مع الشروق : لا بالحرب و لا بالمفاوضات
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/07/13
المحاولات اليائسة لتركيع الفلسطينيين في قطاع غزة عبر آلة الحرب فشلت، و المحاولات اليائسة لتركيع الفلسطينيين بالمفاوضات في قطر فشلت أيضا. ففي كل مرة توضع خطة عسكرية ساحقة، لإبادة شعب الجبّارين، لكنها لا تحقق الأهداف التي وضعها المحتل الصهيوني، فيتدخل العرّابون من هنا وهناك وتفتح قطر أبوابها آملة في كسر عظم المقاومة و جعلها ترضخ و تقبل بالمشروع الأمريكي الصهيوني، و تكون الدوحة قد فازت الدوحة بلقب عاصمة عرّابي السلام الموهوم، ومع ذلك فالفلسطيني لا يبيع سلاحه و لاتغريه فنادق الدوحة فيبيع شعبه الصامد الجائع في القطاع.
المستعمر الصهيوني استنفد كل حلوله، "فعربات جدعون" التي أطلقها في القطاع تغرق في رمال غزة، و من تحت الأنقاض يخرج مقاتلون يرعبون المستعمرين و يسقطونهم بين قتيل و معاق لا يصلح مستقبلا إلا لكرسي متحرّك. و ايا كانت اسماء العمليات العسكرية التي تنفذ في قطاع غزة و التي تحمل معاني دينية توراتية فإنها و رغم الفوارق العسكرية فإنها تسقط على صخرة " شعب الجبّارين" الحاملة لمعنى ديني قرآني.
وهكذا تتضح آفاق هذه الحرب بعيدا عن دهاليز السياسة و كواليسها وسوقها السوداء، فنحن إزاء حرب دينية خالصة بين اليهودية و الإسلام، و أي تحليل آخر خارج هذا الأفق فإنه يزيف الحقائق لفائدة المحتل الصهيوني. و اي حل آخر خارج هذه المعادلة فهو لن ينجح أيضا حتى و إن اختلقوا ديانة جديدة سمّوها الإبراهيمية. هي حرب وجود ديني و ثقافي وجغرافي بين البولندي المهاجر و الفلسطيني الضاربة جذوره في أعماق التاريخ، بين الروسي و الأوروبي و الأمريكي و الإفريقي المهاجر إلى أرض فلسطين و بين صاحب الأرض، العرق العربي الأصيل ذي المرجعية الإسلامية أو المسيحية الذي بنى الكنائس و المعابد ، ومن الطبيعي ألا ينكسر صاحب الأرض و الديانة و الثقافة و التاريخ، أمام هؤلاء الشتات من ذوي الثقافات الأخرى.
هناك شيء واحد لم يجربه الكيان الصهيوني، وهو الانسحاب من الأرض التي احتلها منذ عقود من الزمن و ارتكب فيها المجازر، وهذا هو الباب الوحيد الذي سينهي مشاكل الشرق الأوسط برمتها و سينهي الحروب و الصراعات، وما عدا ذلك فإنه سيفشل بالحرب أو بالمفاوضات.
كمال بالهادي
المحاولات اليائسة لتركيع الفلسطينيين في قطاع غزة عبر آلة الحرب فشلت، و المحاولات اليائسة لتركيع الفلسطينيين بالمفاوضات في قطر فشلت أيضا. ففي كل مرة توضع خطة عسكرية ساحقة، لإبادة شعب الجبّارين، لكنها لا تحقق الأهداف التي وضعها المحتل الصهيوني، فيتدخل العرّابون من هنا وهناك وتفتح قطر أبوابها آملة في كسر عظم المقاومة و جعلها ترضخ و تقبل بالمشروع الأمريكي الصهيوني، و تكون الدوحة قد فازت الدوحة بلقب عاصمة عرّابي السلام الموهوم، ومع ذلك فالفلسطيني لا يبيع سلاحه و لاتغريه فنادق الدوحة فيبيع شعبه الصامد الجائع في القطاع.
المستعمر الصهيوني استنفد كل حلوله، "فعربات جدعون" التي أطلقها في القطاع تغرق في رمال غزة، و من تحت الأنقاض يخرج مقاتلون يرعبون المستعمرين و يسقطونهم بين قتيل و معاق لا يصلح مستقبلا إلا لكرسي متحرّك. و ايا كانت اسماء العمليات العسكرية التي تنفذ في قطاع غزة و التي تحمل معاني دينية توراتية فإنها و رغم الفوارق العسكرية فإنها تسقط على صخرة " شعب الجبّارين" الحاملة لمعنى ديني قرآني.
وهكذا تتضح آفاق هذه الحرب بعيدا عن دهاليز السياسة و كواليسها وسوقها السوداء، فنحن إزاء حرب دينية خالصة بين اليهودية و الإسلام، و أي تحليل آخر خارج هذا الأفق فإنه يزيف الحقائق لفائدة المحتل الصهيوني. و اي حل آخر خارج هذه المعادلة فهو لن ينجح أيضا حتى و إن اختلقوا ديانة جديدة سمّوها الإبراهيمية. هي حرب وجود ديني و ثقافي وجغرافي بين البولندي المهاجر و الفلسطيني الضاربة جذوره في أعماق التاريخ، بين الروسي و الأوروبي و الأمريكي و الإفريقي المهاجر إلى أرض فلسطين و بين صاحب الأرض، العرق العربي الأصيل ذي المرجعية الإسلامية أو المسيحية الذي بنى الكنائس و المعابد ، ومن الطبيعي ألا ينكسر صاحب الأرض و الديانة و الثقافة و التاريخ، أمام هؤلاء الشتات من ذوي الثقافات الأخرى.
هناك شيء واحد لم يجربه الكيان الصهيوني، وهو الانسحاب من الأرض التي احتلها منذ عقود من الزمن و ارتكب فيها المجازر، وهذا هو الباب الوحيد الذي سينهي مشاكل الشرق الأوسط برمتها و سينهي الحروب و الصراعات، وما عدا ذلك فإنه سيفشل بالحرب أو بالمفاوضات.
كمال بالهادي
