مع الشروق .. استفيدوا من الشمس !

مع الشروق .. استفيدوا من الشمس !

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/06/05

في إجراء متأخر نسبيا مقارنة بمقدرات البلاد وحاجياتها، تنطلق الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة في تنفيذ برنامج التحكم في الطاقة ليشمل أكثر من 6 آلاف مسجد مع السداسي الثاني لهذا العام ستتمتع بتركيز محطات شمسية فولطاضوئية مع استكمال كل مكونات المشروع .
الهدف من هذا البرنامج الحد من استعمال الطاقة التقليدية والتحول إلى الطاقات البديلة وفق برنامج وطني متكامل يحرص على رفع الطاقة المتجددة من 3 بالمائة حاليًا إلى 35 بالمائة بحلول سنة 2030 بعد أن كان الطموح في حدود 30 بالمائة فقط مع بداية هذا المخطط الوطني .
وللغرض تعتزم الحكومة تحقيق هدفها عبر إجراء إصلاحات هيكلية  بالتوازي مع خفض استهلاك  الغاز الطبيعي بنسبة 30 بالمائة تماشيًا مع خطة اعتماد الطاقة الشمسية التي كانت أطلقتها الدولة التونسية عقب الالتزام باتفاقية باريس للمناخ عام 2015.
والواقع ، أن السنوات الماضية شهدت عدة خطوات وعلى استحياء شديد  تطبيقا لهذه التوجهات الوطنية ، إذ لم تعرف هذه الخطط  تطورا سريعا يتناسب طموحا ومقدرات الدولة وحاجياتها مع تضاعف العجز الطاقي التقليدي وخاصة الغاز الطبيعي الذي يمثل حاليًّا حوالي 97 ٪ من الاستهلاك في قطاع الكهرباء بما بات  يشكل خطرا على أمن إنتاج الكهرباء باعتبار أن الموارد الوطنية من الغاز الطبيعي المنتجة وطنيا لا تمكن حاليًّا إلا  ثلث الحاجيات والبقية مـأتية من الجزائر الشقيق .
أولوية تونس ، تنصب على إصلاح المنظومة بأكملها والانتقال إلى الطاقة المتجددة، وصولاً إلى الهدف النهائي الرامي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية والحد من اعتماد البلاد على الطاقة المستوردة ، ومع ذلك، فإنّ الانتقال لاستخدام مصادر الطاقة البديلة يبقى رهين البرامج الجدية وتجاوز الصعوبات الإدارية والتشريعية والتمويلية وغيرها من الصعوبات التي عرقلت التحول السريع إلى الطاقات المتجددة في دولة تتميز بقدرات طبيعية هائلة وخاصة منها الإمكانيات الشمسية التي تتيح الاستفادة من ارتفاع معدل أشعة الشمس التي تتجاوز 3000 ساعة في السنة .
الخطط والمشاريع التونسية للتحول السلس في استعمال الطاقات المتجددة كثيرة وطموحة ، والإمكانيات الطبيعية متوفرة ، والدراسات جاهزة على الرفوف تنتظر الإرادة السياسية والتمويل اللازم الذي يمثل العائق الرئيسي حاليا في دولة تعاني من المديونية وتنتظر موافقة على قرض من صندوق النقد الدولي تحول إلى مدار نقاش في كل العالم وأعاق تعبئة استثمار سنوي قدره 900 مليون دينار لتعزيز مشاريع الطاقة المتجددة المخطط لها وطنيا منذ سنوات. 
الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة تنطلق في تنفيذ برنامج التحكم في الطاقة بالمساجد ، وكان بإمكانها مع المساجد ، التوجه إلى المبيتات الجامعية والملاعب الرياضية والإدارات التونسية وخاصة البلديات بإلزامها باعتماد الفوانيس المقتصدة للطاقة وتركيز الأضواء العمومية والأعمدة الكهربائية بفوانيس تعتمد على الطاقة الشمسية والمتوفرة بأسعار لا تختلف كثيرا عن أسعار الأعمدة والفوانيس التقليدية ...لكن قبل ذلك ومعه ، لا بد من تشريك المواطن وتحسيسه بضرورة المساهمة في هذا الطموح الوطني بالعمل جانبه على الاقتصاد في الطاقة قدر المستطاع ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك