مع الشروق..صدام روسي ـ أمريكي وشيك؟

مع الشروق..صدام روسي ـ أمريكي وشيك؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/04/19

"عواقب لا يمكن التنبؤ بها"، هي آخر تحذيرات موسكو لواشنطن في رسالة شديدة اللهجة عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية لثني الأخيرة عن اطالة أمد الصراع في اوكرانيا عبر تزويدها بأسلحة متطورة.
لم يكن يخفى على موسكو وبوتين تحديدا عند الإعلان عن "عملية عسكرية خاصة" ضدّ جاراتها أوكرانيا، أن هذا الأمر سيكون بمثابة الهدية للغرب ولواشنطن خاصة التي ستستغلّ المواجهة على أكمل وجه.
فواشنطن تهدف –من تزويد أوكرانيا بالسلاح- الى ضرب عصفورين بحجر واحد، فهي تسعى أولا الى عدم نيل روسيا النصر في أوكرانيا وحتى وان تمّ ذلك فيجب أن يكون بتكلفة باهظة على المدى القصير والطويل.
هذه التكلفة الباهظة تشمل الجانب الاقتصادي حيث فرض الغرب عقوبات تاريخية قاسية على موسكو ليس لثنيها عن مواصلة الحرب في أوكرانيا وإنما بغاية تدميرية لعدو لدود طال انتظار مواجهته.
والأهم من ذلك الجانب العسكري حيث تسعى الى استنزاف موسكو في حرب طويلة الأمد شبيهة بما حدث في أفغانستان زمن الاتحاد السوفياتي أين مني بهزيمة مذلّة وخسائر فادحة ساهمت لاحقا في حلّ حلف وارسو.
لذلك تواصل واشنطن وحلفاؤها اغراق اوكرانيا بجميع انواع الأسلحة وقبل أيام  أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مساعدات أمنية لكييف بقيمة 800 مليون دولار.
كما تشمل الجانب السياسي والدبلوماسي حيث تحدّث الرئيس الامريكي جو بايدن صراحة عن ضرورة الاطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السلطة، هذا بالإضافة الى السعي الى طرد موسكو من الهيئات الأممية.
ثانيا، تستخدم الولايات المتحدة الحرب في اوكرانيا كإعلان ترويجي لحلف الناتو الذي تآكل ودبّت الصراعات داخله حتى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال عنه ذات مرة إنه "ميت دماغيا".
وبالنسبة لواشنطن تمثّل أوكرانيا قاعة إنعاش لهذا الحلف عبر إعادة رص الصفوف داخله واثارة هلع أعضائه ببعبع الدب الروسي الذي سيلتهم الأوروبيين اذا لم يرضخوا للطلبات وللتبعية الأمريكية.
على الجانب الروسي، لطالما نظر الى الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا على أنه إطالة لأمد الحرب، لكن حادثة اصابة الطراد "موسكفا" وغرقه وبالتالي خروجه من الخدمة دفع بالأمور الى أبعد من مجرّد "عملية عسكرية خاصة".
هذا الأمر بدا صداه واضحا في الاعلام الرسمي الروسي، حيث وعلى محطة "روسيا 1"، قالت المقدمة الشهيرة أولغا سكابيفا، إحدى داعمين فلاديمير بوتين الشهيرين، للمشاهدين: "تصاعد الأمور يمكن تسميته بوضوح الحرب العالمية الثالثة. هذا مؤكد تماما".
وأضافت بغضب: "الآن نحن بالتأكيد نحارب البنية التحتية للناتو، إن لم يكن الناتو نفسه. نحن بحاجة إلى الاعتراف بذلك"، كما شبه أحد الضيوف في البرنامج غرق "موسكفا" بهجوم على الأراضي الروسية.
يبقى السؤال هو كيف ستردّ الدوائر الروسية العليا على هذه الضربة الكبيرة لهيبتها العسكرية؟ هل في أوكرانيا ضدّ نظام كييف ومصالح الغربيين؟ أم ضدّ التواجد الأمريكي في سوريا مثلا أو أي مكان آخر؟
الأكيد أن روسيا بوتين لن تمرّر هذا الحادث مرور الكرام لأنه يصعب مضغ وابتلاع هذه الضربة والسكوت عنها وإلا فإن الخصوم سيتمادون أكثر وسيتجرّؤون على ما لم يتجرؤوا عليه سابقا.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك