مع الشروق : قمّة الدوحة ..اختبار مصيري لمواجهة العدوان الصهيوني
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/13
بالتوازي مع تواصل جرائم الحرب في غزة منذ قرابة 23 شهرا ، وفي ظرف عربي مثقل بالجراح، يطلّ علينا مشهد جديد من العربدة الصهيونية، لا يكتفي بتمزيق الاراضي الفلسطينية فقط، بل يمدّ يده الآثمة ليطال العواصم العربية واحدة تلو الأخرى... فخلال الايام القليلة الماضية كانت الدوحة هدفا مباشرا، وقبلها بيروت ودمشق وصنعاء وغزّة والضفة ، وهي سلسلة متواصلة من الاستباحة الممنهجة، في ظل دعم أمريكي مطلق، وصمت دولي مشبوه، وتخاذل عربي بات يهدد وجود الأمّة برمتها ..
فالعدوان الأخير على العاصمة القطرية الذي تجاوز كل الحدود كان في حقيقة الامر رسالة وقحة بأن الكيان الغاصب لا يفرّق بين دولة مطبّعة وأخرى معارضة، ولا يعترف بسيادة أي بلد عربي.
كما يكشف هذا العدوان الغاشم ان كل القواعد الأمريكية المتمركزة في المنطقة ، وكل ما دُفع من أثمان سياسية واقتصادية في سبيل إرضاء البيت الأبيض، لم تحمِ أحدا ولم تمنح الأمان وهو ما يؤكد مجددا ان التبعية لا تجلب إلا الذل وان المستعمر لا يمنح الحماية بل يبيع الوهم ثم يتخلى عن حلفائه المزعومين في اول محطة مفصلية ..
والأدهى في كل هذا أن الاحتلال يستغل ستار «المفاوضات» ليواصل جرائمه مستغلا الوقت في محادثات عبثية طوال عامين لم تُسفر عن شيء سوى المزيد من الدماء في غزة، والمزيد من الهدم في الضفة، والمزيد من التوسع في الجولان والجنوب اللبناني، وكأن المطلوب كان فقط شراء الوقت لتغطية مجازر الإبادة.... فعن أي مفاوضات يتحدثون والصواريخ تضرب طاولة المفاوضات لقتل المفاوضين والراعي الأمريكي هو ذاته من يمنح الضوء الأخضر ؟ .. هذا يؤكد ان كل حديث عن المفاوضات هو ضحك على الذقون و مسرحية هزلية لا تنطلي على أحد، هدفها الوحيد هو إدامة الهيمنة الصهيوأمريكية وتصريف القضية الفلسطينية إلى مقبرة التاريخ.
وبعد كل هذه الانتهاكات الصهيونية ، من المرتقب ان تنعقد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة يومي الاحد والاثنين المقبلين ، وسط تطلعات بالتوصل الى حلول عملية رادعة للاجرام الصهيوني .. وهذه القمة المرتقبة بحسب ما يشاع حولها لن تكون قمة عادية ولا اجتماعا بروتوكوليا ، بل ستكون اختبارا وجوديا لوحدة الصف العربي والإسلامي.
فإما أن ترتقي الدول العربية إلى مستوى الخطر الداهم الذي يستبيح سيادة دولنا ويمزّق كرامتها، أو ان تواصل دفن الرؤوس في الرمال حتى يبتلعها الطوفان.. والمطلوب في القمة المرتقبة قرارات شجاعة كقطع كل أشكال العلاقات مع الكيان الغاصب وفرض عقوبات اقتصادية على داعمه الأمريكي، والتوجّه بموقف جماعي صلب إلى المحافل الدولية لوقف سياسة الإفلات من العقاب.
إن الاستهانة العربية بما يجري تعني منح الاحتلال شيكا على بياض لاستباحة كل شبر من أوطاننا. وإذا كان الصمت قد سمح له بالتمدد من فلسطين إلى اليمن ولبنان وسوريا، فماذا سيمنعه غدا من ضرب القاهرة أو غيرها من عواصم العرب؟
القمّة العربية في الدوحة ستكون اختبارا حقيقيا لقادة العرب تتطلب منهم أن يعوا أن الخطر الصهيوني لم يعد يهدد فلسطين وحدها، بل صار يستبيح العواصم العربية كلها، وأن المطلوب قرارات شجاعة تعيد للأمة هيبتها وتضع حدا للعدوان.
ناجح بن جدو
بالتوازي مع تواصل جرائم الحرب في غزة منذ قرابة 23 شهرا ، وفي ظرف عربي مثقل بالجراح، يطلّ علينا مشهد جديد من العربدة الصهيونية، لا يكتفي بتمزيق الاراضي الفلسطينية فقط، بل يمدّ يده الآثمة ليطال العواصم العربية واحدة تلو الأخرى... فخلال الايام القليلة الماضية كانت الدوحة هدفا مباشرا، وقبلها بيروت ودمشق وصنعاء وغزّة والضفة ، وهي سلسلة متواصلة من الاستباحة الممنهجة، في ظل دعم أمريكي مطلق، وصمت دولي مشبوه، وتخاذل عربي بات يهدد وجود الأمّة برمتها ..
فالعدوان الأخير على العاصمة القطرية الذي تجاوز كل الحدود كان في حقيقة الامر رسالة وقحة بأن الكيان الغاصب لا يفرّق بين دولة مطبّعة وأخرى معارضة، ولا يعترف بسيادة أي بلد عربي.
كما يكشف هذا العدوان الغاشم ان كل القواعد الأمريكية المتمركزة في المنطقة ، وكل ما دُفع من أثمان سياسية واقتصادية في سبيل إرضاء البيت الأبيض، لم تحمِ أحدا ولم تمنح الأمان وهو ما يؤكد مجددا ان التبعية لا تجلب إلا الذل وان المستعمر لا يمنح الحماية بل يبيع الوهم ثم يتخلى عن حلفائه المزعومين في اول محطة مفصلية ..
والأدهى في كل هذا أن الاحتلال يستغل ستار «المفاوضات» ليواصل جرائمه مستغلا الوقت في محادثات عبثية طوال عامين لم تُسفر عن شيء سوى المزيد من الدماء في غزة، والمزيد من الهدم في الضفة، والمزيد من التوسع في الجولان والجنوب اللبناني، وكأن المطلوب كان فقط شراء الوقت لتغطية مجازر الإبادة.... فعن أي مفاوضات يتحدثون والصواريخ تضرب طاولة المفاوضات لقتل المفاوضين والراعي الأمريكي هو ذاته من يمنح الضوء الأخضر ؟ .. هذا يؤكد ان كل حديث عن المفاوضات هو ضحك على الذقون و مسرحية هزلية لا تنطلي على أحد، هدفها الوحيد هو إدامة الهيمنة الصهيوأمريكية وتصريف القضية الفلسطينية إلى مقبرة التاريخ.
وبعد كل هذه الانتهاكات الصهيونية ، من المرتقب ان تنعقد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة يومي الاحد والاثنين المقبلين ، وسط تطلعات بالتوصل الى حلول عملية رادعة للاجرام الصهيوني .. وهذه القمة المرتقبة بحسب ما يشاع حولها لن تكون قمة عادية ولا اجتماعا بروتوكوليا ، بل ستكون اختبارا وجوديا لوحدة الصف العربي والإسلامي.
فإما أن ترتقي الدول العربية إلى مستوى الخطر الداهم الذي يستبيح سيادة دولنا ويمزّق كرامتها، أو ان تواصل دفن الرؤوس في الرمال حتى يبتلعها الطوفان.. والمطلوب في القمة المرتقبة قرارات شجاعة كقطع كل أشكال العلاقات مع الكيان الغاصب وفرض عقوبات اقتصادية على داعمه الأمريكي، والتوجّه بموقف جماعي صلب إلى المحافل الدولية لوقف سياسة الإفلات من العقاب.
إن الاستهانة العربية بما يجري تعني منح الاحتلال شيكا على بياض لاستباحة كل شبر من أوطاننا. وإذا كان الصمت قد سمح له بالتمدد من فلسطين إلى اليمن ولبنان وسوريا، فماذا سيمنعه غدا من ضرب القاهرة أو غيرها من عواصم العرب؟
القمّة العربية في الدوحة ستكون اختبارا حقيقيا لقادة العرب تتطلب منهم أن يعوا أن الخطر الصهيوني لم يعد يهدد فلسطين وحدها، بل صار يستبيح العواصم العربية كلها، وأن المطلوب قرارات شجاعة تعيد للأمة هيبتها وتضع حدا للعدوان.
ناجح بن جدو
