مع الشروق.متى استقام مع «الكوفيد» حساب ؟ .. !

مع الشروق.متى استقام مع «الكوفيد» حساب ؟ .. !

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/06/22

بفتح الحدود أمام السياح الذين قد لا يأتون، وبوضع الرأس في الرمال وغلق العينين على جائحة كورونا التي تستعد لموجتها الثانية، ستفيض خزائننا مالا وسيضطر الفخفاخ اضطرارا إلى تدعيم مؤسسات المراقبة المالية لجمع الجباية والخراج بالعاملين عليها ..
تونس المنفتحة دوما على الزائر، تستقبله هذه الصائفة وفي يده اليمنى شهادة براءة من كوفيد العنيد، وفي اليسرى دولارات وأوروات تلمع تحت أشعة الشمس وتتراقص على نسمات البحر وتتطاير على طاولات النزل والمطاعم... ابشروا إنها صائفة الخير والفرح..
صائفة جاءت بعد 3 أشهر عجافا.. جاع فيها من جاع، وحرم فيها من حرم، ونام فيها الموظف على جنبه الأيسر حتى مل، فانقلب على الأيمن عله يرتاح.. أشهر عجاف تدهورت فيها المقدرة الشرائية وارتفعت فيها الأسعار ونشط المحتكرون ومصاصو الدماء ..المهم انتصرنا في الأخير وفي الشوط الأول على وباء عنيد أتى على الأرواح قالبا موازين القوى في عالم نجح فيه الكوفيد في العولمة فانتشر بسرعة لكنه تعطل عند حدودنا.
اليوم وبعد ان «هزمنا» الفيروس، «خلينا نفرحوا» ونحتفل بالانتصار، ولنأتي بعدونا إلى معقل ديارنا لنلقنه درسا قاسيا قد لا ينساه، سنغتاله ههنا على رمال شواطئنا، وسنرفع له المشانق على أبواب المدائن، وسندفنه مع تراث لم نجتهد في توظيفه خدمة لضيف عليل سقيم قد يشده المرض إلى فراش وطنه..
غبي من يظن أننا لن نقتص من عدو أتعبنا.. أسقط نسبة نمونا أرضا، ورفع من الأسعار والبطالة سماء.. أرهقنا بحجر صحي اضطرنا إلى غلق أبواب المنازل أمام قريب، ومنعنا من حضور جنازة وفرح صديق ..
حكومتنا المزهوة بانتصار عجز الأطباء والحكماء عن تفسير أسراره، تستعد لفتح النوافذ بحثا عن الكوفيد الطائر في سماءات العالم حاصدا الأرواح في دول قالت «انتهت حلول الأرض والأمر متروك للسماء..».
الفاشلون أمام كوفيد، لم يعلموا أن الرحمان أنقذ بلدنا وأرواحنا بمعجزة لم تفهم، ومنحنا فرصة جديدة للحياة بعد أن أزكمت رائحة الموت أنوفا طويلة في أعتى الدول .. وأولو أمرنا - أطال الله عمرهم- وبفتح الحدود يمنعوننا من نفس آخر قصير للفرار من عزرائيل !..
منظمة الصحة العالمية مذعورة تحذر بشدة من موجة ثانية أكثر فتكا، وحكومتنا مزهوة تبشرنا بسائح ملأ جيبه دولارات وفيروسات لينفقها في نزلنا ومطاعمنا وأسواقنا وينثر معها ريح كوفيد لا يبقي ولا يذر.. حسابات المنظمة ستسقط في الماء بحلول وضعتها حكومتنا «توفق بين الوضع الصحي والوضع الاقتصادي».. وفقوا ولفقوا سادتي ففي وطني نشتري الموت بالحياة لنشتكي للرب من حكومة لم تؤمن انه « متى استقام مع الكوفيد حساب؟»... وإذا خسرنا الحربَ على الكوفيد «فلا غرابة لأننا ندخُلها..بمواهبِ الخطابهْ وبالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ..بل ندخلها بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ»...
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك