مع الشروق .. «رفـــع القداســـــة» !

مع الشروق .. «رفـــع القداســـــة» !

تاريخ النشر : 00:00 - 2023/01/09

إقالة وزيرة التجارة وتنمية الصادرات فضيلة الرابحي ، قد تكون على علاقة بالتوزيع ومسالك التوزيع والنقص الفادح في المواد الأساسية وغيابها في بعض الأحيان بصفة كلية وما رافق ويرافق ذلك من تذمر المواطن من هذه الوضعية التي لم تعد تحتمل ..
قد يكون الأمر كذلك ، وقد يتجاوز ذلك إلى بداية استجابة الرئيس قيس سعيد إلى بعض المطالب التي يرفعها معارضوه والتي بلغت مرحلة المطالبة بتجميده ..قد يكون الأمر بداية الاستجابة لبعض هذه المطالب بل وربما هدنة يضعها الرئيس لبداية تغيير موقفه من بعض المسائل الحارقة ..
قد يكون الأمر كذلك ، وما نخطه لا يتجاوز التأويل لقرار أول من نوعه يشمل حكومة بودن التي يجمع المتابعون والمراقبون على ضعف أدائها في ظرف سياسي واجتماعي واقتصادي دقيق يستوجب حكومة قوية ، صلبة ، متماسكة، لا تتردد في اتخاذ القرار المناسب لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة. 
حكومة نجلاء بودن لم تسلم من الانتقادات ..حكومة صامتة ، غائبة عن الإعلام ، مكتفية بالظهور التلفزي في لقاءاتها مع الرئيس بأعضاء يستمعون بانتباه وينصتون بتمعن لقيس سعيد وهو يسدي التعليمات ويتحدث عن المناوئين والعابثين بقوت الشعب ..
وزراء حكومة بودن ، ومنذ أكتوبر 2021   تاريخ تعيينهم ، غائبون عن الإعلام ، غير متفاعلين مع مشاغل الشعب الذي أنهكه ارتفاع الأسعار وندرة المواد الأساسية وصولات وجولات المضاربين ، غير منصتين للمطالب الاجتماعية المطروحة هنا وهناك في أغلب الجهات وبين كل الفئات تقريبا ..
قد تكون إقالة وزيرة التجارة وتنمية الصادرات هي بداية سلسلة الإقالات للوزارء غير الفاعلين ، كما قد تكون إقالة والي صفاقس فاخر الفخفاخ التي تزامنت مع إقالة وزيرة التجارة بداية إقالة الولاة الذين لم يكن أداؤهم مرضي في تقييم الرئيس قيس سعيد ..
وسواء بلغ الأمر ذلك أو لم يبلغ إقالات جديدة أخرى مرتقبة، المهم أن الرئيس الذي كان متمترسا في موقعه دون تفاعل مع المعارضة وغير المعارضة من المنظمات والهيئات وحتى الشعب ، رفع " القداسة " على حكومته وانطلق في الإقالات التي شملت والي صفاقس ..
إقالة والي صفاقس التي تفاجأ بها صاحبها فاخر الفخفاخ، فتحت أبوابا واسعة للتأويل و التحليل  في عاصمة الجنوب ..بعضهم ربطها بملف النادي الرياضي الصفاقسي وعدم قدرة الوالي على تهدئة الأوضاع مع الرابطة التونسية لكرة القدم ، والبعض الأخر ربطها بموضوع مركز التكوين المهني بقرقنة والقرارين المتضاربين الذين اتخذهما الوالي في أقل من 3 أشهر..فيما ذهب البعض الآخر إلى علاقة الوالي المتوترة بالاتحاد الجهوي للشغل..
ومهما كانت الأسباب الحقيقية لإقالة الوالي المعين من قيس سعيد أو إقالة وزيرة التجارة ، المهم في تقدير البعض أن الرئيس بدا متابعا للتفاصيل ، متفاعلا مع نبض الشارع..بل وربما مع المعارضة التي تحركت أكثر من أي وقت مضى خلال هذه الفترة  مستغلة الوضع العام بالبلاد وضعف المشاركة في الانتخابات التشريعية ..
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك