مع الشروق ..لا تطبيع مع الإبادة الجماعية
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/07/17
من مجزرة إلى مجزرة يمضي الكيان الصهيوني في استكمال مخطط الإبادة الجماعية الذي انخرط فيه قبل عشرة أشهر.. ولئن كانت مشاهد القتل الجماعي والدمار الشامل والممنهج تثير في البداية الكثير من ردود الفعل الغاضبة.. وتدفع بملايين البشر عبر العالم إلى الشوارع والساحات للتعبير عن رفضهم لسياسة القتل الجماعي والإبادة الجماعية التي ينتهجها الكيان الصهيوني.. فإن موجات الغضب الشعبي بدأت تخبو وكأن وجدان الانسانية قد رضخ للأمر الواقع وبدأ يطبّع مع مشاهد الإبادة الجماعية.. لماذا وصلت الأمور إلى هذا المربّع؟ وأين العرب من كل هذا الحراك؟
إذا كانت قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني قضية إنسانية تكتسي أبعادا كونية، خاصة بعد موجة المدّ التضامني مع الفلسطينيين والتي هزّت كل دول العالم، فإنها تبقى عربية بالأساس. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا: أين العرب من قضيّتهم؟ وماذا فعلوا على امتداد شهور العدوان وماذا يفعلون لنصرة أشقائهم والوقوف في وجه عدو شرس ومتوحّش لا يفرّق بين عربي وآخر في نهاية المطاف؟ والإجابة عن هذا السؤال باتت واضحة وجلية. فقد استقال العرب من الشأن العربي عامة ومن كل شيء له علاقة بحاضر وبمستقبل الأمة العربية. كما أداروا ظهورهم لما كان يسمى «قضية العرب الأولى» ليتفرّقوا شيعا بين مطبّع ومنسق مع الاحتلال وداعم له بالمال وبالسلاح وبالغذاء في سبيل الإجهاز على المقاومة الفلسطينية.. وبين خانع خاضع يدس رأسه في الرمل في انتظار مرور العاصفة.. وبين عاجز متفرج قبل بالجلوس على الربوة وكأن مجزرة العصر تجرى على كوكب آخر وليس في رقعة هي في القلب من الوطن العربي.
نتيجة هذا الوضع المخجل والمخزي غابت الروح في الشارع العربي الذي تحوّل إلى كائن هلامي لا يسمع ولا يرى ولا يحرّك ساكنا مهما عربد الصهاينة ومهما ارتكبوا من المجازر الفظيعة على شاكلة مجزرة «النصيرات» قبل أيام.. والناظر إلى المشهد العربي من المحيط إلى الخليج يدرك بلا عناء إلى أيّ حدّ وصلت استقالة الجماهير العربية من الشأن القومي ومن القضية الفلسطينية وتسليمها بالواقع المرّ الذي ينفرد فيه الصهاينة وداعموهم الأمريكيون والغربيون بأشقائنا في قطاع ينام ويصحو منذ عشرة أشهر على دويّ القنابل وعلى أزيز الطائرات الحربية وهي تزرع الموت والدمار دون كلل أو ملل.. فأين ذهبت الأحزاب العربية التي لطالما ركبت القضية الفلسطينية؟ وأين هي آلاف الجمعيات التي اتخذت من دعم قضية فلسطين أصلا تجاريا فتحت به حوانيتها وادعت نصرة أشقائنا الفلسطينيين؟ وأين نخبنا العربية وقد كانت ضمير الأمة ورضعت حليب النضال وترعرعت في تربة القضايا والشعارات القومية التي كانت تهز الضمائر وتستفز الهمم وتدفعها إلى ملء الساحات والتعبير عن نبضها القومي الصافي والملتزم بقضايا الأمة العربية وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني المناضل؟
وأين المواطنون العرب وهم يعدّون بمئات الملايين، لماذا لا يسمعون أصواتهم؟ ولماذا لا يحاكون نظراءهم في الدول الغربية وهم يزمجرون في الساحات والشوارع رفضا لمجازر الصهاينة ولتواطؤ حكامهم؟
إنها أسئلة حائرة تستوجب إجابة سريعة لأن مفتاح الحراك العالمي نصرة لقضية فلسطين ونصرة لأهل غزة يقع بين أيدي الجماهير العربية. فمتى زمجرت وأسمعت صوتها الرافض للعدوان والمندد بالمجازر وبالإبادة الجماعية فإن العدوى سوف تتمدّد إلى كل ساحات العالم بما يفضي إلى إعادة الزخم للتحركات الشعبية ضدّ العدوان.. وكذلك إلى الضغط على الحكومات الداعمة للعدوان لترفع يدها عن الكيان وتضغط باتجاه فرض وقف لإطلاق النار.
لا تطبيع مع المجازر.. ولا تطبيع مع الإبادة الجماعية.. من هنا تبدأ إعادة الروح للحراك العالمي الرافض للعدوان.. ودور الجماهير العربية أساسي في اتجاه إحياء شعلة الرفض العالمي لغطرسة الصهاينة ولجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبونها بلا رادع حتى الآن.
عبد الحميد الرياحي
من مجزرة إلى مجزرة يمضي الكيان الصهيوني في استكمال مخطط الإبادة الجماعية الذي انخرط فيه قبل عشرة أشهر.. ولئن كانت مشاهد القتل الجماعي والدمار الشامل والممنهج تثير في البداية الكثير من ردود الفعل الغاضبة.. وتدفع بملايين البشر عبر العالم إلى الشوارع والساحات للتعبير عن رفضهم لسياسة القتل الجماعي والإبادة الجماعية التي ينتهجها الكيان الصهيوني.. فإن موجات الغضب الشعبي بدأت تخبو وكأن وجدان الانسانية قد رضخ للأمر الواقع وبدأ يطبّع مع مشاهد الإبادة الجماعية.. لماذا وصلت الأمور إلى هذا المربّع؟ وأين العرب من كل هذا الحراك؟
إذا كانت قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني قضية إنسانية تكتسي أبعادا كونية، خاصة بعد موجة المدّ التضامني مع الفلسطينيين والتي هزّت كل دول العالم، فإنها تبقى عربية بالأساس. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا: أين العرب من قضيّتهم؟ وماذا فعلوا على امتداد شهور العدوان وماذا يفعلون لنصرة أشقائهم والوقوف في وجه عدو شرس ومتوحّش لا يفرّق بين عربي وآخر في نهاية المطاف؟ والإجابة عن هذا السؤال باتت واضحة وجلية. فقد استقال العرب من الشأن العربي عامة ومن كل شيء له علاقة بحاضر وبمستقبل الأمة العربية. كما أداروا ظهورهم لما كان يسمى «قضية العرب الأولى» ليتفرّقوا شيعا بين مطبّع ومنسق مع الاحتلال وداعم له بالمال وبالسلاح وبالغذاء في سبيل الإجهاز على المقاومة الفلسطينية.. وبين خانع خاضع يدس رأسه في الرمل في انتظار مرور العاصفة.. وبين عاجز متفرج قبل بالجلوس على الربوة وكأن مجزرة العصر تجرى على كوكب آخر وليس في رقعة هي في القلب من الوطن العربي.
نتيجة هذا الوضع المخجل والمخزي غابت الروح في الشارع العربي الذي تحوّل إلى كائن هلامي لا يسمع ولا يرى ولا يحرّك ساكنا مهما عربد الصهاينة ومهما ارتكبوا من المجازر الفظيعة على شاكلة مجزرة «النصيرات» قبل أيام.. والناظر إلى المشهد العربي من المحيط إلى الخليج يدرك بلا عناء إلى أيّ حدّ وصلت استقالة الجماهير العربية من الشأن القومي ومن القضية الفلسطينية وتسليمها بالواقع المرّ الذي ينفرد فيه الصهاينة وداعموهم الأمريكيون والغربيون بأشقائنا في قطاع ينام ويصحو منذ عشرة أشهر على دويّ القنابل وعلى أزيز الطائرات الحربية وهي تزرع الموت والدمار دون كلل أو ملل.. فأين ذهبت الأحزاب العربية التي لطالما ركبت القضية الفلسطينية؟ وأين هي آلاف الجمعيات التي اتخذت من دعم قضية فلسطين أصلا تجاريا فتحت به حوانيتها وادعت نصرة أشقائنا الفلسطينيين؟ وأين نخبنا العربية وقد كانت ضمير الأمة ورضعت حليب النضال وترعرعت في تربة القضايا والشعارات القومية التي كانت تهز الضمائر وتستفز الهمم وتدفعها إلى ملء الساحات والتعبير عن نبضها القومي الصافي والملتزم بقضايا الأمة العربية وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني المناضل؟
وأين المواطنون العرب وهم يعدّون بمئات الملايين، لماذا لا يسمعون أصواتهم؟ ولماذا لا يحاكون نظراءهم في الدول الغربية وهم يزمجرون في الساحات والشوارع رفضا لمجازر الصهاينة ولتواطؤ حكامهم؟
إنها أسئلة حائرة تستوجب إجابة سريعة لأن مفتاح الحراك العالمي نصرة لقضية فلسطين ونصرة لأهل غزة يقع بين أيدي الجماهير العربية. فمتى زمجرت وأسمعت صوتها الرافض للعدوان والمندد بالمجازر وبالإبادة الجماعية فإن العدوى سوف تتمدّد إلى كل ساحات العالم بما يفضي إلى إعادة الزخم للتحركات الشعبية ضدّ العدوان.. وكذلك إلى الضغط على الحكومات الداعمة للعدوان لترفع يدها عن الكيان وتضغط باتجاه فرض وقف لإطلاق النار.
لا تطبيع مع المجازر.. ولا تطبيع مع الإبادة الجماعية.. من هنا تبدأ إعادة الروح للحراك العالمي الرافض للعدوان.. ودور الجماهير العربية أساسي في اتجاه إحياء شعلة الرفض العالمي لغطرسة الصهاينة ولجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبونها بلا رادع حتى الآن.
عبد الحميد الرياحي
