مع الشروق .. فلسطين... كاسرة الطغاة والغزاة والجبابرة !
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/06/19
على مدى التاريخ جرّب الطغاة والغزاة والطامعون مع فلسطين... لكأنها مغناطيس يجتذب الطامحين إلى لعب دور ويجتذب الامبراطوريات التي تنشد الهيمنة والتوسع. وعلى مدى التاريخ كانت فلسطين بمدنها وقلاعها وجدرانها بمثابة الصخرة التي يتكسر عليها الغزاة وينكسر عليها الطغاة. وإذا كان الغزاة والطغاة والمحتلون لا يقرؤون التاريخ ولا يستفيدون من عبره ودروسه فالذنب ذنبهم وليس ذنب فلسطين.
ويذكر التاريخ القريب أن الفرنجة حضروا بجيوشهم وأساطيلهم يقودهم ريتشارد قلب الأسد إلى سواحل فلسطين ليتلقوا هزيمتهم القاصمة على يد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين (1187م). ثم جاء الدور على التتار الذين أغراهم تحطيم بغداد بالتمدد عبر سوريا وفلسطين فمصر لتتحطم رؤوسهم في عين جالوت على يد القائد الاسلامي سيف الدين قطز (1260م).. ليأتي الدور على حملة نابليون لينتحر هذا الأخير على أسوار عكا (1799).. ومازالت فلسطين تستهوي الغزاة الطغاة والطامعين ومازالت تكسرهم واحدا بعد آخر وتحيلهم إلى مزابل التاريخ.
آخر الغزاة والطغاة كان الصهاينة.. الصهاينة الذين خطط الغرب وهندس ليزرعهم في قلب الوطن العربي ليكونوا بمثابة القوة التي تشطره إلى نصفين وتحوّل دون توحده وتطلعه إلى لعب الدور الاقليمي والدولي الذي هو به جدير. فلقد درس الغرب مليا وجديا شخصية العربي وسيكولوجية الشعوب العربية.. وأحاط بكل تفاصيلها قبل أن يتداعى قادته في مؤتمر «بانرمان» (لندن 1905) الذي خططت خلاله 6 دول غربية لزرع كيان غريب على أرض فلسطين ليقوم بمهمته الوظيفية المذكورة وليكون بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة على أرض فلسطين وفي قلب الشرق الأوسط وفي قلب سرّة العالم ومفتاح طرق تجارتها الدولية ومعابرها ومضائقها.. وعندما جاءت الهدية للصهاينة لم يرفضوها.. بل لقد أغراهم دعم الغرب اللامحدود وبخاصة دعم بريطانيا ثم دعم أمريكا بالتمدد والتمطط ليضعوا أيديهم على كامل الجغرافيا الفلسطينية وعلى أجزاء من دول الجوار العربي.. بل وليتطلعوا بعد ذلك إلى ما يسمونه «إسرائيل الكبرى» التي تمتد من النيل إلى الفرات وقد أغراهم في ذلك ضعف العرب وتشظيهم بين خائن منبطح وبين ضعيف مطبّع وبين رافض بلا حول ولا قوّة..
في نهاية المطاف آلت الأمور إلى نتنياهو الذي كان يحلم بإطلاق دولاب «إسرائيل الكبرى» انطلاقا من إعادة بسط سيطرته على قطاع غزة التي كان سلفه شارون قد اطلق عليها وصف «عش الدبابير» وهو يهرب منها عام 2005.. لكن حلمه سرعان ما تحول إلى كابوس مرعب.. حين باغتته فصائل المقاومة الفلسطينية ذات 7 أكتوبر 2023 بـ«طوفان الأقصى».. الذي بات يتهدده مصير هولاكو وريتشارد قلب الأسد ونابليون وباقي الغزاة والطغاة الذين حدثتهم أنفسهم وأحلام اليقظة بالتمدّد داخل فلسطين.
فمنذ السابع من أكتوبر 2023 والمقاومة الفلسطينية تسومه وتسوم آلته الحربية وعساكره سوء العذاب.. وهي ما فتئت تلحق به الهزيمة تلو الهزيمة إلى أن وضعته في النهاية على حافة الانهيار الكبير وعلى حافة الهزيمة المدوية.. هزيمة انكسار واندحار واندثار الكيان كطليعة للمشروع الصهيوني وكرأس حربة للهيمنة الغربية على الشرق الأوسط وعلى منطقتنا العربية.
ومازال نتنياهو يتلقّى الضربات القاصمة والنكسات من هزائم ومن استقالات ومن حل لما سمّي مجلس الحرب ومازال شعب الجبارين ورجال الله في المقاومة الفلسطينية يمرغون أنفه في أوحال غزّة.. وما زال الخناق يضيق عليه ليضعه أمام مصيره المحتوم: هزيمة مذلة وانكسار مدو واستراحة أبدية في مزابل التاريخ ليلقى نفس مصير من سبقوه من الطغاة والجبابرة.
عبد الحميد الرياحي
على مدى التاريخ جرّب الطغاة والغزاة والطامعون مع فلسطين... لكأنها مغناطيس يجتذب الطامحين إلى لعب دور ويجتذب الامبراطوريات التي تنشد الهيمنة والتوسع. وعلى مدى التاريخ كانت فلسطين بمدنها وقلاعها وجدرانها بمثابة الصخرة التي يتكسر عليها الغزاة وينكسر عليها الطغاة. وإذا كان الغزاة والطغاة والمحتلون لا يقرؤون التاريخ ولا يستفيدون من عبره ودروسه فالذنب ذنبهم وليس ذنب فلسطين.
ويذكر التاريخ القريب أن الفرنجة حضروا بجيوشهم وأساطيلهم يقودهم ريتشارد قلب الأسد إلى سواحل فلسطين ليتلقوا هزيمتهم القاصمة على يد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين (1187م). ثم جاء الدور على التتار الذين أغراهم تحطيم بغداد بالتمدد عبر سوريا وفلسطين فمصر لتتحطم رؤوسهم في عين جالوت على يد القائد الاسلامي سيف الدين قطز (1260م).. ليأتي الدور على حملة نابليون لينتحر هذا الأخير على أسوار عكا (1799).. ومازالت فلسطين تستهوي الغزاة الطغاة والطامعين ومازالت تكسرهم واحدا بعد آخر وتحيلهم إلى مزابل التاريخ.
آخر الغزاة والطغاة كان الصهاينة.. الصهاينة الذين خطط الغرب وهندس ليزرعهم في قلب الوطن العربي ليكونوا بمثابة القوة التي تشطره إلى نصفين وتحوّل دون توحده وتطلعه إلى لعب الدور الاقليمي والدولي الذي هو به جدير. فلقد درس الغرب مليا وجديا شخصية العربي وسيكولوجية الشعوب العربية.. وأحاط بكل تفاصيلها قبل أن يتداعى قادته في مؤتمر «بانرمان» (لندن 1905) الذي خططت خلاله 6 دول غربية لزرع كيان غريب على أرض فلسطين ليقوم بمهمته الوظيفية المذكورة وليكون بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة على أرض فلسطين وفي قلب الشرق الأوسط وفي قلب سرّة العالم ومفتاح طرق تجارتها الدولية ومعابرها ومضائقها.. وعندما جاءت الهدية للصهاينة لم يرفضوها.. بل لقد أغراهم دعم الغرب اللامحدود وبخاصة دعم بريطانيا ثم دعم أمريكا بالتمدد والتمطط ليضعوا أيديهم على كامل الجغرافيا الفلسطينية وعلى أجزاء من دول الجوار العربي.. بل وليتطلعوا بعد ذلك إلى ما يسمونه «إسرائيل الكبرى» التي تمتد من النيل إلى الفرات وقد أغراهم في ذلك ضعف العرب وتشظيهم بين خائن منبطح وبين ضعيف مطبّع وبين رافض بلا حول ولا قوّة..
في نهاية المطاف آلت الأمور إلى نتنياهو الذي كان يحلم بإطلاق دولاب «إسرائيل الكبرى» انطلاقا من إعادة بسط سيطرته على قطاع غزة التي كان سلفه شارون قد اطلق عليها وصف «عش الدبابير» وهو يهرب منها عام 2005.. لكن حلمه سرعان ما تحول إلى كابوس مرعب.. حين باغتته فصائل المقاومة الفلسطينية ذات 7 أكتوبر 2023 بـ«طوفان الأقصى».. الذي بات يتهدده مصير هولاكو وريتشارد قلب الأسد ونابليون وباقي الغزاة والطغاة الذين حدثتهم أنفسهم وأحلام اليقظة بالتمدّد داخل فلسطين.
فمنذ السابع من أكتوبر 2023 والمقاومة الفلسطينية تسومه وتسوم آلته الحربية وعساكره سوء العذاب.. وهي ما فتئت تلحق به الهزيمة تلو الهزيمة إلى أن وضعته في النهاية على حافة الانهيار الكبير وعلى حافة الهزيمة المدوية.. هزيمة انكسار واندحار واندثار الكيان كطليعة للمشروع الصهيوني وكرأس حربة للهيمنة الغربية على الشرق الأوسط وعلى منطقتنا العربية.
ومازال نتنياهو يتلقّى الضربات القاصمة والنكسات من هزائم ومن استقالات ومن حل لما سمّي مجلس الحرب ومازال شعب الجبارين ورجال الله في المقاومة الفلسطينية يمرغون أنفه في أوحال غزّة.. وما زال الخناق يضيق عليه ليضعه أمام مصيره المحتوم: هزيمة مذلة وانكسار مدو واستراحة أبدية في مزابل التاريخ ليلقى نفس مصير من سبقوه من الطغاة والجبابرة.
عبد الحميد الرياحي