مع الشروق ..التصعيد الصهيوني... ليس مجانيا... ولا عشوائيا !

مع الشروق ..التصعيد الصهيوني... ليس مجانيا... ولا عشوائيا !

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/06/21

لا تكاد الأوضاع تهدأ في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى يعيد الكيان الصهيوني تأجيجها وهي سياسة ممنهجة باتت تتكرّر يوميا وكأنها مقدمات وممهدات لخطوات أخرى أشد خطورة على الشعب الفلسطيني.. قد يكون التهجير إلى شرقي الأردن أحد سيناريوهاتها المطروحة.
والمتابع لأداء قادة الكيان المتعطشين على الدوام إلى الدم الفلسطيني والمنخرطين إلى الآخر في مشروع تهويد كامل للأراضي الفلسطينية المحتلة يلاحظ أنهم يتحركون وفق أجندة مدروسة ومعدّة سلفا.. وان كانت ضربات الآلة العسكرية الصهيونية تبدو مرتجلة ولا رابط بينها. فتارة يجري التركيز على قطاع غزة ويستهدف فصيلا دون غيره.. وتارة يتم استهداف فصيل آخر تحقيقا لهدف تشتيت الجبهة الفلسطينية والانفراد في كل مرة بجزء من المقاومة بدل الاصطدام بكل المقاومة. ولا تكاد التهدئة تتم بوساطة مصرية تتكرّر كل مرة مع قطاع غزة حتى يفتعل الكيان صدامات جديدة تفجّر الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.. وتتحرك فيها آلة القمع الصهيونية لتمارس هوايتها الأزلية في اقتحام الأحياء الفلسطينية وقتل الأبرياء وترويع الأهالي وخلق أجواء مواجهة شاملة تؤدي إلى استدراج المقاومين الفلسطينيين للرد على وحشية قوات الاحتلال بما يجعل الأوضاع تتدحرج إلى هاوية المواجهة الشاملة.
ماذا يريد الكيان الصهيوني؟ ولماذا يكرر الاقتحامات ويفتعل المواجهات مع المقاومين في الضفة والقطاع؟ سوف يكون من السذاجة تصور أن هذه الأحداث تجدّ هكذا بدون خطط مدروسة وبلا أهداف محددة وواضحة المعالم. ذلك أن الكيان وقد أغراه تشتت العرب وضعفهم وتهافت بعضهم على التطبيع معه وإدارة الظهر لقضية الشعب الفلسطيني، ما فتئ في الفترة الأخيرة يكرر اسطوانة اجتياح الضفة الغربية المحتلة.. واسقاط السلطة الفلسطينية التي منحت وهم دولة اثر اتفاقيات أوسلو المبرمة أوائل التسعينات.. ذلك أن الكيان الذي يتابع خط سير مدروس في ترسيخه للمشروع الصهيوني بات يجد الطريق سالكة لاحداث الاختراق النهائي الذي يمهد لابتلاع الضفة الغربية كاملة والقاء الفلسطينيين في الضفة الشرقية لنهر الأردن على اعتبار أن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين.. لتكون أرض فلسطين التاريخية «أرضا يهودية» بعد أن يكمل اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.. و«يهودية الدولة»  انتقلت في السنوات الأخيرة من مرحلة الشعار إلى مرحلة التجسيد. وقد باشر الكيان وقطعان المستوطنين مسنودين برجال الجيش والشرطة منذ سنوات عمليات اقتحام الأماكن المقدسة. حيث بات الأقصى وهو عنوان القضية الفلسطينية وعنوان هوية فلسطين العربية الاسلامية يتعرض لحملات اقتحام وتضييق من جهة وحفريات لا تتوقف من جهة أخرى ليصبح وجوده على المحك فلا يجد بديلا عن الزوال أو التهويد.. أما خارج القدس المحتلة فإن حملة التمهيد لاستكمال فصول المشروع الصهيوني تتقدم بوتائر مذهلة.. وهي تتخذ من الاقتحامات واصطياد المقاومين وهدم الديار وترويع الأهالي سبيلا إلى تأجيج الأوضاع وخلق مناخات ملائمة لترحيل الفلسطينيين وتحقيق شعار «يهودية دولة اسرائيل» على الأرض.
أين العرب وأين مجلس الأمن وأين قرارات الشرعية الدولية؟ كلها تحولت إلى شهود زور تكتفي بالصمت وبالفرجة على تنفيذ الجزء الثاني والأخير من عملية السطو الكبرى على فلسطين التاريخية.. تلك العملية التي بدأت في أربعينيات القرن الماضي بالمجازر الصهيونية وبقرار التقسيم الظالم وتستمر اليوم بالمجازر وربما بقرار أممي جديد سيكرس «يهودية دولة اسرائيل» طالما أصبحت الأمم المتحدة مجرد مصلحة تابعة للخارجية الأمريكية.. لا ترى إلا ما تراه الادارة الأمريكية وحليفها الاستراتيجي.. الكيان الصهيوني.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك