مع الشروق.. التصعيد الصهيوني... وقود للمقاومة

مع الشروق.. التصعيد الصهيوني... وقود للمقاومة

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/05/04

تتدحرج كرة النار وتكبر منذرة بمواجهة شاملة بين الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة من جهة وبين الآلة العسكرية للكيان الصهيوني من جهة أخرى... ولم يكف ذلك الكمّ الهائل من العنف والجبروت الذي أخضع له أبناء القدس والضفة في رمضان. ولم تكف تلك العربدة التي مارسها المستوطنون عندما استباحوا المسجد الأقصى عديد المرات لم يكف كل ذلك حتى عمد الكيان الغاصب إلى فرض إغلاق شامل على الضفة والقطاع يمتد من يوم أمس إلى غاية الجمعة القادم.
العدو الصهيوني كيان قام بالبطش والغطرسة وبهما يستمر منذ زرع في قلب فلسطين في أربعينات القرن الماضي حيث ظل يتفنن في قمع أبناء الشعب الفلسطيني ويتحرك في اتجاه قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.
والناظر اليوم إلى رقعة الأراضي الفلسطينية كما حددتها قرارات الشرعية الدولية يدرك أنها تعرضت لعمليات قضم لا تتوقف حولتها إلى رقعة جغرافية ضيقة ومحاصرة. رقعة أشبه ما تكون بقطعة الجبن الفرنسية تتناثر فيها محميات بشرية تحيط بها طرق التفافية وتخنق أنفاسها كتل استيطانية لا تتوقف... ويقطع أوصالها جدار فصل عنصري وتتحكم فيها وفي مداخلها ومخارجها آلة الاحتلال التي تعد على كل أبناء الضفة حتى أنفاسهم.
والواضح أن هذا الكيان الغاصب الذي يسير وفق أجندة صهيونية واضحة ومعلنة وتهدف إلى إقامة «دولة يهودية» يطرد منها كل الفلسطينيين مسلمين كانوا أم مسيحيين لا يحيد عن هذا المنهج.. وهو ما فتئ يتحرك بمصادرة المنازل والأراضي وبتهويد الأرض والمعالم وبتغيير ملامح الأرض وكذلك بعربدة المستوطنين المسجلين في كل أصقاع الأرض وببطش آلته العسكرية لتحقيق هذا الهدف الكبير والمعلن.. والواضح أيضا أن هذا الكيان قد استفاد من انكفاء الدول العربية و من استقالتها عن حمل هموم القضية الفلسطينية وقد كانت قضية العرب الأولى ليحقق نقاطا مهمة في معادلة المنازلة مع الشعب الفلسطيني حيث أفضت استقالة بعض العرب وهرولة البعض الآخر إلى تطبيع علاقاتهم مع العدو إلى تشجيع الكيان الصهيوني على التمادي في سياساته العدوانية الآن وقد عزل الشعب الفلسطيني عن محيطه العربي وانكشف ظهره أمام احتلال استيطاني يمضي في اتجاه ابتلاع كل فلسطين وتهويدها على درب تهيئة المناخات المواتية لإقامة ما سمي "إسرائيل الكبرى".
هذه السياسات وهذه الوقائع بات الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائل مقاومته يجيدون قراءتها والتعاطي معها. وشعب الجبارين كما وصفه القائد الرمز الراحل ياسر عرفات عرف في الماضي وسيعرف الآن وفي المستقبل كيف يتصدى لمؤامرات العدو وكيف تجهض مخططاته وكيف يبطل مفعول كل طعنات العرب المتخاذلين في الظهر... وكما نجح في إبقاء شعلة مقاومته الباسلة وهاجة فإنه سيبتكر في كل مرحلة أشكالا نضالية جديدة يدوّخ بها العدو ويزيد في تعرية وجهة القبيح أمام الرأي العام العالمي.. ليجرده من كل مساحيق الديمقراطية التي يتبجح بها ويكشف حقيقة أنه كيان غاصب قام بالغطرسة ويستمر بالغطرسة إلى حين.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك