مع الشروق..التطبيع خيانة وجريمة

مع الشروق..التطبيع خيانة وجريمة

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/11/17

لن يتوقف قطار التطبيع في تونس مهما حدث، وطنيا واقليميا ودوليا ، ومهما كان حجم الضغوطات والإغراءات التي تمارسها الدول الداعمة للكيان الصهيوني والاطراف والمنظمات المالية الدولية المرتبطة بها. 
هذه مسألة محسوم فيها شعبيا ، ورسميا الى حدّ الان ، رغم أن خلايا متصهينة نائمة تحاول من حين الى آخر أن تطل برأسها وتعلن عن نفسها من خلال أنشطة وتظاهرات مشبوهة ، ثقافية أو رياضية أو جامعية ، يتخفى القائمون عليها ويتسترون تحت غطاءات متعددة ، وفق ما تقتضيه مرحلة التمكين المخطط لها في الخارج . 
قد يأتي يوم وتحاول السلطة القائمة الالتحاق بقائمة العرب المطبّعين للخروج من مرحلة « الجدب « الاقتصادي طمعا في وعود متزايدة بإعادة فتح حنفية الدعم  والاستثمارات وخلق المشاريع ومواطن الشغل وترسيخ الاستقرار الاجتماعي والسياسي. 
قد تغري هذه الوعود الحكام فيركبوا قطار التطبيع و» سلام الشجعان «  لكنّها لن تنطلي على شعب مازال مؤمنا بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وهو ايمان راسخ لا تهزه ضغوط أو إغراءات مهما تعاظمت . 
صحيح ان النظام السابق فتح في اواخر تسعينات القرن الماضي مكتب اتصال في دولة الكيان الصهيوني ، بطلب فلسطيني في أعقاب مؤتمر أوسلو الداعي الى اقامة الدولتين ، لكنه سرعان ما أغلقه عقب اندلاع الانتفاضة الثانية في خريف 2000 ، وليس بإمكان حكومة أخرى ، الآن وغدا ، أن تسبح ضد إرادة الشعب الرافضة للتطبيع . 
وصحيح أيضا أن السلط الحالية ، التي تؤكد تمسكها بأن التطبيع خيانة ، أغمضت عينيها أمام تظاهرات وأشخاص مارسوا التطبيع خفية وبطرق متسترة ، لكنها ورغم الضغوط و غياب الاستقرار السياسي والاجتماعي لن تقدر على مقايضة حل أزمتها الشاملة بتطبيع معلن أو خفي . 
ولا شك أن التونسيين ، شعبا ومجتمعا مدنيا، سيمثلون اخر جبهات الصد والرفض لمشروع التطبيع حتى اذا مضت فيه السلطة الحاكمة، باختيارها وتحت الضغط الدولي واللوبيات الاقتصادية الموالية لدولة الكيان الصهيوني . 
إن أحفاد المناضلين الذين اهتزوا سنة 1948 رافضين قرار غرس دولة بني صهيون في قلب فلسطين والذين التحقوا بالجيوش العربية في أكثر من حرب في مواجهة « اسرائيل « لن يتأخروا، كما كان دوما، في نصرة القضية الفلسطينية وحق العودة الى الوطن المغتصب وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس المحررة . 
ان الثوابت لا يمكن أن تهتز ، ويبقى التطبيع خيانة وجريمة مهما تغيرت الاوضاع الإقليمية والدولية ومهما كانت إرادة الحكام وخياراتهم لأن التطبيع مهما حدث لن يكون وجهة  نظر.
 

نجم الدين العكاري

تعليقات الفيسبوك