مع الشروق : نهاية حرب وبداية تاريخ

مع الشروق : نهاية حرب وبداية تاريخ

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/10/13

بعد سنتين من القصف والتجويع والتقتيل، خرجت غزة  بانتصار تاريخي رغم تشكيك المشككين، فقد أعادت القضية إلى صدارة المشهد الدولي، مزيحةً سنوات من محاولات "ناتن ياهو" طمسها وتشويهها عبر أنظمة عربية متواطئة وصمت دولي خادم لرواياته الكاذبة المشروخة..
غزة أظهرت تماسكًا شعبيا وتنظيميا غير مسبوق في وجه أعتى آلة حرب..لا انشقاقات ولا مساومة مع شعب امتلك ويمتلك إرادة صمود لا تُقهر أمام أضخم الجيوش وأشد الضغوط ، فالمقاومة هناك ليست مجرد ردّ فعل بل مشروع بقاءٍ وكرامةٍ لشعبٍ يؤمن بان نصر الله قادم لا محالة..بل قريب..
انتصار غزة رغم تشكيك المشككين  تجلى في إفشال أخطر مشروع تهجير منذ النكبة..فالكيان الغاشم، وبدعم أمريكي وغربي ،وتواطؤٍ بوجه مكشوف من بعض العواصم العربية وقادتها الاذلاء ، أراد دفع الغزاويين  الابطال جنوبًا نحو معبر رفح، في خطة جهنمية لتفريغ هذه الأرض العزيزة من أهلها وتحويلهم إلى لاجئين بلا أرض ..الكيان اللقيط كان يسعى لتكرار مأساة 1948 في نسخة جديدة تحت شعار “الترحيل الإنساني”، غير أن الوعي الشعبي سبق الدبابات والقنابل، فتمسّكت ارامل الغزاويين بأرضهن الطيبة كما يتمسك القلب بنبضه.
 نتنياهو وفي قلب هذه الحرب انكشفت كل اكاذيبه .. وخطابه في الأمم المتحدة أمام قاعة شبه خالية كان مرآةً لعزلته التي كانت قريبة بعد أن تفطن العالم متأخرا لحقيقة كيان غاشم ظالم تهاوت صورته حتى في عواصم الغرب التي كانت تبرر له كل شيء.. مشهد الاحتلال والتقتيل والتدمير صار عبئًا أخلاقيًا على العالم، وتحول "الدم الغزّي " تحت الركام الى مرآة تفضح الزيف وتعيد تعريف الإنسانية الحق في زمن التواطؤ وصمت "ابناء العمومة" والدم..
 انتهت  الحرب ولن ينتهي الدفاع عن قضية العرب المركزية ..انتهت الحرب دون انتصار لكيان ارتجف جنوده ذعرا امام البواسل الابطال..كيان لقيط راهن على التهجير والترحيل ففشل ..انتهت الحرب وغزة لم تخسر روحها..هي نهاية شوط من حرب وبداية اشواط جديدة من تاريخ تكتبه غزة بصمودها  ودمها النقي الطاهر، وتوقّعه على جدار العالم بعبارة واحدة: الفلسطيني لا يُقهر، وغزة لا ولن تُهزَم، والحق لا يموت.
فغزة وبعد هذه المحنة لم تعد مجرد أرض طيبة على الخريطة، بل صارت رمزًا متجددا لإرادة  لا تكسر، تُعيد تعريف معنى الهزيمة والانتصار، وتبعث في الوعي العالمي قضيةً حاول البعض طمسها أو نسيانها بعد أن ادار ظهره عنها في ذل وهوان 
لقد أرادوا أن ينهوا غزة  فإذا بها وبعد سنتين من الصمود تفتح صفحة جديدة من التاريخ...أرادوا أن يطفئوا القضية، فإذا بها تشتعل من تحت الركام.. هي نهاية حرب وبداية تاريخ، تُكتبه غزة بدمها، وتوقّعه الى الأبد.
فالتاريخ قال الصمود الفلسطيني لا يُقهر، وغزة لا تُهزَم، والحق لا يموت. وسيأتي اليوم الذي يُحاكم فيه القتلة باسم كل يتيم غزاوي عاش ولم يستسلم.
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك