مع الشروق.. نحو عالـم متعدّد الأقطاب؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/12/21
ما هو مؤكد الآن على الساحة الدولية أن مسعى أو مطلب التعدّدية القطبية كبديل لعالم القطب الواحد، لم يعد مطلبا روسيا صينيا فقط، بل أصبح أيضا مطلب قوى أخرى رغم كونها تحت المظلة الأمريكية.
لا شكّ أن الهدف الحقيقي من حرب روسيا في اوكرانيا هو وضع حدّ للهيمنة الأمريكية التي ظلّت جاثمة على العالم تحت مسمى القطب الواحد لعقود من الزّمن، وقد تشاركت روسيا في هذا الهدف الاستراتيجي مع الصيّن.
فروسيا كقوة نووية عظمى والصين كقوة اقتصادية عظمى أصبحتا على وفاق تام حول ضرورة نيل مكانتهما على الساحة الدولية كندّا لأمريكا، القوة النووية والاقتصادية العظمى التي لعبت دور "شرطي العالم" ولا تريد التخلّي عن ذلك بأي ثمن.
ببساطة الصراع في أوكرانيا رغم كونه يهمّ روسيا أساسا جغرافيا وسياسيا، إلا أنه في الحقيقة هو صراع عالمي أتت أهميته من كون تلك المنطقة هي "قلب" العالم ومن يريد السيطرة دوليا عليه أن يضمّها لصالحه.
لذلك يتمسّك المسؤولون الروس بشرعية حربهم هناك وبضرورة انتصارهم واحياء الأمة الروسية الكبرى، بينما يصرّ الأمريكيون على ضرورة هزيمة روسيا هناك حتى تظلّ الأمور على ما هي عليه ، تحت الوصاية والهيمنة الأمريكية.
وبين الصراع حول عالم ثنائي القطبية وعالم القطب الواحد، كانت أوروبا هي الخاسر الأكبر من الجهتين، فرغم كونها تحت مظلة عالم القطب الواحد فإن واشنطن جعلت منها كبش فداء ل "أمريكا أولا".
الأوروبيون الذين دفعتهم سياسة الولاء والاملاءات الأمريكية لحد "اطلاق النار على أنفسهم"، تخلّصوا أخيرا من سياسة التململ واتجّهوا نحو سياسة التمرّد على واشنطن التي عرّت حقيقتها أزمة أوكرانيا.
هذا التمرّد الذي أطلقه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ،كان أكثر حذرا من الموقف الألماني الأخير على لسان المستشار أولاف شولتز، الذي أكّد علانية ولأول مرة أن "عالم القرن الحالي سيكون متعدد الأقطاب".
شولتز أكد أيضا على أن "فكرة عصر ثنائي القطب، حيث يدور كل شيء حول الولايات المتحدة والصين، تتجاهل الواقع العالمي، سيكون عالم القرن الحادي والعشرين عالما متعدد الأقطاب".
عندما يصدر هذا الموقف من دولة كألمانيا، تقود الكتلة الاوروبية وفاعلة في الحلف الأطلسي، فإنه يعني طعنة حقيقية ليس في عالم القطب الواحد الذي جعل أوروبا رهينة لأمريكا، وإنّما أيضا طعنة للتحالف الامريكي الاوروبي عبر الأطلسي.
ولا نستغرب أن تحذو دول أخرى وازنة أوروبية أو آسيوية، الى جانب تركيا المتمرّدة أصلا، حذو الموقف الألماني في وقت بدأ فيه حلفاء أمريكا الرئيسيين خاصة الخليجيين منهم في الاتجاه شرقا وكانت القمة العربية الصينية أبرز مثال.
إن العالم اليوم بالتأكيد بصدد طي صفحة عالم القطب الواحد دون رجعة، ولكن السؤال الحالي هو هل نتّجه لعالم ثنائي القطبية أم لعالم متعدّد الأقطاب؟ وجواب ذلك سيكون عديد الأزمات الدولية التي على رأسها الحرب الاوكرانية والتحالفات الدولية التي بصدد التشكّل.
بدرالدّين السّيّاري
ما هو مؤكد الآن على الساحة الدولية أن مسعى أو مطلب التعدّدية القطبية كبديل لعالم القطب الواحد، لم يعد مطلبا روسيا صينيا فقط، بل أصبح أيضا مطلب قوى أخرى رغم كونها تحت المظلة الأمريكية.
لا شكّ أن الهدف الحقيقي من حرب روسيا في اوكرانيا هو وضع حدّ للهيمنة الأمريكية التي ظلّت جاثمة على العالم تحت مسمى القطب الواحد لعقود من الزّمن، وقد تشاركت روسيا في هذا الهدف الاستراتيجي مع الصيّن.
فروسيا كقوة نووية عظمى والصين كقوة اقتصادية عظمى أصبحتا على وفاق تام حول ضرورة نيل مكانتهما على الساحة الدولية كندّا لأمريكا، القوة النووية والاقتصادية العظمى التي لعبت دور "شرطي العالم" ولا تريد التخلّي عن ذلك بأي ثمن.
ببساطة الصراع في أوكرانيا رغم كونه يهمّ روسيا أساسا جغرافيا وسياسيا، إلا أنه في الحقيقة هو صراع عالمي أتت أهميته من كون تلك المنطقة هي "قلب" العالم ومن يريد السيطرة دوليا عليه أن يضمّها لصالحه.
لذلك يتمسّك المسؤولون الروس بشرعية حربهم هناك وبضرورة انتصارهم واحياء الأمة الروسية الكبرى، بينما يصرّ الأمريكيون على ضرورة هزيمة روسيا هناك حتى تظلّ الأمور على ما هي عليه ، تحت الوصاية والهيمنة الأمريكية.
وبين الصراع حول عالم ثنائي القطبية وعالم القطب الواحد، كانت أوروبا هي الخاسر الأكبر من الجهتين، فرغم كونها تحت مظلة عالم القطب الواحد فإن واشنطن جعلت منها كبش فداء ل "أمريكا أولا".
الأوروبيون الذين دفعتهم سياسة الولاء والاملاءات الأمريكية لحد "اطلاق النار على أنفسهم"، تخلّصوا أخيرا من سياسة التململ واتجّهوا نحو سياسة التمرّد على واشنطن التي عرّت حقيقتها أزمة أوكرانيا.
هذا التمرّد الذي أطلقه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ،كان أكثر حذرا من الموقف الألماني الأخير على لسان المستشار أولاف شولتز، الذي أكّد علانية ولأول مرة أن "عالم القرن الحالي سيكون متعدد الأقطاب".
شولتز أكد أيضا على أن "فكرة عصر ثنائي القطب، حيث يدور كل شيء حول الولايات المتحدة والصين، تتجاهل الواقع العالمي، سيكون عالم القرن الحادي والعشرين عالما متعدد الأقطاب".
عندما يصدر هذا الموقف من دولة كألمانيا، تقود الكتلة الاوروبية وفاعلة في الحلف الأطلسي، فإنه يعني طعنة حقيقية ليس في عالم القطب الواحد الذي جعل أوروبا رهينة لأمريكا، وإنّما أيضا طعنة للتحالف الامريكي الاوروبي عبر الأطلسي.
ولا نستغرب أن تحذو دول أخرى وازنة أوروبية أو آسيوية، الى جانب تركيا المتمرّدة أصلا، حذو الموقف الألماني في وقت بدأ فيه حلفاء أمريكا الرئيسيين خاصة الخليجيين منهم في الاتجاه شرقا وكانت القمة العربية الصينية أبرز مثال.
إن العالم اليوم بالتأكيد بصدد طي صفحة عالم القطب الواحد دون رجعة، ولكن السؤال الحالي هو هل نتّجه لعالم ثنائي القطبية أم لعالم متعدّد الأقطاب؟ وجواب ذلك سيكون عديد الأزمات الدولية التي على رأسها الحرب الاوكرانية والتحالفات الدولية التي بصدد التشكّل.
بدرالدّين السّيّاري
