مع الشروق..تونس والجزائر والمغرب وتهديد إرهابيي أردوغان» !

مع الشروق..تونس والجزائر والمغرب وتهديد إرهابيي أردوغان» !

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/10/21

منذ أسابيع، تهب رياح إيجابية من دوائر المفاوضات الليبية ـ الليبية. رياح تحمل في طياتها بوادر تفيد بقرب التوصّل إلى تفاهمات وتوافقات شاملة نتمنى أن تبلغ مداها وأن تطوي نهائيا صفحة الأزمة والحرب في الشقيقة ليبيا... كما نتمنى أن يستعيد الشعب الليبي استقراره ووحدته وأن ينعم بالسلام ويستعيد دوره إقليميا ودوليا...
وإن كان الكلام يتصاعد من المغرب وجينيف وغيرهما من المدن التي تحتضن حوارات ليبية ـ ليبية، فإنّه لا كلام حتى الآن بخصوص دول الجوار وبخاصة تونس والجزائر ومصر. فهذه دول (وغيرها) لها مصالح أمنية واقتصادية واستراتيجية مع الأشقاء في ليبيا.. ويفترض أن تفضي مخرجات مفاوضات السلام الليبية إلى إيجاد أجوبة شافية لكل التساؤلات والهواجس التي تؤرق الدول الثلاث.
وإذا أردنا أن نحصر المسألة أكثر وتطرقنا إلى هواجس تونس فيمكن القول إنها كثيرة ومتنوعة... لكن أهمها وأخطرها تبقى الهواجس الأمنية... ذلك أن تداعيات حرب الأشقاء التي دارت بين الأشقاء في الأشهر الماضية قد أفضت إلى دخول أطراف خارجية في النزاع. ونعني تحديدا دولة تركيا التي أبرمت اتفاقية مع حكومة الوفاق وهرعت لنجدتها بالسلاح وبالجنود وبالخبراء وكذلك بالمرتزقة...
نحن نعلم، وكل العالم يعرف أن تركيا أردوغان قد استجلبت آلاف الإرهابيين والمرتزقة من الأراضي السورية، وزجّت بهم في المعركة ضد الجيش الليبي بزعامة المشير خليفة حفتر. كما نعلم ويعلم العالم أن من بين هؤلاء الإرهابيين تمّ استقدام حوالي ثلاثة آلاف إرهابي تونسي وزرعهم في الجغرافيا الليبية.. ليصبحوا بمثابة القنبلة الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في وجوهنا في أية لحظة.. والتي تشكل بتواجدها على مرمى حجر من حدودنا مع ليبيا تهديدا مباشرا لأمننا ولسلامة أراضينا ونحن نذكر كيف حاول الإرهابيون التسلّل عام 2016 إلى بن قردان وحجم التهديد الذي شكلوه قبل أن ينقضّ عليهم بواسلنا في الجيش والأمن ويلتحموا مع أهالي بن قردان في ملحمة خلّدها التاريخ أفضت إلى إسقاط وهم إقامة إمارة في المنطقة تكون منطلقا لمشاريع إرهابية تطال المنطقة برمتها.
وهذه التهديدات والهواجس يجب أن يضعها الأشقاء الليبيون في الحسبان وهم يؤسسون لطي صفحة الماضي بما فيه من حروب وصراعات ولفتح صفحة جديدة من السلام والوئام... كما أن الجهات التونسية والجزائرية والمصرية بالخصوص مطالبة بتنسيق الجهود والتحرّك نحو إيجاد أرضية ملائمة لتفكيك القنبلة الموقوتة التي يمثلها للجميع الإرهابيون الذين زجّ بهم أردوغان داخل ليبيا. والمطلوب هو التحرّك للدفع نحو إجبار أردوغان على سحب بيادقه وإعادتهم إلى تركيا لتخليص دول المنطقة من هاجس أمني كبير تسبّبت فيه خطواته المتهورة وسياساته المتغطرسة سواء في ليبيا أو في سوريا أو في العراق...
والأكيد أن الفرصة مواتية في مفاوضات السلام النهائية التي ستحتضنها بلادنا بداية الشهر القادم لطي صفحة الصراع والحرب في ليبيا... وكذلك لطي صفحة هذا التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية التي استفادت من حالة الانفلات والفوضى نتيجة غياب الدولة في ليبيا... كما استفادت من دعم تركيا أردوغان الذي حولها إلى بنادق للإيجار.. والتي ستبحث لنفسها عن أدوار جديدة ومعارك جديدة غدا حين تنتهي الحرب الليبية...
فهل تتحرك الدول الثلاث لوضع هذا الهاجس الأمني وهذا الخطر الإرهابي على طاولة البحث لتخليص المنطقة من شروره واجتثاث هذه النبتة الشريرة والخبيثة التي زرعها أردوغان في ليبيا والتي تحوّلت إلى تهديد مباشر للمنطقة برمتها؟
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك