اثارت كلمة رئيس الجمهورية جدلا كبيرا في صفوف السياسيين و الراي العام لما جاء فيها من هجوم صريح ضد ما اسماه بأنانية رجال الاعمال و تقاعسهم  تجاه الشعب و الوطن في هذا الظرف الصعب. الشروق اون لاين رصدت اراء الشخصيات السياسية و ناشطي المجتمع المدني...
 الى ذلك اعتير الاستاذ المحامي و السياسي جلال الهمامي انه "من حيث الشكل حاول رئيس الجمهورية الخروج عن اسلوبه النمطي اذ لم يكتف باستعمال العربية الفصحى وان كان يرتكب في استعمالها عديد الهنات اللغوية اذ استعمل بعض الجمل من لهجتنا الدارجة والمستعملة في محاولة للوصول الى العامة .
من حيث الجوهر الخص ما جاء في خلاف وهم وسراب وتهديد ووعيد
وجه مجموعة من الانتقادات الى الحكومة والعمل البرلماني ولم يفوت كالعادة الفرصة وطالب بمحاكمة المحتكرين كمجرمي حرب منكرا محاكمة ايا منهم بعد سؤاله وزيرة العدل بقوله واذكر ان مجرم الحرب تحكمه القوانين والمواثيق الدولية وهو المتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية والابادة كان عليه ذكر مجهود بعض المحاكم والقضاة الذين اصدروا احكاما ضد البعض من هؤلاء المحتكرين واضيف نحن نتعامل مع منظومة قانونية جزائية وطنية تفعل ويمكن التشديد في العقاب في مثل الحالات التي نحن فيها .
عاد الى موضوع الاموال المصادرة سنة 2011 و2012 ورجال الاعمال الفاسدين ورؤيته للمصالحة مع هؤلاء ودورهم الوجوبي في التنمية في المناطق الفقيرة والمهمشة للتذكير ان كانوا هؤلاء فاسدين فعدد امثالهم تضخم وارتفع وتضاعف بعد 2011 وظهر اثرياء جدد من المال العام ومن قوت الشعب وللتذكير الترويكا هي من حكمت حينها ورئيس الحكومة الذي اقترحته كان وزير المالية في حكومة حمادي الجبالي فعليك توجيه السؤال لشخصه فهو سيد العارفين اضافة اخيرة لا وجود للصلح بالوساطة في المادة الجنائية في القانون التونسي يتيح لك القانون بصفتك اقتراح مشروع قانون على البرلمان اما تخر الاموال المصادرة فكل التونسيين يتساءلون فدورك الاجابة لا تعميق حيرتهم .
الاخطر سيدي الرئيس هو جمعك كل اصحاب رؤوس الاموال في نفس السلة وخاطبتهم بلهجة التهديد والوعيد وان كان منهم الكثير من يتفصى ويتهرب من واجبه المواطني وتعرت الصورة اكثر ازمة الكورونا لكن الراسمال الخاص فيه من يستثمرون ويشغلون ويساهمون في الثروة الوطنية وشيطنة القطاع الخاص في عمومه فرقة وتاجيج لشرائح على شريحة وهذا مرفوض .
الاهم ان التشخيص الذي قمت به استاذ وان اتسم البعض منه بالغلو وكذلك جسد حالة التنافروالصراع الصريح بين رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ولم تتخذوا اي قرار .
سؤالي اين تونس وشعبها من هذا الصراع".
 العودة الى المربع الثوري
من جهته اعتبر الدكتور و الباحث الصحبي الخالدي ان رئيس الجمهورية عاد الى موطن الداء في تشخيصه للازمة الاخلاقية التي تعيشها تونس منذ الحراك الثوري الذي تلاشى حسب رايه بعد الهبة الاولى التي تلت مرحلة اسقاط النظام السابق مؤكدا " امام ما تعيشه تونس في هذا الظرف الصعب جراء تبعات جائعة كورونا، تعيش النطم التي تمخضت عن الثورات العربية العفوية (مع التاكيد على انها ليست بأنظمة سياسية ) اول امتحان حقيقي لإدارة ازمة حقيقية تهدد وجود شعوبها بالكامل. و اعتقد ان هذه النظم المنبثقة في الظاهر عن انتخابات ديموقراطية في ادارة هذه الازمة بل و قد تكون سببا في تعميقها بالنظر الى الى عدم اكتسابها للخبرة السياسية و الاقتصادية و الامنية في مواجهة هكذا ازمات فجئية. و عودة الرئيس الى نفس الخطاب الذي رافق الحراك الثوري لسنة 2011 في تونس ما هو الا تاكيد بان الثورة لم تحقق نتائجها من جهة و لم تنتج جيلا سياسيا يمتلك القدرة في التكيف مع الفعل الفجئي للتاريخ. و من الطبيعي ان يتم تحميل المسؤولية لنفس المتهمين الذين تورطوا مع المنظومة السابقة لتحميلهم تبعات ازمة جديدة. و هذا يعني ان رواسب المنظومة السابقة لازالت عالقة في المنظومة الحالية بما في ذلك الفساد و الحيف الاجتماعي و الافضلية الاجتماعية لطبقة على طبقة اخرى". 
للشعب رب يحميه
اثارت كلمة الرئيس كذلك ردود فعل منظمات المجتمع المدني اذ اكد رئيس الجمعية الدولية للفاع عن حقوق الانسان و الاعلام، رضا كرويدة، ان مداخلة رئيس الجمهورية اكدت على ان الدولة عاجزة على القيام بدورها كاملا في حماية الشرائح الضعيفة و اسنادها ماديا في مثل هكذا ازمة مضيفا " كنت في منتصف هذ الاسبوع في ولاية القصرين ضمن هبة تضامنية لتجهيز مستشفى القصرين باسرة خاصة بالانعاش و لاحظت حجم المعاناة التي تتخبط فيها المناطق الداخلية. شعبنا في تلك المناطق لم يعد يطالب لا بالتشغيل و لا بالتنمية لانها شعارات فضفاضة و انما بالسميد و الفرينة. للاسف الدولة تركت غالبية شرائح شعبنا لقمة في يد المحتكرين و تجار الازمات و هنا التقي مع رئيس الدولة لما طالب رجال الاعمال بالتحرك و لكن اين هي الاليات القانونية لمطالبة من استفاد من المنظومة السياسية و الاقتصادية بالانخراط في هذا الجهد لامه و للاسف الى حد الان، الفقراء هم الذين يساعدون الفقراء بما في ذلك الموظف و العامل و المزارع. و ربما استثني هنا بعض رجال الاعمال و خاصة من المقيمين في الخارج كالتونسي طه العمري المقيم في ايطاليا و الذي تبرع بجناح كامل للانعاش لولاية القصرين اما البقية و خاصة التونسيين فلا ارى الا الفتات. لذلك اساند دعوة رئيس الدولة لهؤلاء حتى يتحركوا باتجاه مد تضامني يليق بتونس و شعبها ".