مع الشروق.. ليبيا... مفترق طرق حاسم

مع الشروق.. ليبيا... مفترق طرق حاسم

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/09/21

تشهد ليبيا هذه الآونة حربا سياسية شرسة قد تعيد البلاد في نهاية المطاف الى مربّع الحرب الذي غادرته قبل أشهر برعاية دولية وضعت ملف الانتخابات كخيار حاسم في تجنّب العودة الى الوراء والوصول إلى برّ الأمان.
ومنذ أن أعلنت الأمم المتحدة في نوفمبر الماضي عن اتفاق المندوبين الليبيين المجتمعين في تونس في إطار مفاوضات برعاية الأمم المتحدة على "إجراء انتخابات وطنية" في 24 ديسمبر المقبل، لا يزال الوضع متأرجحا الى الآن.
وتبدو الخلافات بين فرقاء ليبيا حول الاستحقاق  الانتخابي شاسعة جدا، فكل طرف له مصلحة في اجراء الانتخابات او تأجيلها كما لكل طرف مصلحة في القوانين التي تأسس لهذه العملية المفصلية.
فمن ناحية تطالب أطراف وازنة في  الغرب الليبي (المجلس الأعلى للدولة الذي يسيطر عليه تنظيم الإخوان) بتأجيل الانتخابات الرئاسية المقرّرة بعد 3 أشهر، تصرّ أطراف أخرى في الشرق على إجرائها في موعدها.
ويختلف الطرفان اضافة الى موضوع إجراء الانتخابات من عدمها، حول القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات التي ستكون عنوانا مفصليا في خروج ليبيا من أزمتها وابتعادها نهائيا عن مربع الحرب.
واشتدّ الخلاف مؤخرا بين الفريقين حول  موضوع انتخاب الرئيس حيث اعترض مجلس النواب (شرق) على قرار المجلس الأعلى للقضاء تفعيل الدائرة الدستورية للطعن في قانون انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب الذي أصدره المجلس سابقا.
ويقترح المجلس الأعلى للدولة (غرب) إجراء انتخابات برلمانية فقط يوم 24 ديسمبر المقبل لانتخاب مجلس الأمة، وتأجيل الرئاسيات عاما آخر إلى ما بعد عرض الدستور على الاستفتاء.
وبينما يؤكد البرلمان الذي أصدر قبل أسبوعين قانون انتخاب الرئيس، أنه السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب التي يحق لها إقرار القوانين، يتمسّك المجلس الأعلى للدولة بأحقيته في المشاركة في ذلك.
ويبدو أن المجلس الأعلى للدولة يريد قطع الطريق على خصوم معيّنين سواء من الشرق الليبي أو من نظام القذافي الذين لديهم حظوظ وافرة في الانتخابات  الرئاسية وعلى رأسهم المشير خليفة حفتر وسيف الاسلام القذافي.
هناك لاعب آخر أيضا شريك في المعركة السياسية وهو رئيس الحكومة الحالية عبدالحميد الدبيبة الذي يسير ربما في منحى تأجيل الانتخابات لذلك يهدّده مجلس النواب بسحب الثقة من حكومته وقد تقدّم فعلا 45 نائبا يطلب سحب الثقة منها.
على طرف آخر يسابق المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة الزمن لإجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدّد كخيار حقيقي يخلّص ليبيا من محنتها لأن الفشل في ذلك قد يفتح الأبواب أمام  سيناريوهات غير محمودة.
وفي المحصّلة يظلّ صراع الرغبات الدولية هو المحدّد للوضع في ليبيا سواء بإجراء الانتخابات أو تأجيلها حسب المصالح التي سيربحها كل طرف عبر الجهة التي يدعمها في صراع "الاخوة الأعداء".
 

تعليقات الفيسبوك