تونس «الشروق»
تواصل اغلب مختبرات العالم الى يومنا هذا الاختبارات والتجارب من اجل الوصول الى دواء  للقضاء على  فيروس كورونا المستجد ، لكن في الاثناء برزت بارقة أمل بعد الاعلان عن وجود دواء بكميات كبيرة يقدر على هزم كورونا وهو عقار الكلوروكين .. ومباشرة بعد ذلك الاعلان تحركت الدول والحكومات لاستعماله في الحرب ضد كورونا وكانت نتائجه ضبابية وفي بعض الحالات كان استعمال الكلوروكين قاتلا .
ورغم بعض التصريحات من هنا وهناك عن نجاعة الكلوروكين خاصة من قبل الدكتور الفرنسي ديديه راؤول ، إلا ان التجارب العلمية والواقعية اثبتت العكس في عدة حالات . هذا التضارب في التصريحات وفي نتائج هذا الدواء يخفي في حد ذاته حربا تجارية خفية بين كبرى شركات انتاج الادوية حول العالم وفق ما كشفته بعض التقارير الفرنسية.
نتائج قاتلة في البرازيل
ويبدو أن دواء "كلوروكين" قد تحوّل فعليا الى داء في البرازيل. فبعد استعمال هذا العقار للمصابين بكورونا علّه يخفف آلامهم ويشفيهمم كانت النتائج كارثية حيث توفي قرابة 16 شخصا بسبب هذا العقار. وتمّ وقف كل الدراسات الأولية حول استخدامه بعد أن وجد الباحثون البرازيليون أن الجرعات العالية من الدواء كانت مرتبطة بنوع حاد من عدم انتظام ضربات القلب.
السويد توقف العلاج بالكلوروكين
وفي السويد، فقد تحول امل علاج المصابين بكورونا بدواء الكلوروكين كذلك  الى كابوس . حيث برزت اعراض جانبية قاتلة على من تعاطوا هذا العقار . ونتيجة لذلك ،أوقفت مستشفيات السويد استخدام عقار الكلوروكين بعد ورود تقارير عن تسببه بآثار جانبية خطيرة من بينها تشنجات، وفقدان الرؤية المحيطية، والصداع النصفي في غضون أيام من تناول العقار. كما تسبب عقار الكلوروكين أيضا لأحد المرضى من المتعاطين للعلاج بحدوث نبضات غير منتظمة لعضلة القلب إما بسرعة كبيرة أو بطيئة، مما يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية قاتلة.
دواء بلا ضمانات
ورغم ان عدة دول عربية او في أوروبا والولايات المتحدة والصين قد اعطت الضوء للأطباء لتجربة الدواء على مرضى الفيروس، لكن بريطانيا منعت الأطباء من وصف الدواء حتى الانتهاء من التجارب السريرية، مشيرة إلى مخاوف بشأن سلامته وفعاليته.
ولم يهدأ الجدل حول جدوى استعمال كلوروكين ضد كورونا حيث تعرض هذا الخيار لانتقادات عديدة لعدم وجود ضمانات لنتائج استعماله . وفي هذا السياق أشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى مشكلة، وهي أن "المجتمع العلمي غير مقتنع تماما" . كمال قالت وزارة الصحة الفرنسية إن العديد من الخبراء يدعون للحذر ما لم يجرى مزيد من الدراسات، وخاصة ما يتعلق بالآثار السلبية التي يمكن أن تكون خطيرة. ومن جهتها كشفت مسؤولة كبيرة في وزارة الصحة النيجيرية ان الكلوروكين  سمم المرضى في نيجيريا، مستغربة من الاطراف التي تروّج له كعلاج لكورونا.
لهذا السبب يجب الحذر
ببساطة وبعيد عن الدخول في التفاصيل الطبية،  لو كان الكلوروكين علاجا فعالا لفيروس كورونا لأعلنت منظمة الصحة العالمية عن ذلك كي يتم استعماله بشكل رسمي في كل أنحاء العالم عبر طرق علمية وطبية تكون نتائجها واضحة وملموسة، لكن طالما ان المنظمة العالمية الاولى المسؤولية عن الصحة مازالت لم تثبت جدوى الكلوروكين فان الحديث عن فعالية الكلوروكين يبقى نسبيا وغير مسنود بحجج علمية تؤكد جدواه في القضاء على كورونا .