مع الشروق.. «ســـلاح» الهجـــــرة !

مع الشروق.. «ســـلاح» الهجـــــرة !

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/04/24

الأزمة التي تعيشها تونس اقتصاديا وماليا، بينت بما لا يدعو للشك أهمية بلدنا على المستوى الجيوستراتيجي وهو ما تجلي في الفترة الأخيرة من خلال الضغط الذي تمارسه به بعض الدول مع بعض المؤسسات الدولية المانحة للدفع نحو توصل تونس إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
فالمتابع لسلسة من التصريحات والمواقف الدولية الصادرة في الفترة لأخيرة يستشف هذا الاهتمام .. فقد أكدّت فرنسا أنّ إنجاز برنامج المساعدة بين صندوق النقد الدولي وتونس يمثّل أولويّة لها وقال ماكرون إن الأزمة السياسية التي تعيشها تونس من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة كبيرة للغاية لاستقرار البلاد والمنطقة وإلى زيادة ضغط الهجرة على إيطاليا والاتحاد الأوروبي، داعيا إلى العمل  إلى المستوى الأوروبي لمساعدة تونس والسيطرة على الهجرة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر إنّ "السلطات التونسية تعلم أنّ بإمكانها الاعتماد على الدعم الفرنسي والأوروبي لمواكبة عملية الإصلاحات الضرورية لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق". ، فيما أكد سفير فرنسا بتونس أندريه باران استعداد بلاده لتقديم دعم مالي لتونس بشرط الشروع في تنفيذ الإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي لصرف قرض الملياري دولار، موضّحا أن الوضع في تونس بات يتطلّب أكثر من أي وقت مضى الوصول إلى اتفاق بين السلطات التونسية والمؤسسة الدولية المانحة.
ومن ناحيتها دعت رئيسة الوزراء الإيطالية  جورجيا ميلوني إلى دعم تونس التي تواجه أزمة مالية خطرة، حسب تعبيرها  معربة عن خشيتها من أن تؤدّي صعوباتها المالية إلى "موجة هجرة غير مسبوقة" نحو أوروبا. 
كما تحدث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني عن “وضع صعب للغاية بسبب ارتفاع موجات الهجرة غير النظامية معربا عن أمله  "تحرك مالي من الاتحاد الأوروبي تجاه تونس" في مجلس الشؤون الخارجية المقرر اليوم الاثنين ، حسب ما نقلته وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.
أهمية بلدنا على المستوى الجيواستراتيجي ، لم تظهر فقط مع الدول الأوربية المتضررة أكثر من غيرها من الهجرة غير شرعية ، بل طالت مسؤولي المؤسسات الدولية المانحة ومنها الصندوق النقد والبنك الدوليين ، فقد أعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي جهاد أزعور أن فريقا من صندوق النقد الدولي سيلتقي قريبا بوزيرة المالية ومحافظ البنك المركزي للاستماع لهم حول آخر التطورات بعد توقف النقاشات واللقاءات حول ملف تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية لتونس ، فيما كشفت وكالة "أكي" الإيطالية للأنباء أنّ المفوضية الأوروبية تعمل على حزمة مساعدات مالية كلية كبيرة لتونس، مكمّلة للاتّفاق مع صندوق النقد الدولي.
التصريحات كثيرة في هذا الفترة ، وتكشف بما لا يدعو للشك تخوف أوروبا من زعزعة استقرار تونس وخاصة من تدفق المهاجرين منها نحو أوروبا وهي الورقة التي بإمكان اللعب عليها واستغلالها في هذه الفترة لتجاوز الأزمة الحالية مع العمل على انتهاج مخطط اقتصادي بديل يضمن استقلالية قرارنا ويجنبنا التدخلات الخارجية المرفوضة أصلا حتى وأن كانت على مستوى التضامن والتعاون ليس إلا ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك