مع الشروق.. ماذا ننتظر لإعادة العلاقات مع سوريا؟

مع الشروق.. ماذا ننتظر لإعادة العلاقات مع سوريا؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/06/02

العلاقات مع سوريا العروبة، سوريا المقاومة أصبحت بحق لغزا محيّرا. لماذا قطعنا العلاقات مع هذا القطر الشقيق زمن الترويكا ولماذا شاركنا في جريمة الدهر ضد شعبها وجيشها وحضارتها ولماذا تواطأنا لفتح أبواب الجحيم عليها وأغرقناها بالارهابيين؟ ولماذا نتلكأ في السنوات الأخيرة وبعد أن انتصر الجيش العربي السوري وانتصر الشعب السوري والقيادة السورية على جحافل الهمج الارهابيين الذين زج بهم داخل الجغرافيا السورية، لماذا نتلكأ في إعادة العلاقات مع دمشق؟ وما الذي ننتظره لتصحيح خطإ فظيع ارتكبناه في حق أشقائنا وإعادة العلاقات الدبلوماسية بما سوف يفتح مجالا لخدمة مصالح أمنية على علاقة بالارهابيين والدواعش التونسيين الموقوفين في سوريا والذين يشكلون كنزا من المعلومات وعلى علاقة كذلك بمصالحنا الاقتصادية والاجتماعية المشتركة وكذلك بدورنا في إعادة إعمار سوريا؟
ومن عجيب المفارقات أن دولا كثيرة ومن ضمنها دول تورطت مباشرة في المؤامرة الدولية على سوريا تعمل على مدّ جسور التواصل مع دمشق وتسعى لإيجاد أرضيات ملائمة لإعادة العلاقات معها، في حين نلوذ نحن بصمت مريب ونحجم عن التحرك في اتجاه خدمة مصالحنا الأمنية والاقتصادية وما تقتضيه من تحرك سريع باتجاه التواصل مع الدولة السورية وإعادة العلاقات الثنائية إلى سالف عهدها. وحتى جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا في بدايات العدوان وأسهمت في اشعال الحريق الكبير، فقد أوصت مؤخرا بالتحرك في اتجاه إعادة سوريا إلى شغل مقعدها في صلب جامعة كانت من أعضائها المؤسسين. فلماذا كل هذه السلبية وكل هذا التردد؟ وإلى متى نركن هذا الملف الحساس والحيوي في الرفوف رغم التعهدات بإعادة العلاقات والتي قطعتها الدولة التونسية منذ بداية عهد الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي؟
إن رياح التحولات تعصف بمنطقة الشرق الأوسط حاملة معها تغييرات كبرى وتحالفات جديدة وخارطة علاقات مغايرة وكلها تؤسس لحقبة جديدة ولمسارات جديدة والشاطر من يقرأ هذه التحولات بدقة ويعمل على استباقها وعلى تأمين مصالحه والتموقع الجيّد تحسبا لحقبة ما بعد الاسلام السياسي وتفرعاته الداعشية والارهابية التي لم تكن أكثر من بنادق للإيجار خدمة للعدو الصهيوني في نهاية المطاف وخدمة لما سمي الشرق الأوسط الجديد وما «بشّر» به من «فوضى خلاقة» ومن تفتيت وتقسيم لعديد الدول وفي طليعتها سوريا الصامدة قبل أن يتحطم هذا المشروع الامبريالي ـ الصهيوني على صخرة الصمود الاسطوري لجيش وشعب وقيادة سوريا في مواجهة حرب كونية دارت رحاها على أرض سوريا واستهدفت تدمير جيشها وإسقاط نظامها تمهيدا لتقسيمها وتفتيت أوصال دولتها.
وكل عاجز عن قراءة طبيعة ومنتهى هذه التحولات العاصفة التي تهبّ على الاقليم لا مكان له في إدارة دفة الدولة لأن من مقومات القيادة القرار الوطني المستقل وحسن الاستشراف وقراءة الأحداث والتحولات. وقديما قالت العرب «فاز باللذة الجسور» أما القاعدون « المترددون» المنتظرون  فهؤلاء سيفوتهم القطار على حد قول المرحوم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك