مع الشروق.. اليميـن المتطـرّف يغــزو أوروبـــا
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/09/27
من نكسة الى أخرى، باتت الأزمات تعصف بوحدة البيت الأوروبي وتشق طريقها نحو التسبّب في انفراط عقده وهو الذي يكابد حاليا على جميع الأصعدة وفي كل الاتجاهات وأصبح وضعه رهن شتاء قاس.
بينما يحاول الأوروبيون تناسي تمرّد بريطانيا ومغادرتها لصفّهم ويكابدون بعناء كبير أزمة أوكرانيا المعقّدة والتي باتت تهدّد مصيرهم كأنظمة وشعوب، أطلّ اليمين المتطرّف برأسه مهدّدا عرش الديمقراطيات ووحدة البيت الأوروبي.
فبعد المجر والسويد الاسكندنافية، ها هي إيطاليا تلحق بركب موجة صعود اليمين المتطرّف الى سدّة الحكم في تغيير جذري للهوى الشعبي وتوجّهه نحو التيارات القومية المعادية للخطاب الرسمي المزيّف الذي تعتمده الأنظمة الحالية.
وحقّق اليمين المتطرف انفراجة جديدة له في أوروبا، بفوز جورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية الأحد الماضي في إيطاليا، حيث ستُتاح لحزب من الفاشيين الجدد فرصة حكم البلاد للمرة الأولى منذ عام 1945.
وبقيادة ميلوني (45 عاما)، أصبح "إخوة إيطاليا" الحزب الأول في البلاد مع نحو رُبع الأصوات ممّا شكّل صدمة لإيطاليا وللأوروبيين ككل باعتبار أنها من أشدّ المدافعين عن مبادئ وتوجّهات الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسيليني.
وترفع ميلوني شعار "الله، الوطن، الأسرة"، وتشمل أولوياتها إغلاق الحدود الإيطالية لحماية البلاد من "الأسلمة" وإعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأوروبية لكي تستعيد روما السيطرة على مصيرها، ومحاربة "مجموعة الضغط لمجتمع الميم (المثليين)"، و"الخريف الديمغرافي" للبلاد التي تسجل أعلى متوسط أعمار بين الدول الصناعية بعد اليابان مباشرة.
لكن أكثر ما يخيف جيران ايطاليا الاوروبيين هو أن ميلوني مناكفة شرسة لسياسات الاتحاد الأوروبي وتطمح في سلوك نهج بريطانيا ومغادرة البيت الاوروبي، كما أنها لا تكنّ الود للجار الفرنسي التي كالت له نقدا لاذعا.
وبهذه النتيجة في الانتخابات فقدت فرنسا حليفا رئيسيا وسيجد ماكرون نفسه في مواجهة شخصية مع ميلوني وهو ما سيؤثّر على علاقات البلدين وقد يحدث زلزالا نظرا للاختلاف الشاسع في الرؤى خاصة حول الهجرة.
تخشى فرنسا أيضا من تحالف ميلوني مع المجر بقيادة فيكتور اوربان وهو ما سيشجّع الحركات اليمينية عبر كامل أوروبا الى النهوض مجدّدا وخاصة في فرنسا التي اقتربت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان من الإطاحة بماكرون في الانتخابات الماضية.
ميلوني التي كتبت على "تويتر" متوجهة الى انصارها " انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية"، ستحدث تغييرا جذريا في المواقف الرسمية الاوروبية وستكون صداعا حادا في رأس الاتحاد الاوروبي المناهضة لمواقفه.
لا شكّ أن اوروبا مقبلة على شتاء طاقي قاس كان قد وعدها به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقد تنجو وقد لا تنجو من ذلك، لكنّها مقبلة أيضا على شتاء سياسي طويل سيغيّر وجه أوروبا التي ظلّت عليه تقريبا منذ الحرب العالمية الثانية.
بدرالدّين السّيّاري
من نكسة الى أخرى، باتت الأزمات تعصف بوحدة البيت الأوروبي وتشق طريقها نحو التسبّب في انفراط عقده وهو الذي يكابد حاليا على جميع الأصعدة وفي كل الاتجاهات وأصبح وضعه رهن شتاء قاس.
بينما يحاول الأوروبيون تناسي تمرّد بريطانيا ومغادرتها لصفّهم ويكابدون بعناء كبير أزمة أوكرانيا المعقّدة والتي باتت تهدّد مصيرهم كأنظمة وشعوب، أطلّ اليمين المتطرّف برأسه مهدّدا عرش الديمقراطيات ووحدة البيت الأوروبي.
فبعد المجر والسويد الاسكندنافية، ها هي إيطاليا تلحق بركب موجة صعود اليمين المتطرّف الى سدّة الحكم في تغيير جذري للهوى الشعبي وتوجّهه نحو التيارات القومية المعادية للخطاب الرسمي المزيّف الذي تعتمده الأنظمة الحالية.
وحقّق اليمين المتطرف انفراجة جديدة له في أوروبا، بفوز جورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية الأحد الماضي في إيطاليا، حيث ستُتاح لحزب من الفاشيين الجدد فرصة حكم البلاد للمرة الأولى منذ عام 1945.
وبقيادة ميلوني (45 عاما)، أصبح "إخوة إيطاليا" الحزب الأول في البلاد مع نحو رُبع الأصوات ممّا شكّل صدمة لإيطاليا وللأوروبيين ككل باعتبار أنها من أشدّ المدافعين عن مبادئ وتوجّهات الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسيليني.
وترفع ميلوني شعار "الله، الوطن، الأسرة"، وتشمل أولوياتها إغلاق الحدود الإيطالية لحماية البلاد من "الأسلمة" وإعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأوروبية لكي تستعيد روما السيطرة على مصيرها، ومحاربة "مجموعة الضغط لمجتمع الميم (المثليين)"، و"الخريف الديمغرافي" للبلاد التي تسجل أعلى متوسط أعمار بين الدول الصناعية بعد اليابان مباشرة.
لكن أكثر ما يخيف جيران ايطاليا الاوروبيين هو أن ميلوني مناكفة شرسة لسياسات الاتحاد الأوروبي وتطمح في سلوك نهج بريطانيا ومغادرة البيت الاوروبي، كما أنها لا تكنّ الود للجار الفرنسي التي كالت له نقدا لاذعا.
وبهذه النتيجة في الانتخابات فقدت فرنسا حليفا رئيسيا وسيجد ماكرون نفسه في مواجهة شخصية مع ميلوني وهو ما سيؤثّر على علاقات البلدين وقد يحدث زلزالا نظرا للاختلاف الشاسع في الرؤى خاصة حول الهجرة.
تخشى فرنسا أيضا من تحالف ميلوني مع المجر بقيادة فيكتور اوربان وهو ما سيشجّع الحركات اليمينية عبر كامل أوروبا الى النهوض مجدّدا وخاصة في فرنسا التي اقتربت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان من الإطاحة بماكرون في الانتخابات الماضية.
ميلوني التي كتبت على "تويتر" متوجهة الى انصارها " انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية"، ستحدث تغييرا جذريا في المواقف الرسمية الاوروبية وستكون صداعا حادا في رأس الاتحاد الاوروبي المناهضة لمواقفه.
لا شكّ أن اوروبا مقبلة على شتاء طاقي قاس كان قد وعدها به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقد تنجو وقد لا تنجو من ذلك، لكنّها مقبلة أيضا على شتاء سياسي طويل سيغيّر وجه أوروبا التي ظلّت عليه تقريبا منذ الحرب العالمية الثانية.
بدرالدّين السّيّاري
