مع الشروق .. صفحة جديدة من العدوان على سوريا... إلى متى؟

مع الشروق .. صفحة جديدة من العدوان على سوريا... إلى متى؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/05/03

ما يزال التحالف الأمريكي الصهيوني يمارس كل أنواع العربدة والغطرسة في سوريا. واحد يجثم على قرابة ثلث مساحة الدولة السورية ويسرق النفط جهارا نهارا ويحرم منه الشعب السوري الذي يحتاج عائدات كل برميل نفط لمداواة جراحة التي يسبّبها العدوان الظالم على سوريا والذي شبهه المراقبون بحرب عالمية على سوريا.. وذلك بسبب تهاطل العصابات الارهابية والاجرامية من قرابة المائة دولة على الداخل السوري واستفادتها من الغطاء الأمريكي والتواطؤ الاقليمي بما مكّنها من غرز مخالبها الخبيثة في الجسد السوري.. أما الطرف الثاني ممثلا في الكيان الصهيوني فهو لا يتوقف بدوره عن ممارسة العربدة على الأراضي الدولية السورية حيث صار قصف المطارات والمنشآت العسكرية والمدنية الحيوية خبزا شبه يومي تكتوي بنيرانه سوريا المثخنة بعدوان كوني على أراضيها وعلى شعبها استمر لأزيد من عشر سنوات.. ومازال الجرح السوري ينزف بسبب العدوان المتواصل ولكن بأشكال أخرى.
خلال حرب العشر سنوات كانت الحرب بالوكالة. أمريكا توفر الغطاء وحلفاء أمريكا يوفرون التمويلات ومعسكرات التدريب ويتولون زرع عصابات القتل والتخريب داخل الجغرافيا السورية. أما الكيان الصهيوني فهو يوفر لهذه العصابات كل أشكال الدعم المباشرة وغير المباشرة ليصل الأمر حدّ التدخل لاجلاء جرحى العصابات الارهابية وعلاجهم في مستشفياته بفلسطين المحتلة قبل الزج بهم من جديد داخل التراب السوري لمواصلة حربهم القذرة سعيا لتحقيق هدف استنزاف الجيش العربي السوري وشفط مقدرات الشعب السوري وحرمانه من توظيفها لصنع التنمية وتلبية طلبات الشعب السوري في كل المجالات.
وقد قام الوكلاء ـ وكلاء الشرّ ـ بدورهم على أكمل وجه حيث عاثوا في الجسد السوري دمارا وخرابا وعبثوا بكل مكتسبات ومنجزات الشعب السوري في كافة مناحي الحياة.. وحين انكسرت شوكتهم وتحطمت مؤامرتهم على صخرة الصمود السوري الأسطوري الذي أبداه جيش منضبط ومتمرس وشعب واع وصابر وقيادة حكيمة، فإن هذه الجماعات انكفأت إلى المشهد الخلفي.. لينزل الأصيل إلى الميدان بدلا عن الوكيل.. ولاستكمال المهمة التي بدأت تنفيذها عصابات الارهاب والجريمة لسنوات طويلة.
وبنزول الأصيل إلى الميدان، وبسقوط كل الأقنعة وانكشاف الوجوه القبيحة اتضحت معالم الوجه الآخر من صفحة العدوان. صفحة يتبادل فيها التحالف الأمريكي ـ الصهيوني الأدوار ويتناوبان على اكمال مهمة ارباك الدولة السورية واستنزاف مقدرات الشعب السوري. فماذا يعني أن يتواصل التواجد العسكري الأمريكي داخل الأراضي السورية؟ وماذا يعني استمرار الارادة الأمريكية في شفط ونهب النفط السوري في تكرار واضح وصريح لتصرفات العصابات الداعشية حين كانت تسرق نفط سوريا وتحوله في طوابير من الصهاريج المحمولة التي تمتد على كيلومترات بين التراب السوري والداخل التركي حيث يتم تفريغ وإعادة شحن كميات النفط المسروقة؟ وأية رسالة تريد الادارة الأمريكية توجيهها للعالم وهي تنتهك حرمة وسيادة دولة عضو كامل الحقوق في الأمم المتحدة في الوقت الذي ترفع فيه زورا وبهتانا، راية دعم الحرية والديمقراطية لدى باقي خلق الله؟ وماذا يعني أن يستبيح الكيان الصهيوني حرمة تراب وأجواء سوريا ويمعن في انتهاك سيادة سوريا وتعريض أمن شعبها ومكتسباته للتدمير والتخريب؟ وما معنى أن تتواصل فرجة المجتمع الدولي وفي المقدمة منه الأمم المتحدة ومجلس الأمن القيّمان نظريا على حماية سيادة الدولة وعلوية القانون الدولي وعلى تطبيق الشرعية الدولية على الجميع وبنفس المكاييل والموازين؟
انها أسئلة حارقة يفترض أن تأخذ طريقها إلى أجندة القمة العربية القادمة والعرب يجهّزون لعقدها على الأراضي السعودية وسيكون الملف السوري من زاوية العدوان الأمريكي والصهيوني المحكّ الحقيقي لمدى تعافي الجسد العربي من أدران ومكبلات الماضي.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك