مع الشروق.. فلسطين...انتفاضة ثالثة

مع الشروق.. فلسطين...انتفاضة ثالثة

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/05/04

بين انتفاضة المقدسيين ضدّ الانتهاكات الصهيونية و ملف الانتخابات الفلسطينية من جهة والتجاذبات السياسية داخل الكيان الصهيوني من جهة أخرى ، تسير الأمور رويدا رويدا نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة.
كان لافتا  وعلى مدى الأسابيع الأخيرة الصدى الذي أحدثته انتفاضة المقدسيين ضدّ الانتهاكات والاجراءات الصهيونية والتي أحيت من جديد الشارع الفلسطيني وأشعلت نيران   الثورة في روحه الهامدة تحت رماد السياسيين.
فبالنسبة للفلسطينيين لا مفرّ من المواجهة الحقيقية الشاملة مع الكيان الصهيوني الذي أمعن في التنكيل بهم تحت أنظار العالم أجمع ودون حسيب أو رقيب، وفاتورة المواجهة أشرف من فاتورة الخنوع.
هذا الخنوع الذي ساهمت فيه كل القوى الفلسطينية بمختلف مشاربها عبر اقتتالها سياسيا و اصطفافها ضمن محاور اقليمية ودولية فيما بينها عوض الوحدة و تبني نهج المقاومة ضدّ المحتل الصهيوني، يبدو أنه على وشك الانتهاء.
وقد اثبتت أحداث القدس الأخيرة والتضامن الواسع الذي أحدثته أن الشعب الفلسطيني واحد وطريقه واضح في مقارعة الكيان الصهيوني وهو المقاومة ولا شيء غير المقاومة التي تعيد الحقوق المسلوبة.
فتجربة الفلسطينيين مع أحداث القدس أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن القوة هي الخيار الأوحد لنيل الحقوق وقد ارضخوا الكيان الصهيوني في هذا الإطار للتخلي عن الإجراءات التعسفية التي تمنعهم من أداء مناسكهم بكل حرّية.
هذه الأحداث اثبتت أيضا وجود  تململ شعبي من القيادات الفلسطينية على اختلاف مكوناتها وأصبحت تعوّل بقوة على الانتخابات العامة من أجل التغيير والدفع بقيادات جديدة تتبنى نهج المقاومة وليس المساومة.
هذا الأمل في التغيير اثبتته استطلاعات الرأي التي أشارت إلى حصول القيادي المعتقل لدى الكيان الصهيوني مروان البرغوثي على 33.5 % مقابل 24.5% من الأصوات لعباس بينما اختار 10.5 %  فقط رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية.
وحسب الاستطلاعات فإن الإقبال على المشاركة في الانتخابات التشريعية سيكون عاليا، إذ أكد عليه 74.2 % مقابل 25.8 % قالوا إن مشاركتهم غير محتملة، وهذا ما يؤكد على رغبة الشارع الفلسطيني في التغيير.
هذه الرغبة في التغيير يبدو أنه تمّ اجهاضها مبكّرا عبر إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تأجيل الانتخابات بدعوى أن الكيان الصهيوني رفض اجراء انتخابات في القدس وهو أمر تنفيه سلطات الاحتلال.
وبغض النظر عن مصلحة عباس ونتنياهو في البقاء في السلطة مهما كان الثمن فإن الضغوط الاقليمية والدولية التي تخشى "الفراغ" و خسارة "الرجل الطيّع الوفي" قد لعبت دورا بارزا.
تأجيل الانتخابات هو مصادرة للحق الفلسطيني وهو تماد في الصمت على المأساة الفلسطينية المتواصلة منذ أكثر من نصف قرن وسيعطي مفعولا عكسيا لمهندسيه بل سيزيد من نقمة الشارع الفلسطيني وتوقه إلى التمرّد  على محتلّيه وعلى حاكميه و سيدفع حتما نحو انتفاضة ثالثة حاسمة.  
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك