مع الشروق : سياســـة البلطجــــــة
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/10/19
أمريكا تفرض خياراتها غصبا عن إرادة شعوب الشرق الأوسط، وأمريكا تريد فرض خياراتها في شرق أوروبا وورطت بلدا آمنا هو أوكرانيا في نزاع مدمّر مع جارتها روسيا، وأمريكا تريد إشعال فتيل أزمة في بحر الصين الجنوبي من اجل عيون تايوان، وحتى تفرض خيارتها على شعوب اقصى الشرق الآسيوي. وهي تريد استعادة قاعدة باغرام العسكرية في أفغانستان من أجل أن تجد لها موقعا في الصراع مع الصين وتقترب أكثر من محاصرة الغول الاقتصادي الذي يهدد عرشها.
إنها سياسة البلطجة التي تمارسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبسببها دمّرت دول وأبيدت شعوب. الخيارات شديدة الوضوح والرئيس الأمريكي لا يخفي شيئا في تصنيف الأعداء والحلفاء، وهو لن يتراجع عن هذه السياسات إن لم تعل القوى الأخرى نبرة صوتها وتظهر مواقفها بطريقة أكثر صرامة وأكثر حدة إن لزم الأمر لتلجم الصلف الأمريكي تجاه بقية شعوب العالم. الحقيقة أن ردة فعل القوى الكبرى وعلى رأسها الصين وروسيا مازالت ضعيفة وهي تتجنب الصدام مع واشنطن بشكل مباشر رغم علمها أن الأزمات التي يقع إشعالها هنا و هناك ليست إلاّ بيد أمريكية سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
خلال شهر سبتمبر الماضي شهدت أروقة الأمم المتحدة صفعة قوية للكيان الصهيوني باعتراف الدول بفلسطين ولكن الصفعة كانت موجهة في الحقيقة للراعي وليس للرعية، فواشنطن وجدت نفسها في عزلة حقيقية عندما اتحد العالم ضدها وعندما وقف حلفاؤها الأقربون في الصف المقابل، وتلك كانت إشارة إلى أنه يمكن لجم الصلف الأمريكي واحتواء البطش الغربي في رأس حربته الأمريكية، واستفاقة الشعوب الغربية في الملف الفلسطيني أكبر دليل على أن التحرر العالمي وإصلاح بنية العلاقات الدولية هو امر ممكن وليس مستحيلا كما تسعى الإدارة الأمريكية إلى ترويجه وإحباط العزائم.
إن التهديد الآن بإشعال النزاع الأوكراني بتسليح كييف بصواريخ طويلة المدى الأمريكية معناه أن واشنطن ماضية في خيارات بايدن حتى إن كانت تعلن غير ذلك وترامب الذي قال إنه سينهي الصراع في أربع وعشرين ساعة إنما هو في حقيقة الأمر يجر العالم كما سلفه إلى هوة سحيقة من الكراهية والصراع الدموي الذي لن ينتهي إلا بدمار الكون.
كمال بالهادي
أمريكا تفرض خياراتها غصبا عن إرادة شعوب الشرق الأوسط، وأمريكا تريد فرض خياراتها في شرق أوروبا وورطت بلدا آمنا هو أوكرانيا في نزاع مدمّر مع جارتها روسيا، وأمريكا تريد إشعال فتيل أزمة في بحر الصين الجنوبي من اجل عيون تايوان، وحتى تفرض خيارتها على شعوب اقصى الشرق الآسيوي. وهي تريد استعادة قاعدة باغرام العسكرية في أفغانستان من أجل أن تجد لها موقعا في الصراع مع الصين وتقترب أكثر من محاصرة الغول الاقتصادي الذي يهدد عرشها.
إنها سياسة البلطجة التي تمارسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبسببها دمّرت دول وأبيدت شعوب. الخيارات شديدة الوضوح والرئيس الأمريكي لا يخفي شيئا في تصنيف الأعداء والحلفاء، وهو لن يتراجع عن هذه السياسات إن لم تعل القوى الأخرى نبرة صوتها وتظهر مواقفها بطريقة أكثر صرامة وأكثر حدة إن لزم الأمر لتلجم الصلف الأمريكي تجاه بقية شعوب العالم. الحقيقة أن ردة فعل القوى الكبرى وعلى رأسها الصين وروسيا مازالت ضعيفة وهي تتجنب الصدام مع واشنطن بشكل مباشر رغم علمها أن الأزمات التي يقع إشعالها هنا و هناك ليست إلاّ بيد أمريكية سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
خلال شهر سبتمبر الماضي شهدت أروقة الأمم المتحدة صفعة قوية للكيان الصهيوني باعتراف الدول بفلسطين ولكن الصفعة كانت موجهة في الحقيقة للراعي وليس للرعية، فواشنطن وجدت نفسها في عزلة حقيقية عندما اتحد العالم ضدها وعندما وقف حلفاؤها الأقربون في الصف المقابل، وتلك كانت إشارة إلى أنه يمكن لجم الصلف الأمريكي واحتواء البطش الغربي في رأس حربته الأمريكية، واستفاقة الشعوب الغربية في الملف الفلسطيني أكبر دليل على أن التحرر العالمي وإصلاح بنية العلاقات الدولية هو امر ممكن وليس مستحيلا كما تسعى الإدارة الأمريكية إلى ترويجه وإحباط العزائم.
إن التهديد الآن بإشعال النزاع الأوكراني بتسليح كييف بصواريخ طويلة المدى الأمريكية معناه أن واشنطن ماضية في خيارات بايدن حتى إن كانت تعلن غير ذلك وترامب الذي قال إنه سينهي الصراع في أربع وعشرين ساعة إنما هو في حقيقة الأمر يجر العالم كما سلفه إلى هوة سحيقة من الكراهية والصراع الدموي الذي لن ينتهي إلا بدمار الكون.
كمال بالهادي
