مع الشروق..تونس إلى أين سيدي الرئيس؟

مع الشروق..تونس إلى أين سيدي الرئيس؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/06/24

تتواصل منذ شهر جانفي الماضي الأزمة السياسية في البلاد في الوقت الذي تعطّل فيه الحوار الوطني المقترح من الاتحاد العام التونسي للشغل منذ شهر ديسمبر من العام الماضي ورغم حساسية الوضع الاجتماعي والصحي والاقتصادي والأمني (فضيحة المطار) لا يبدو الرئيس قيس سعيد منشغلا بهذا وكأنه غير معني بما يحدث في البلاد إذ يواصل استقبال ضيوفه وأغلبهم ليس لهم صفة في الدولة ولا في الحياة السياسية (لطفي زيتون رضا لينين مثلا) ويلقي أمامهم خطبا عصماء أغلبها مبنية للمجهول في الوقت الذي تحصد فيه كورونا أرواح التونسيين وتغرق فيه البلاد في مشاكل البيئة وانقطاع الماء وقريبا انقطاع الكهرباء دون أن يقدم الرئيس قيس سعيد خطابا واحدا فيه جملا مفيدة او رؤية تطمئنهم على المستقبل أو تمنحهم الأمل! 
لقد جاء قيس سعيد من أفق غامض فلا تجربة سياسية له وحتى في مسيرته المهنية غادر الجامعة بنفس الرتبة التي انتدب فيها كأستاذ مساعد وهي حالة نادرة واستثنائية في الحياة الأكاديمية في كل جامعات العالم وما يروج على أنه حاز على ثلاثة ملايين  صوت في الجولة الثانية للانتخابات فيه الكثير من المغالطة إذ أن الذين صوتوا له كانوا في الحقيقة ضد منافسه نبيل القروي الذي تولت المكاتب الإعلامية لبعض المرشحين وخاصة فريق حركة النهضة ويوسف الشاهد شيطنته بما فسح المجال واسعا لقيس سعيد ليفوز بفارق عريض والصحيح أنه لم يحز إلا على 18بالمائة فقط من أصوات المقترعين الذين لم تصل نسبتهم إلى ثلاثين بالمائة في الوقت الذي حاز الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي 36بالمائة في الدور الأول ! 
فالرئيس قيس سعيد مطالب اليوم بطمئنة التونسيين بعيدا عن الشعارات وخاصة شعارات الطهورية والأفعال المبنية للمجهول و"الصواريخ" التي يبدو أنها لن تقلع من منصاتها فتونس وصلت إلى الواقع واليأس والفقر والوباء يفتك بالتونسيين الذين لا يرون اليوم أي أمل في المستقبل فإلى أين تقود تونس سيدي الرئيس؟ 
التونسيون يعلمون أن صلاحياتك محدود في المستوى التنفيذي لكنك تستطيع أن تجمعهم في حوار مجد تتجاوز به البلاد حالة الانسداد السياسي عوض القاء الخطب العصماء وكأن الشعب التونسي مجموعة من الطلبة في مدرج جامعي او في درس مسير! 
تونس تستغيث سيدي الرئيس! 
نورالدين بالطيب 

تعليقات الفيسبوك