مع الشروق.. «ماريوبول»... معركة الجنوب الحاسمة

مع الشروق.. «ماريوبول»... معركة الجنوب الحاسمة

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/03/22

بينما تقبع العاصمة كييف ومدن خاركيف وتشيرنيهيف وسومي تحت حصار مطبق من القوات الروسية، تتّجه كل الأنظار في الحرب الأوكرانية جنوبا أين مدينة ماريوبول الاستراتيجية التي سيكون حسمها لصالح الروس تحوّلا كبيرا في المعركة.
"جوهرة على مائدة بوتين"، هكذا يصف الخبراء والمتابعون مدينة ماريوبول الأوكرانية، المدينة الاستراتيجية المطلّة على الساحل الشرقي لأوكرانيا والتي أصبحت قاب قوسين او أدنى من السقوط في يد القوات الروسية.
وتكمن الاهمية الاستراتيجية للمدينة كونها تضمّ أكبر ميناء على بحر آزوف (المتصل بالبحر الأسود عبر مضيق كيرتش)، الذي له أهمية رئيسية في مجال تصدير الحبوب والصلب المنتج في شرق البلاد.
كما تعد المدينة منطقة صناعية كبيرة حيث توجد بها  مصانع شركتي المعادن الكبيرتين "أزوفستال" و"إيليتش" اللتين توظفان عشرات الآلاف من الأشخاص، وهي رئة رئيسية للاقتصاد الاوكراني.
ويعود طموح الروس في السيطرة عليها الى نيّة موسكو في الربط بين قواتها في شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها سنة 2014 وتلك الموجودة في المناطق الانفصالية في إقليم دونباس (لوغانسك ودونيتسك).
واضافة الى الأهمية الاستراتيجية، للمدينة أهمية تاريخية لموسكو إذ احتلت الامبراطورية الروسية المنطقة التي تمتد من أوديسا في الجنوب إلى لوغانسك في الشرق في القرن الثامن عشر بعد سلسلة من المعارك والحروب مع الامبراطورية العثمانية ومنذ ذلك الحين عُرفت المنطقة باسم "نوفوروسيا" أو "روسيا الجديدة".
ويقترب عدد سكان ماريوبول من نصف المليون نسمة، وغالبيتهم الساحقة من الناطقين باللغة الروسية، كما يعد الروس أحد أكبر مكونات التركيبة القومية لأهالي المدينة، إلى جانب الأوكرانيين واليونانيين والبيلاروس والأرمن واليهود وغيرهم.
من هنا تحديدا، يبرز التركيز الروسي على السيطرة عليها بأي ثمن حيث باتت المدينة مسرحا لحرب دامية بين القوات الروسية وحلفائها من إقليم دونيتسك من جهة والقوات الأوكرانية المتمثلة أساسا في كتيبة آزوف المتطرفة من جهة أخرى.
وعكس ما يروّج له الإعلام والمسؤولون الغربيون في أن المعركة الحقيقية في العاصمة كييف ويسوّقون لفشل القوات الروسية في السيطرة عليها، فإن الروس يركّزون أساسا على الجنوب الأوكراني.
فبالنسبة لروسيا تعني السيطرة على الجنوب الأوكراني وقطع اتصال أوكرانيا ببحر آزوف و بالبحر الأسود ضربة قاصمة للاقتصاد الأوكراني وبالتالي دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الى الموافقة سريعا على كل الشروط الروسية.
أكثر من ذلك، ستسهّل عملية السيطرة على مدينة ماريوبول فكّ الحصار الأوكراني على إقليم الدونباس، كما ستساهم في تقدّم القوات الروسية نحو مدينتي ميكولاييف وأوديسا التاريخية.
كما ستسهّل على الروس القيام بعملية التفاف على القوات الاوكرانية المتواجدة في مدينة خاركيف وسومي التي منهما ستتقدّم القوات الروسية نحو نهر دنيبرو ومدينته وبالتالي الضغط أكثر على العاصمة كييف المحاصرة أصلا.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك