مع الشروق.. من يلجم الغطرسة الصهيونية ؟

مع الشروق.. من يلجم الغطرسة الصهيونية ؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/10/26

لم يعد الكيان الصهيوني يجد أي حرج في إطلاق آلته الحربية تعربد داخل المخيمات والمدن الفلسطينية.. فتقتل وتخرّب البنية التحتية وتدمر المنازل وتروّع الأهالي وتعتقل من تشاء.. آخر الاقتحامات ما شهدته مدينة نابلس يوم أمس حيث خلّفت العملية الجبانة 6 شهداء و22 جريحا في مشهد بات يتكرّر بصفة شبه يومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. كل ذلك وسط صمت دولي مريب ووسط غياب عربي كامل وهو ما مثّل  ضوءا أخضر لتمادي الآلة الحربية الصهيونية وقادة تل أبيب في عربدتهم.
وبالفعل فإن الغرب بسياسييه الذين صموا آذاننا بحديثهم الممجوج عن حقوق الانسان وعن قيم الحرية.. والغرب بجمعياته ونشطائه الذين يمطروننا يوميا بوابل من «قصائد الشعر» والمدحيات عن الحريات وعن حق الشعوب في تقرير مصائرها. لكننا في الحالة الفلسطينية وإزاء الجرائم البشعة التي يرتكبها الصهاينة بصفة يومية لا نجد لهؤلاء ولا لهؤلاء أثرا ولا نسمع لهم ركزا.. صمت مطبق وسلبية كاملة وكأن الضحايا ليسوا بشرا وكأن الأراضي الفلسطينية تقع على كوكب آخر.. وكأن الشعب الفلسطيني مجرّد من صفته الآدمية ولا يملك حتى الحد الأدنى من حقوقه الأساسية وفي طليعتها حقّه في الحياة بأمان.. علاوة على حقه في التمتع بحريته مثل باقي شعوب العالم وانشاء دولته المستقلة وفق ما تنص عليه   قرارات   الشرعية الدولية.
الصهاينة لا يستفيدون فقط من صمت وصمم الغرب إزاء جرائمهم البشعة وتماديهم في الدوس على قرارات الشرعية الدولية، وعلى الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.. بل انهم يستفيدون كذلك، وبالخصوص، من الصمت العربي.. بل من التواطؤ العربي.. حيث عمدت دول عربية عديدة إلى وضع بيضها في سلة كيان الاحتلال من خلال اقدامها على تطبيع العلاقات مع الكيان المجرم وهو ما يعده قادة تل أبيب اصطفافا عربيا وفي أدنى الحالات اشارات خضراء للتمادي في الغطرسة والعربدة لاستئصال جذور المقاومة واجبار الشعب الفلسطيني ومقاومته ومن خلالهما الشعوب العربية على الرضوخ لمنطق القوة والخضوع لسطوة القوة الصهيونية الغاشمة.. وهو ما يسعى إليه الصهاينة كل يوم سعيا وراء تحقيق هدف إخماد روح المقاومة  كشرط أساسي للمرور إلى باقي حلقات المشروع الصهيوني الهادف إلى استكمال تهويد الأرض الفلسطينية تمهيدا لـ«يهودية الدولة» وما سيتلوها من مراحل على درب ما يسمى «إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات.
فما معنى أن يكتفي العرب بالفرجة على مسلسل الدم الفلسطيني المهدور وهو يتكرر كل يوم؟ وما معنى أن تلوذ ما يسمى بـ«جامعة الدول العربية» بصمت محيّر وتكتفي بالفرجة على شلال الدم الفلسطيني وهو يروي يوميا أرضا عربية هي في الأصل موطن الرباط وموطن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟ وهل يبقى معنى للعمل العربي المشترك وهل تبقى جدوى لقمة عربية إن لم يكن البند الوحيد على جدول أعمالها: كيف نلجم العدوان الصهيوني وماذا يلزم من وسائل وأدوات لوقف عربدة الصهاينة وغطرستهم وازدرائهم الصريح بقرارات الشرعية الدولية وبالحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة والتي تقرّها كل الشرائع والمواثيق؟ أسئلة تبقى برسم القمة العربية في الجزائر مطلع الشهر القادم.. إن بقي للعمل العربي المشترك معنى وان كان العرب يريدون انقاذ ما يمكن انقاذه من هذا المفهوم الذي      تآكل حتى بات يلامس الاندثار..!
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك