مع الشروق..خفايا وخلفيات الهجمة الصهيونية على الأقصى» !

مع الشروق..خفايا وخلفيات الهجمة الصهيونية على الأقصى» !

تاريخ النشر : 08:00 - 2023/04/12

في استهتار واضح وصارخ بكل القيم الأخلاقية وبأبجديات السياسة وفي تحدّ واضح لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين يواصل المتطرفون الصهاينة العربدة داخل المسجد الأقصى.. ويكرّرون اقتحاماتهم لأماكن العبادة واعتداءاتهم الوحشية على حرمات المصلين، ذكورا وإناثا، كهولا وشبابا وأطفالا، في هذا الشهر الفضيل.. بل وحتى في الأيام الأواخر منه التي تعد لدى المسلمين فترة اعتكاف وتفرّغ للصلاة والعبادة.
واضح أن ـ زواج المتعة ـ الذي جرى بين رئيس حكومة الكيان ـ نتنياهو ـ ورموز التطرف بزعامة ـ بن غفير ـ هو زواج بين التطرف والمزيد من التطرف.. وواضح أن هذا ـ الزواج ـ الذي يكشف في الواقع الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني ويعرّيه أمام المجتمع الدولي سوف يجرّ المنطقة إلى انفجار رهيب سيفضي إلى حريق كبير سيشمل المنطقة بأسرها ولن تنحصر رقعته الجغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ذلك أن ـ نتنياهو ـ وهو من رموز اليمين المتطرف اضطر للظفر بتشكيل الحكومة للتحالف مع رموز التشدد والتطرف في ما يسمى ـ حزب القوة اليهودية ـ وعلى رأسهم المدعو بن غفير وهو ما دفعه إلى تسليم مشعل التطرف ومعاداة العرب إلى هذا الحزب المتطرف الذي تقوم أفكاره على معاداة الفلسطينيين وعلى الدعوة إلى طردهم من الأراضي الفلسطينية المحتلة في سياق بحثهم عن «يهودية اسرائيل» وهو الهدف الذي حدّده ـ الزعيم الروحي ـ لهذا الحزب وهو الارهابي مائير كاهانا والذي يلتقي فيه مع رموز اليمين الصهيوني المتطرف وفي طليعتهم بنيامين نتنياهو.
وحين ندرك خفايا وخلفيات التحالف القائم بين زعيمي حزب الليكود ـ الحاكم ـ وبين حزب القوة اليهودية المتزعم لجبهة معاداة الفلسطينيين والتحرش بهم تهيئة لظروف مواتية لطردهم إلى شرقي نهر الأردن حيث يكون «الوطن البديل» للشعب الفلسطيني وفقا لأدبيات الأحزاب الصهيونية المتطرفة الباحثة عن تحقيق «نقاوة اسرائيل» و«يهوديتها» وهو ما لا يتحقق إلا بطرد العرب الفلسطينيين ليقيموا دولتهم شرقي نهر الأردن أي على أرض المملكة الأردنية الهاشمية.. حينها ندرك أن هذا الهدف الصهيوني المعلن ظلت تنادي به وتعمل على تحقيقه أحزاب اليمين المتطرف وكذلك حاخامات عرفوا بتشددهم وبتطرفهم وبحقدهم على كل ما هو عربي وفلسطيني.. لذلك فإن ما تقترفه جحافل المستوطنين يوميا داخل المسجد الأقصى ليس خطوات عشوائية ومجانية.. بل هو نتاج تخطيط مسبق جرى داخل حكومة نتنياهو التي توفر الحماية الأمنية للمقتحمين وتعمل على كسر إرادة الصمود لدى جموع المصلين المسلمين.. فيما تشكل قطعان المستوطنين رأس الحربة في هذه التحركات المدروسة والهادفة إلى بسط سلطة الكيان على المسجد الأقصى الذي يعدّ ـ قلب الرحى ـ في المواجهة.. كما يعد أهم عناوين التصدي الفلسطيني للمخططات الصهيونية..
من هنا يأتي اصرار قطعان المستوطنين على تكرار اقتحاماتهم اليومية للأقصى.. ومن هنا يأتي «تطوع» القوات الصهيونية لتأمين هذه الاحتجاجات وترويع المصلين والاعتداء عليهم بكل تلك الوحشية.. وكل ذلك يندرج في إطار مخطط مدروس يبدأ بالعمل عل كسر الإرادة الفلسطينية وانهاءكل نفس مقاوم داخل الأقصى وينتهي بفرض القيام بالطقوس الصهيونية داخل الأقصى تمهيدا لفرض تقسيمه وانهائه كعنوان للصمود والتصدي للفلسطينيين وهو العامل الأهم الذي سوف يمهّد الطريق لباقي فصول المسلسل التي تفضي إلى تهجير الفلسطينيين إلى شرقي نهر الأردن..
ان خفايا وخلفيات هذه الهجمة الاستيطانية على المسجد الأقصى تشي بالأهداف الحقيقية لهذا المخطط الخبيث. وهي خفايا وخلفيات تجعل الاقتحامات هذا العام تختلف جذريا عن الاقتحامات التي دأب الصهاينة على القيام بها بين فترة وأخرى. بالنسبة للصهاينة هناك مشروع ينفذ على مراحل. وحسب اعتقادهم ان الدول العربية قد ضعفت وتشتتت وأصبحت عاجزة بما فيه الكفاية للمرور إلى مرحلة تنفيذ المخططات التي ظل الصهاينة يناورون ويداورون لاخفائها على مدى عقود.. وهذه المعطيات يفترض أن تستنفر معسكر للمقاومة ومعسكر للعرب الشرفاء من المحيط إلى الخليلج ليتحركوا بسرعة انقاذا للأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولاهم وأبرز عناوين عروبة فلسطين.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك