مع الشروق.. خروج المرتزقة...«بوابة الاستقرار الأولى»

مع الشروق.. خروج المرتزقة...«بوابة الاستقرار الأولى»

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/03/23

يتّفق الجميع في الأزمة الليبية على أنّ إخراج القوات الأجنبية وخاصة المرتزقة من جهة وحل الميليشيات المسلّحة هما أكبر وأبرز محدّدين لنجاح الدبيبة وليبيا عموما في بناء مرحلة جديدة من الاستقرار الحقيقي.
ومن دون هذين الأمرين سيبدو اتفاق جينيف الذي أنتج حكومة عبدالحميد الدبيبة تكرارا لتجربة اتفاق الصخيرات الموقّع أواخر 2015 والتي أتت بحكومة السراج. وظلّت البلاد    غارقة    في أتون الحرب.
هناك رغبة دولية حقيقية على ما يبدو في الذهاب بعيدا بالمرحلة الجديدة في ليبيا. وقد تمّت ترجمة هذه الارادة واقعيا في مغادرة أول دفعة للمرتزقة السوريين الذين زجّت بهم أنقرة سابقا في الحرب الليبية، نحو مناطقها التي تسيطر عليها في سوريا.
فإشكال المرتزقة لطالما كان أبرز محدّد لرغبة المجتمع الدولي والأطراف المتصارعة في ليبيا في إنهاء هذه الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ اسقاط «الناتو» نظام العقيد الراحل معمّر القذافي.
وقد يمثّل التزام هذه الاطراف وخاصّة تركيا وروسيا بإخراج المرتزقة، أكبر هديّة لحكومة الدبيبة التي لن تتمكّن من ضبط أمور البلاد قبل ازالة هذه العقبة الكبيرة التي أجّجت نار الصراع سابقا. وكادت أن تتسبّب في مواجهة دولية   هناك.
ويبدو أن الصلح المصري التركي الذي وقع سابقا حول ليبيا في اجتماع عسكري في الجزائر ثم في اجتماع مخابراتي في روما، و الذي مثّل ملف «الإخوان» كتتمّة له، يسير الى حد الآن بثبات.
وكان واضحا منذ الاتفاق على تسمية عبدالحميد الدبيبة كرئيس حكومة جديد ومحمد المنفي  كرئيس مجلس رئاسي أن ورقة المواجهة العسكرية قد فشلت وأنه آن أوان الحوار والتفاهمات والترتيبات التي تراعي مصالح الجميع.
الآن بالنسبة لرئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة كابوس المرتزقة يبدو في طريقه الى الحل النهائي. وهو ما سيشجّعه على الاستفراد بالميليشيات المحليّة التي تعدّ ثاني أكبر عائق أمام تأسيس مرحلة جديدة في ليبيا.
فعلى مدار السنوات الماضية أدارت الميليشيات دولة داخل الدولة من أعمال التهريب والابتزاز والسيطرة على مناطق النفوذ. كما قامت بحرب شرسة في ما بينها وكانت آخر جولاتها الأسبوع الماضي.
وهناك 9 ميليشيات رئيسية على الأقل  تتمركز في طرابلس العاصمة أساسا وأبرزها «قوة الردع الخاصة» و»كتيبة النواصي» و»لواء المحجوب» و» كتيبة ثوار طرابلس» وغيرها.
أمام دبيبة خياران تجاه هاته الميليشيات، إما دعوتهم سلميا الى تسليم الأسلحة والانضواء تحت قوات نظامية جديدة موحّدة تأتمر بأوامره أو مواجهتهم عسكريا والقضاء عليهم تماما من الوجود.
الأيام القادمة ستكون حاسمة للدبيبة في هذا الإطار، فإما إنهاء هذا العائق الكبير والالتفات الى توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وإلى المطالب الاجتماعية للّيبيين أو حشد الدعم الداخلي الخارجي والدخول في مواجهة مع هذه الميليشيات.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك