الاطاحة بالمدعو علي "م.ط" زعيم امبراطورية الكوكايين في تونس من قبل وحدات الادارة العامة للمصالح المختصة بالتنسيق مع اجهزة امنية ساعدت في الكشف عن تمويل "الدواعش" بين تونس والجزائر وفرنسا.
"الشروق" تحقق في امبراطورية المخدرات والارهاب التي تنشط بين جبال القصرين وأوراس الجزائرية  وتمول من مرسيليا ...
انتشار مخدر "الكوكايين " في تونس تضاعف وهو ما جعل الاجهزة الامنية تحت اشراف الادارة العامة للوحدات المختصة تفتح تحقيقا حول من يقوم بإدخال كل هذه الكميات من السموم الى تونس ليتبين ان هناك شخصا مشبوها يدعى علي "م.ط" تربطه علاقات بجزائريين من الجزائر ومن مرسيليا ويقوم جميعهم  بتهريب المخدرات وتمويل المجموعات الارهابية في جبال القصرين والجزائر وحسب المعلومات الاولية التي تمكنت  "الشروق"  من الحصول عليها فان عمليات تمويل الارهابيين في المرتفعات الجبلية خاصة الرابطة بين كل من تونس والجزائر تتم عبر شركة مقرها مرسيليا يشرف عليها صاحبها "ز.ز " وهو يحمل الجنسية الجزائرية .
تفكيك الشبكة
وعودة على العناصر الثلاثة الذين يقودون امبراطورية المخدرات وتمويل ارهابيي الجبال في الدول الثلاث من تونس مرورا بالجزائر وصولا لفرنسا نجد كل من :
علي "م.ط" : تونسي  الجنسية مهمته توزيع كميات ضخمة من مادة "الكوكايين " في تونس وتمكن في السنوات الاخيرة من تكوين شبكات مع مروجين يقبعون تحت سيطرته كما انه تربطه علاقات متينة بمهربين كبار في الحدود وارهابيين في المرتفعات .
"ا.ب" : جزائري الجنسية مهمته الوساطة في صفقات المخدرات بين تونسيين وجزائريين ومغربيين ويتواجد حاليا في الجزائر وفق المعطيات التي تحصلنا عليها  كما انه يمثل الصندوق الاسود لجل عمليات  التهريب  التي تمت في تونس والجزائر .
"ز.ز" : جزائري الجنسية صاحب شركة في مرسيليا تحصل سنة 2016 على مبلغ مالي يقدر بـ180 الف اورو لتكوين مؤسسة مشبوهة لتغطية عمليات تمويل الارهابيين في كل من المرتفعات الجبلية بين تونس والجزائر كما ان مهمته  تتمثل في التعامل مع الارهابيين الراغبين في الالتحاق بالجماعات الارهابية في القصرين وجبال اوراس الجزائرية وتربطه علاقات  ايضا بإرهابيين تونسيين وجزائريين واخرين مقيمين في فرنسا كما انه مول الارهابيين بما يقارب نصف مليار عبر مراحل .
المخدرات وانواعها
تتم عمليات التهريب بين تونس والجزائر من قبل شبكة مختصة في بيع المخدرات وبالإضافة الى التجارة في مادة "الكوكايين" التي يتم بيعها في عدد من الولايات ويتم ايضا  تهريب 11 نوعا من الاقراص  المخدرة عبر المعابر الحدودية حيث تعمد شبكات الترويج الى نقل المواد المخدرة  عبر المسالك الجبلية الوعرة على مستوى الحدود ويقوم المهربون بعبور  مناطق جبلية وطرقاً وعرة في  كل من ولايتي الكاف وجندوبة مروراً بمسالك غير قانونية  وسط الجبال والغابات على امتداد الحدود المشتركة البالغ طولها 1034 كيلومتراً وصولاً إلى الجزائر كما يتم ايضا مراقبة تنقلات وتحركات الدوريات الامنية الحدودية من قبل عناصر تابعة للمهربين مهمتهم فتح المسالك الوعرة امام سيارات وشاحنات التهريب الى حين الوصول الى نقطة مشتركة بينهم وبين الموزعين الذين يتسلمون البضاعة ثم يغادرون بعد ايصال البضاعة .
من بين انواع الاقراص التي يتم بيعها ومزجها بالكوكايين من قبل تجار المخدرات  وفق تحقيق "للشروق" فان ابرزها نجد :
- اقراص "سوبيتاكس" :و له نوعان هما "ب8" و"ب4" يبلغ سعر العبوة في الصيدليات حوالي 40 دينارا في حين يقوم مروجو المخدرات ببيع القرص الواحد في السوق السوداء بـ160 دينارا.
- اقراص "الباركيزول": تباع العبوة والتي تحتوي على 50 قرص بـ 5.320 اي يبلغ كلفة القرص الواحد حوالي 10 مليمات في حين يتراوح سعر القرص الواحد بين مختلف المروجين بين 7 و10 دنانير.
- اقراص "الاكواني" :تكلفة القرص الواحد المهرب ب500 مليم ويقوم مهربو المخدرات ببيعه بأسعار تتراوح بين 7 و10 دنانير .
- اقراص "تيميسا" :لا يتجاوز سعر القرص الواحد 15 مليم في حين يتم تهريبه من قبل شبكات تهريب المخدرات وبيعه  بأكثر من 15 دينارا للقرص الواحد .
- اقراص "ليكسوميل" :تحتوي العلبة على 30 قرصا مخدرا يبلغ سعره 8.325 دينار داخل الصيدليات اما سعره في السوق السوداء فيتجاوز الـ 10 دنانير .
- اقراص "ليكرا": يتم تهريبها الى الجزائر حيث يبلغ سعر القرص الواحد دينار ونصف في تونس في حين يروجه المهربون بأسعار تتراوح بين 8 و12 دينار .
- اقراص "نيرو ماد" :يبلغ سعر القرص الواحد 500 مليم والسعر المتداول بين مروجي المخدرات يصل الى اكثر من 20 دينارا كما يتم تجزئته وبيعه اجزاء نظرا الى مفعوله الفعال في تخدير المدمن .
- اقراص "البيرقابالين" :هي اقراص يتم توريدها من الخارج عبر الصيدلية المركزية وتقوم عصابات سرقة الادوية المخدرة بتوزيعها بين مروجي المخدرات بمبالغ مالية تصل الى حدود 15 دينارا للقرص الواحد.
- اقراص " ترامادول" :لا تتجاوز تكلفة القرص الواحد في الصيدليات 37 مليما في حين يروجها المهربون بمبالغ مالية تتراوح بين 7 و10 دنانير للقرص الواحد .
- اقراص " بي سبيرازول" :تحتوي العلبة على 10 اقراص لا يتجاوز سعره 6.500 دينار في حين يتم ترويجها بأسعار مضاعفة حيث يصل سعرها في السوق السوداء الى 10 دنانير.
- اقراص "ايديول" :يبلغ سعره في الصيدليات 107.415 دينار اما ترويجه في السوق السوداء وبين المروجين والمهربين فيتراوح بين 20 و25 دينارا للقرص الواحد .
القوات المسلحة والمخدرات
تمكنت وحدات الحرس الديواني اثر عمل استعلامي من إحباط عمليتي تهريب مواد مخدرة على مستوى الحدود الغربية للبلاد التونسية  وتتمثل تفاصيل العمليتين في استهداف فرقة الحرس الديواني بغار الدماء لشاحنة خفيفة ذات ترقيم تونسي وذلك  أثناء محاولتها اجتياز الحدود التونسية في اتجاه القطر الجزائري عبر المسالك الجبلية وبتفتيش الشاحنة تم العثور على 31174 قرص دواء مخدر من أنواع مختلفة وفي عملية مشابهة تمكنت فرقة الحرس الديواني بسبيطلة من إحباط محاولة تهريب 139 صفيحة من مخدر القنب الهندي (الزطلة ) يقدر وزنها  14 كيلو غراما  كانت مخفية بإحكام داخل شاحنة ثقيلة تحمل ترقيما تونسيا تم ضبطها على مستوى الحدود التونسية الجزائرية..
ومن جهتها وعلى اثر  توفر معلومات لدى الإدارة الفرعيّة لمكافحة المخدّرات بإدارة الشرطة العدليّة مفادها اندماج مجموعة من الأشخاص في شبكة تنشط في مجال تهريب ونقل وترويج المخدّرات، تم الكشف عن هوية عناصر الشبكة المذكورة تتكوّن من 4 متورطين  من بينهم فتاة  وتتراوح أعمارهم بين 25 و37 سنة وتحديد مكان إقامتهم بجهة المنزه 9 والذي بمداهمته بعد التنسيق مع النيابة العموميّة تمّ ضبط ثلاثة منهم  وبتفتيش المنزل تمّ العثور على 60 صفيحة من المخدرات  ومبلغا ماليّا قدره 48 ألف دينار وكيس به مخدّر "الكوكايين". وتم القبض على العنصر الرابع الذي انتحل صفة عون أمن على متن سيّارته التي كانت متواجدة  بجهة المنزه 9 وبالتحرّي معه اعترف بجريمته واكد انه يملك كميات اخرى من المخدّرات يخفيها بمنزله بجهة حدائق المنزه ليتم  العثور على 66 صفيحة من مخدّر القنب الهندي وكيسين من مخدّر "الكوكايين" وميزان إلكتروني معدّ لوزن المخدّرات المذكورة ومسدّسين ناريين و03 إطلاقات تابعة لهما.