مع الشروق..برنار ليفي والمهمّة القذرة في ليبيا

مع الشروق..برنار ليفي والمهمّة القذرة في ليبيا

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/07/28

كما يعود القاتل الى ساحة الجريمة لإلقاء نظرة أخيرة أو لإكمال مهمّته الناقصة، عاد المفكر اليهودي الفرنسي الملقب بـ"عراب الربيع العربي" برنار هنري ليفي الى ليبيا لإكمال ما بدأه سنة 2011 رفقة حلف "الناتو".
بعد الدور التخريبي الذي لعبه عراب الفوضى وداعم الإرهاب في سوريا وليبيا منذ انطلاق ما يسمى ب"الربيع العربي" ظهر الصهيوني برنار هنري ليفي مجددا في ليبيا بحماية وحراسة من حكومة الوفاق المدعومة من نظام أردوغان.
هذه الزيارة المشبوهة والغريبة أثارت جدلا واسعا بين الليبيين. إذ استنكر بعضهم هذه الزيارة على مواقع التواصل الاجتماعي. واتهموا المجلس الرئاسي بتنسيقها، رغم تنصّل هذا الأخير من ذلك.
كان لبرنار ليفي دور رأس الحربة في كل الأزمات التي شهدتها المنطقة منذ 2011 . وفي ليبيا تحديدا كان له دور بارز في تشجيع غزو حلف الناتو لليبيا وما تلا ذلك من دمار لا يزال متواصلا الى اليوم.
وبعد اختفائه فترة وجيزة، عاد في اللحظة المناسبة حيث تقف ليبيا على أعتاب سيناريوهات خطيرة جدا.  اذ يتهدّد البلاد شبح التقسيم و الحرب التي إن اندلعت بين داعمي طرفي النزاع ستحول البلاد الى رماد والمنطقة كلها الى حرائق.
هذا الشخص الغريب الذي يقدّم نفسه منقذاً، أو بطلاً لتحقيق أحلام أمّة كاملة في حين يخفي أوراقه. إذ يعلن في بعض المرات عكس ما يبطن ، أطلق عليه فلاسفة فرنسيون كبار، أمثال جيل دولوز وجاك دريدا والمؤرخ بيار فيدال ناكيه، أسوأ الصفات. وأسموه بـ"الخديعة الثقافية".
وهو أيضا مخادع كبير ودجال مبطّن يخفي ولاء كبيرا للحركة الصهيونية. وكان مرشحا للانتخابات الاسرائيلية سنة 2011. وينتشي بإشعال الحروب والمآسي. وأشعل حروبا في أكثر من 7 بلدان أغلبها عربية أو اسلامية.
وأشد ما اشتهر به هو تقسيم البلدان. اذ كان له دور بارز في انفصال بنغلاديش عن باكستان وفي البوسنة والهرسك وفي انفصال جنوب السودان . ويبدو أنه عاد ليقود ليبيا الى هذا النفق المظلم. ولكنه وجد ما لا يسرّه ووقع طرده.
و تثير زيارته الى ليبيا علامات استفهام كبيرة  أولاها من وجّه اليه الدعوة واستقبله ووفّر له الحماية ؟ والثانية بأي مأمورية هو هناك؟ خاصة في هذا التوقيت الحرج الذي يفصل فيه بين الحرب والسلم خيط رفيع.
المؤكد أن هدف  ليفي من الزيارة هو خلط الأوراق وعرقلة الجهود السلمية للتسوية والعودة بالبلاد الى المربّع الأول. حيث الاقتتال والتناحر وسفك الدم الليبي لتسهيل نهب ثرواته الطائلة.
والسؤال هنا الى متى يترك هذا المخرّب خادم المشروع الصهيوني يصول ويجول في أوطاننا العربية يرسم ملامحها ويقسّمها ويقطع أوصالها كما يشاء ؟ متى تستفيق الشعوب العربية وأنظمتها ؟
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك