصرة منذ سنين.
بدرالدّين السّيّاري
يعيش الكيان الصهيوني على وقع صدمة كبيرة يصعب النهوض منها، جراء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" صباح السبت الماضي، والتي كشفت مدى وهن الكيان المحتل عكس ما رٌوّج له طوال عقود مضت.
داخل الكيان المحتل الصدمة كانت مضاعفة ومليئة بالذلّ والإهانة والمرارة، فهي حدث غير مسبوق وقد يضاهي حرب 1973 أو يفوقها، وهي أيضا صفعة لكل من هضم الحق الفلسطيني.
فالصدمة الأولى للاحتلال وجمهوره وجيشه المجرم وحتى لحليفهم الأمريكي، تمثّلت في الفشل في الكشف مسبقا عن خيوط هذه العملية المفاجئة، رغم ما يمتلكه الاحتلال من مخابرات وتجهيزات تجسّسية متطورة.
أما الصدمة الثانية فكانت في مواجهة "طوفان الأقصى" حيث بدا جيش الاحتلال مفكّكا وغير مستعد تماما لأي مواجهة كبيرة، وبدا أيضا غير مستوعب لما جرى وفاق خياله مهارة المقاومين الفلسطينيين.
إضافة الى ذلك، تعرّض الكيان الصهيوني بجبروته وقوّته العسكرية الى حالة إذلال غير مسبوقة، أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر و "الدولة" القوية ومرّغت صورتها في الأرض.
وهو الأمر الذي دفع المحلل الإسرائيلي الشهير في صحيفة "معاريف" العبرية، كاسبيت، الى القول بأن "إسرائيل تعرضت السبت الماضي للإذلال، أكثر مما تعرضت له في حرب يوم الغفران عام 1973".
هذه العملية المفاجئة والجريئة والمذلّة لم تسقط فقط أسطورة جبروت الكيان الصهيوني وجيشه، بل إنّها كشفت للعرب وحكّامه المهرولين إلى التطبيع أن حساباتهم خاطئة بل وتجلب لهم الذلّ ايضا، وأن الكيان المحتل "أوهن من بيت العنكبوت".
أمر أكده عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية في تصريح لافت، حيث قال: "إن ما تسوقه جهات مشبوهة أن العرب أنفسهم يتجاهلون القضية الفلسطينية في اتصالاتهم الدولية وأن التطبيع (السلام مقابل السلام) هو المسار الوحيد الممكن أمر ظهر بطلانه".
تبدو إذن أنها لحظة تاريخية ومفصلية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث أنّها اللحظة الحاسمة والمناسبة للوقوف الى جانب الحق الفلسطيني وضدّ الاحتلال والمجازر الصهيونية المستمرّة منذ عقود.
وفيما سارع الغرب وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا وفرنسا الى الوقوف بكامل طاقتهم حتى العسكرية والمالية الى جانب الكيان الصهيوني، لاتزال المواقف العربية خجولة ومخجلة و لا ترقى إلى موقف عزّ وكرامة ونصرة للحق الذي لا لبس فيه.
فحالة اللاموقف من الجانب العربي، تشجّع الكيان الصهيوني على التمادي في وحشيته والاستفراد بالشعب الفلسطيني، حيث ارتكب فعلا الاحتلال أمس جرائم وحشية في قصفه لقطاع غزة ويبدو أنه ذاهب الى جرائم حرب غير مسبوقة.
ولن تنهيه –الكيان الصهيوني- البيانات المقزّزة من قبيل دعوات التهدئة وضبط النفس والقلق، عن ذبح الفلسطينيين وتشريدهم مجدّدا من رقعة هي الأكثر كثافة سكانية على الأرض ومحاصرة منذ سنين.
بدرالدّين السّيّاري
