مع الشروق.. «دعها حتى تقع !»

مع الشروق.. «دعها حتى تقع !»

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/04/03

لأول مرة في تاريخ البلاد ، وفي بلاغ متأخر ، حجَرت وزارة الفلاحة والموارد المائية نهاية الأسبوع الفارط استعمال مياه الشرب عبر شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه في الأغراض الفلاحية وري المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع والأماكن العامة وغسل السيارات.
كما أعلنت الوزارة في ذات البلاغ اعتماد نظام حصص "ظرفي" للتزويد بالمياه الصالحة للشرب الموزعة عبر شبكات الصوناد لكافة المستعملين خلال الفترة الممتدة من 29 مارس 2023 إلى غاية موفى سبتمبر 2023.
وبررت الوزارة هذه الإجراءات بسبب موجة الجفاف التي تضرب البلاد منذ سنوات وفي ظلّ النقص الكبير في الموارد المائية بالسدود، محذرة كل مخالف لمقتضيات هذه القرارات بتعريض نفسه للعقوبات المنصوص عليها بمجلّة المياه .
الوزارة التي كانت تعول على تساقطات مارس وأفريل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المخزون المائي بالسدود ، تحركت خلال نهاية الأسبوع الفارط لتمنع استعمال مياه الشرب للأغراض الفلاحية وكأنها تفاجأت بـ " الجفاف " والفقر المائي الذي نعيشه منذ سنوات .
صحيح أن ندرة المياه بات المشغل الأبرز لكل دول العالم تقريبا بسبب التغيرات المناخية ، لكن هذا لا يحول دون الإقرار أننا لا نعير للاستشراف قيمة ، ولا للإستراتيجيات أهمية ، ونكتفي بترحيل الأزمات أو انتظارها " حتى تقع " !.
نحن اليوم فعلا أمام أزمة ومشكلة كبرى لم نتهيأ لها جديا ، فالأمر لا يتعلق بنقص في " الموز " أو التفاح " أو ارتفاع سعرهما ، بل بسر الحياة : بالماء ..والمطلوب وبعد أن نمد أيدينا تضرعا للرحمان بأن يرزقنا الغيث النافع ، أن نضع  خطة او قل "استراتيجية" لحسن استغلال كميات المياه المتوفرة اليوم بسدودنا والتي لا تتجاوز لا تتجاوز نسبة 32 بالمائة من طاقة الخزن.
الوزارة ، ومع تحجير استعمال مياه الشرب للأغراض الفلاحية وري المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع والأماكن العامة وغسل السيارات ، انطلقت في اعتماد نظام الحصص للتزويد بالمياه ، وهو ما لاحظه في الواقع المواطن منذ فترة ، ومن أجل ذلك سجلت بعض الجهات تحركات احتجاجية على هذا القطع وغيره من المشاكل المرتبطة بالنقص في التزويد بالمياه .
وضعيتنا المائية حرجة ، وندخل متأخرين جدا في سياسة ترشيد استهلاك الماء والتقشف فيه  ، والمطلوب مع التسريع بإنهاء أشغال مشاريع تحلية المياه بصفاقس وسوسة وقابس والحد من ضياع الماء في الشبكات ، سن قوانين لمنع الحفر العشوائي للآبار ومنع استعمال مياه الشرب في المسابح المنزلية مع توعية المواطن الذي لم يعد له أي مبرر للإحتجاج على انقطاع الماء لحسن التدبير في الماء سواء كان في بيته أو في النزل والمسجد وفي المبيتات الجامعية والملاعب الرياضية ، مع ضرورة الاهتمام أكثر من أي مضى بالحنفيات المهشمة في المؤسسات العمومية ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك