مع الاحداث: عندما تعرّي كورونا زيف القيم الدولية!
تاريخ النشر : 19:35 - 2020/04/05
أسقط فيروس كورونا المستجد القناع عن زيف القيم الكونية الذي طالما تبجّحت بها القوى الدولية وادعت انها تقوم بحروب من اجلها ، بهدف فرض القانون ونشر الديمقراطية والتكافل بين الأمم . وأصبح شعار الدول الكبرى الارباح قبل القيم . وباتت مشاهد القرصنة الدولية للأدوية والشحنات الطبية امرا مألوفا ويدار من قبل الحكومات والدول .
لم يكن من الهين على الشعب الاسباني مثلا ان يستسيغ ما اقدمت عليه الدولة التركية، التي تدعي نشر الاسلام دين المحبة والتضامن ، عندما استولت مطلع الاسبوع الماضي على شحنات ادوية ومستلزمات طبية كانت متجهة الى الالاف المصابين بجائحة كورونا في اسبانيا. لكن النظام التركي خيّر مصالحه وصحة شعبه على ان يترك تلك الشحنة تذهب الى مستحقيها الاصليين . وهي سقطة اخلاقية وضعت زيف الاخلاق التي يسوقها النظام التركي على المحك وفضحت ريائه امام العالم .
ليس النظام التركي وحده من انتهج هذا السلوك غير السوي ، بل نفس الممارسات اقدمت عليها الولايات المتحدة الامريكية التي تدّعي انها تسهر على تحقيق التكافل الدولي ونشر قيم السلام والمحبة والاحترام بين الامم ،حيث بمجرد ارتفاع مؤشّر انتشار فيروس كورونا اغلقت حدودها وصدت نداءات الاستغاثة والمساعدة التي اطلقتها الدول التي لم تقدر على مواجهة كورونا . بل ذهبت امريكا الى ابعد من ذلك عندما ضاعفت الحصار الاقتصادي على ايران وعدة دول اخرى على غرار سوريا وفنزويلا وغيرهم . وهذا الحصار و العقوبات الاقتصادية ستؤدي بطبيعة الحال الى اعاقة جهود تلك الدول في مكافحة كورونا ،اي ان واشنطن تتسبب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في قتل الابرياء عبر محاصرة بلدانهم اقتصاديا كي لا تتمكن من القضاء على هذا الوباء .
لم يقتصر الامر على هاتين الحالتين ، بل تعددت اشكال البلطجة الدولية وقرصنة الادوية .فلا يمكن ان ننسى عمليات السطو بالقوة على مساعدات طبية كانت متجهة الى ايطاليا من قبل دولة التشيك . وفي نفس السياق كشفت مؤخرا وزارة الدفاع الألمانية اختفاء شحنة ستة ملايين قناع للتوقي من كوفيد-19 في كينيا كانت في طريقها إلى مطار برلين.
عديدة هي الممارسات التي عرّت رياء ونفاق الدول الكبرى وتعدد اشكالها فمن القرصنة الدولية للأدوية الى الفضيحة التي هزت اوروبا عندما تملصت كل الدول من مسؤوليتها وبقيت تشاهد المأساة الايطالية دون اي تضامن ...ويبقى السؤال المطروح اي قيم دولية ستفرض نفسها في مرحلة ما بعد كورونا ؟

أسقط فيروس كورونا المستجد القناع عن زيف القيم الكونية الذي طالما تبجّحت بها القوى الدولية وادعت انها تقوم بحروب من اجلها ، بهدف فرض القانون ونشر الديمقراطية والتكافل بين الأمم . وأصبح شعار الدول الكبرى الارباح قبل القيم . وباتت مشاهد القرصنة الدولية للأدوية والشحنات الطبية امرا مألوفا ويدار من قبل الحكومات والدول .
لم يكن من الهين على الشعب الاسباني مثلا ان يستسيغ ما اقدمت عليه الدولة التركية، التي تدعي نشر الاسلام دين المحبة والتضامن ، عندما استولت مطلع الاسبوع الماضي على شحنات ادوية ومستلزمات طبية كانت متجهة الى الالاف المصابين بجائحة كورونا في اسبانيا. لكن النظام التركي خيّر مصالحه وصحة شعبه على ان يترك تلك الشحنة تذهب الى مستحقيها الاصليين . وهي سقطة اخلاقية وضعت زيف الاخلاق التي يسوقها النظام التركي على المحك وفضحت ريائه امام العالم .
ليس النظام التركي وحده من انتهج هذا السلوك غير السوي ، بل نفس الممارسات اقدمت عليها الولايات المتحدة الامريكية التي تدّعي انها تسهر على تحقيق التكافل الدولي ونشر قيم السلام والمحبة والاحترام بين الامم ،حيث بمجرد ارتفاع مؤشّر انتشار فيروس كورونا اغلقت حدودها وصدت نداءات الاستغاثة والمساعدة التي اطلقتها الدول التي لم تقدر على مواجهة كورونا . بل ذهبت امريكا الى ابعد من ذلك عندما ضاعفت الحصار الاقتصادي على ايران وعدة دول اخرى على غرار سوريا وفنزويلا وغيرهم . وهذا الحصار و العقوبات الاقتصادية ستؤدي بطبيعة الحال الى اعاقة جهود تلك الدول في مكافحة كورونا ،اي ان واشنطن تتسبب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في قتل الابرياء عبر محاصرة بلدانهم اقتصاديا كي لا تتمكن من القضاء على هذا الوباء .
لم يقتصر الامر على هاتين الحالتين ، بل تعددت اشكال البلطجة الدولية وقرصنة الادوية .فلا يمكن ان ننسى عمليات السطو بالقوة على مساعدات طبية كانت متجهة الى ايطاليا من قبل دولة التشيك . وفي نفس السياق كشفت مؤخرا وزارة الدفاع الألمانية اختفاء شحنة ستة ملايين قناع للتوقي من كوفيد-19 في كينيا كانت في طريقها إلى مطار برلين.
عديدة هي الممارسات التي عرّت رياء ونفاق الدول الكبرى وتعدد اشكالها فمن القرصنة الدولية للأدوية الى الفضيحة التي هزت اوروبا عندما تملصت كل الدول من مسؤوليتها وبقيت تشاهد المأساة الايطالية دون اي تضامن ...ويبقى السؤال المطروح اي قيم دولية ستفرض نفسها في مرحلة ما بعد كورونا ؟