مع الشروق.. ثورة الشباب المقدسي
تاريخ النشر : 07:00 - 2021/04/27
في مشهد غير مسبوق تعانقت فيه الحِجارة والقذائف الحارقة مع صواريخ المُقاومة في قِطاع غزّة، أرغم الفلسطينيون الاحتلال الاسرائيلي على التخلّي عن الإجراءات الأمنية القمعية في باب العامود.
المواجهة التي أطلقها الشباب المقدسي ضدّ شرطة الاحتلال وقطعان المستوطنين منذ اليوم الأول من شهر رمضان، مثّلت حدثا استثنائيا، شبيها بشرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية.
فالكيان الصهيوني الذي مزّق القدس بإجراءاته القمعية وبغطرسته واعتداءاته المتكررة على المصلّين في المسجد الأقصى، سادته حالة من الرّعب بعد المواجهات العنيفة وتمسّك الفلسطينيين بحقوقهم الدينية.
وشهدت مثلا صلاة التراويح السبت الماضي حضور 75 ألف شخص تلبية لنداءات المواجهة مع شرطة الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين هتفوا ب"الموت للعرب" فجاءهم الردّ صاعقا.
هذا الأمر تحديدا استدعى اجتماعا طارئا للقيادات العليا الأمنية الصهيونية التي استشعرت خطر التصعيد وهي تريد وأد انتفاضة فلسطينية ثالثة في مهدها قبل أن تنفلت الأمور وتصبح أمرا واقعا.
فالكيان الصهيوني اكتشف أن ظنونه حول تركيع الفلسطينيين وكسر إرادتهم وإخماد نار المواجهة داخلهم، كانت مجرّد أوهام لن تسهم قوّة النار والحديد في جعلها أمرا حقيقيا مهما صار.
وعلى عكس ما كان قائما ،استجابت سلطات الاحتلال وأزالت كل الحواجز، تحت وطأة عشرات آلاف الأصوات التي أقسمت بحناجر مرتفعة بحماية القدس ومقدّساتها بأرواحها وبأي ثمن.
هاته الحادثة -بمعزل عن الظروف التي جاءت فيها وهي شهر رمضان والانتخابات الفلسطينية والسياسات الداخلية الصهيونية وأسباب أخرى- أبرزت أن الحق الفلسطيني لم يمت ولن يموت.
كما بعثت برسالة أخرى ذات أهمية بالغة وهي أن القدس ليست وحدها وقد أضاءت صواريخ غزة الطريق لكل الفلسطينيين معلنة أن الشعب واحد والحق واحد والنضال واحد.
فنموذج الوحدة الترابية والسياسية والنضالية هو السبيل الوحيد الى التحرير وفرض الإرادة على المحتل الذي طالما كان قويا بانقسام الفلسطينيين وتشتتهم واختيارهم المواجهة في ما بينهم.
الكيان الصهيوني على يقين أن "بيته أوهن من بيت العنكبوت" وأنه لا القبة الحديدية ولا "اف -35" ولا حتى حاملات الطائرات الأمريكية والقواعد المتناثرة هنا وهناك بجواره يمكنه أن تحميه من ثورة فلسطينية حقيقية بقلب رجل واحد.
وحتى اتفاقات التطبيع التي جاءت بالعصا والجزرة لتطويع الحكام العرب لن تستطيع تطويع الشعوب العربية التي تنبض قلوبها قدسا أكثر من أوطانها...و "إن الساعة آتية لا ريب فيها".
بدرالدّين السّيّاري
في مشهد غير مسبوق تعانقت فيه الحِجارة والقذائف الحارقة مع صواريخ المُقاومة في قِطاع غزّة، أرغم الفلسطينيون الاحتلال الاسرائيلي على التخلّي عن الإجراءات الأمنية القمعية في باب العامود.
المواجهة التي أطلقها الشباب المقدسي ضدّ شرطة الاحتلال وقطعان المستوطنين منذ اليوم الأول من شهر رمضان، مثّلت حدثا استثنائيا، شبيها بشرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية.
فالكيان الصهيوني الذي مزّق القدس بإجراءاته القمعية وبغطرسته واعتداءاته المتكررة على المصلّين في المسجد الأقصى، سادته حالة من الرّعب بعد المواجهات العنيفة وتمسّك الفلسطينيين بحقوقهم الدينية.
وشهدت مثلا صلاة التراويح السبت الماضي حضور 75 ألف شخص تلبية لنداءات المواجهة مع شرطة الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين هتفوا ب"الموت للعرب" فجاءهم الردّ صاعقا.
هذا الأمر تحديدا استدعى اجتماعا طارئا للقيادات العليا الأمنية الصهيونية التي استشعرت خطر التصعيد وهي تريد وأد انتفاضة فلسطينية ثالثة في مهدها قبل أن تنفلت الأمور وتصبح أمرا واقعا.
فالكيان الصهيوني اكتشف أن ظنونه حول تركيع الفلسطينيين وكسر إرادتهم وإخماد نار المواجهة داخلهم، كانت مجرّد أوهام لن تسهم قوّة النار والحديد في جعلها أمرا حقيقيا مهما صار.
وعلى عكس ما كان قائما ،استجابت سلطات الاحتلال وأزالت كل الحواجز، تحت وطأة عشرات آلاف الأصوات التي أقسمت بحناجر مرتفعة بحماية القدس ومقدّساتها بأرواحها وبأي ثمن.
هاته الحادثة -بمعزل عن الظروف التي جاءت فيها وهي شهر رمضان والانتخابات الفلسطينية والسياسات الداخلية الصهيونية وأسباب أخرى- أبرزت أن الحق الفلسطيني لم يمت ولن يموت.
كما بعثت برسالة أخرى ذات أهمية بالغة وهي أن القدس ليست وحدها وقد أضاءت صواريخ غزة الطريق لكل الفلسطينيين معلنة أن الشعب واحد والحق واحد والنضال واحد.
فنموذج الوحدة الترابية والسياسية والنضالية هو السبيل الوحيد الى التحرير وفرض الإرادة على المحتل الذي طالما كان قويا بانقسام الفلسطينيين وتشتتهم واختيارهم المواجهة في ما بينهم.
الكيان الصهيوني على يقين أن "بيته أوهن من بيت العنكبوت" وأنه لا القبة الحديدية ولا "اف -35" ولا حتى حاملات الطائرات الأمريكية والقواعد المتناثرة هنا وهناك بجواره يمكنه أن تحميه من ثورة فلسطينية حقيقية بقلب رجل واحد.
وحتى اتفاقات التطبيع التي جاءت بالعصا والجزرة لتطويع الحكام العرب لن تستطيع تطويع الشعوب العربية التي تنبض قلوبها قدسا أكثر من أوطانها...و "إن الساعة آتية لا ريب فيها".
بدرالدّين السّيّاري
