مع الشروق ..بايدن ينحني للعاصفة
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/07/23
بعد أخذ وردّ وضغوط هائلة من الحزب الديمقراطي وداعميه، انحنى الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرا للعاصفة وقرّر الانسحاب من السباق الرئاسي في مواجهة الخصم الجمهوري اللدود دونالد ترامب.
بايدن لم يجد بدّا من رمي المنديل بعد رحلة كفاح وعناد في مواصلة السباق الرئاسي والفوز بولاية ثانية، وبالتالي أصبح الرئيس الثاني عشر في تاريخ أمريكا الذي يفشل في الفوز بولاية ثانية والرئيس السادس الذي يرفض حزبه ترشيحه لولاية ثانية.
هناك العديد من الأسباب التي أسقطت بايدن من السباق الرئاسي وربّما لاحقا من الرئاسة في ما تبقى من عهدته، في ظلّ إصرار الديمقراطيين على الاطاحة به قبل الموعد الانتخابي الكبير.
لعلّ أوّل الأسباب وأبرزها هي المناظرة الكارثية التي أجراها بايدن ضدّ خصمه الجمهوري ترامب في 27 جوان الماضي، والتي كانت بمثابة بداية السقوط الحقيقي حيث ظهر بايدن هزيلا وضعيف الأداء واكتسحه خصمه ترامب بقوة.
وخلال المناظرة أيضا ، بدا المرشح الديمقراطي في كثير من الأحيان مرتبكا، بينما فرض ترامب أسلوبه إلى حد كبير، ووفقاً لاستطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" لمتابعي المناظرة، كان الحكم واضحا، فقد رأى ثلثاهم أن دونالد ترامب فاز بالمباراة.
منذ تلك اللحظة تهاطلت "السكاكين" السياسية منها والاعلامية والاقتصاديةعلى بايدن، فمن جهة بدأ الديمقراطيون في رفع أصواتهم المشككة والمطالبة بالانسحاب وعلى المنوال ذاته شككت كبرى الصحف في أهلية بايدن في مصارعة ترامب، ومن جهة أخرى بدأ الداعمون الماليون للديمقراطيين في الانسحاب، الواحد تلو الآخر.
ولعلّ أبرز مثال عن وضع الداعمين الماليين، ما حصل الآن مع كامالا هاريس حيث ما إن أعلن بايدن انسحابه وترشيح هاريس، حتى انهالت الأموال وجمع الحزب الديمقراطي في يوم واحد 47 مليون دولار.
بالإضافة الى ذلك، تعالت الأصوات حتى من داخل "هوليوود" والتي لها دور كبير في هذه المعارك السياسية حيث يصطف الممثلون المشهورون مع أحد الحزبين، وفي هذا الاطار دعا الممثل جورج كلوني الرئيس الأمريكي إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض في مقال نشر يوم 10 جويلية في صحيفة "نيويورك تايمز"، وقال "أنا أحب جو بايدن، لكننا بحاجة إلى مرشح جديد".
وبالعودة الى الرفض داخل الحزب الديمقراطي لترشّح بايدن، فإن الضربة الحقيقية أتت من نانسي بيلوسي الديمقراطية ذات الوزن الكبير داخل الحزب، والتي كانت من أولى الشخصيات التي أبدت تحفظاتها بشأن الحفاظ على ترشيح جو بايدن. وأعلنت الرئيسة السابقة لمجلس النواب أن "الأمر متروك للرئيس ليقرّر ما إذا كان سيرشح نفسه".
الأمر ذاته جاء من الرئيس الأمريكي الأسبق الديمقراطي باراك اوباما، حيث أعرب صراحة عن شكوكه بشأن "جدوى" ترشيح جو بايدن وهو ما زاد من سيل المشكّكين.
السبب الثاني والمهم أيضا، والذي تلا المناظرة الكارثية مباشرة، هو زلاّت بايدن وحركاته غير المفهومة، ففي وقت كان فيه الديمقراطيون ينتظرون الطمأنة من بايدن على وضعه الصحي وتدارك تلك المناظرة مع ترامب، وقع الرئيس مجدّدا في المحظور.
فبعد فترة وجيزة من المناظرة وفي قمة الناتو، وجّه بايدن لنفسه هذه المرة طعنة قاتلة، من خلال الخلط بين اسمي الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يصحح الوضع.
كان واضحا في الفترة أن "الحمار" الديمقراطي غير قادر على مجابهة "الفيل" الجمهوري المندفع بقوة وبشراهة للسلطة، لذلك يبدو أن بايدن قد خيّر إنقاذ حزبه بعد أن خسر نفسه في هذا الصراع السياسي، ولكن السؤال هو هل كان القرار متأخّرا؟ وما تداعياته على الحزب وعلى المرشّح البديل؟
بدرالدّين السّيّاري
بعد أخذ وردّ وضغوط هائلة من الحزب الديمقراطي وداعميه، انحنى الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرا للعاصفة وقرّر الانسحاب من السباق الرئاسي في مواجهة الخصم الجمهوري اللدود دونالد ترامب.
بايدن لم يجد بدّا من رمي المنديل بعد رحلة كفاح وعناد في مواصلة السباق الرئاسي والفوز بولاية ثانية، وبالتالي أصبح الرئيس الثاني عشر في تاريخ أمريكا الذي يفشل في الفوز بولاية ثانية والرئيس السادس الذي يرفض حزبه ترشيحه لولاية ثانية.
هناك العديد من الأسباب التي أسقطت بايدن من السباق الرئاسي وربّما لاحقا من الرئاسة في ما تبقى من عهدته، في ظلّ إصرار الديمقراطيين على الاطاحة به قبل الموعد الانتخابي الكبير.
لعلّ أوّل الأسباب وأبرزها هي المناظرة الكارثية التي أجراها بايدن ضدّ خصمه الجمهوري ترامب في 27 جوان الماضي، والتي كانت بمثابة بداية السقوط الحقيقي حيث ظهر بايدن هزيلا وضعيف الأداء واكتسحه خصمه ترامب بقوة.
وخلال المناظرة أيضا ، بدا المرشح الديمقراطي في كثير من الأحيان مرتبكا، بينما فرض ترامب أسلوبه إلى حد كبير، ووفقاً لاستطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" لمتابعي المناظرة، كان الحكم واضحا، فقد رأى ثلثاهم أن دونالد ترامب فاز بالمباراة.
منذ تلك اللحظة تهاطلت "السكاكين" السياسية منها والاعلامية والاقتصاديةعلى بايدن، فمن جهة بدأ الديمقراطيون في رفع أصواتهم المشككة والمطالبة بالانسحاب وعلى المنوال ذاته شككت كبرى الصحف في أهلية بايدن في مصارعة ترامب، ومن جهة أخرى بدأ الداعمون الماليون للديمقراطيين في الانسحاب، الواحد تلو الآخر.
ولعلّ أبرز مثال عن وضع الداعمين الماليين، ما حصل الآن مع كامالا هاريس حيث ما إن أعلن بايدن انسحابه وترشيح هاريس، حتى انهالت الأموال وجمع الحزب الديمقراطي في يوم واحد 47 مليون دولار.
بالإضافة الى ذلك، تعالت الأصوات حتى من داخل "هوليوود" والتي لها دور كبير في هذه المعارك السياسية حيث يصطف الممثلون المشهورون مع أحد الحزبين، وفي هذا الاطار دعا الممثل جورج كلوني الرئيس الأمريكي إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض في مقال نشر يوم 10 جويلية في صحيفة "نيويورك تايمز"، وقال "أنا أحب جو بايدن، لكننا بحاجة إلى مرشح جديد".
وبالعودة الى الرفض داخل الحزب الديمقراطي لترشّح بايدن، فإن الضربة الحقيقية أتت من نانسي بيلوسي الديمقراطية ذات الوزن الكبير داخل الحزب، والتي كانت من أولى الشخصيات التي أبدت تحفظاتها بشأن الحفاظ على ترشيح جو بايدن. وأعلنت الرئيسة السابقة لمجلس النواب أن "الأمر متروك للرئيس ليقرّر ما إذا كان سيرشح نفسه".
الأمر ذاته جاء من الرئيس الأمريكي الأسبق الديمقراطي باراك اوباما، حيث أعرب صراحة عن شكوكه بشأن "جدوى" ترشيح جو بايدن وهو ما زاد من سيل المشكّكين.
السبب الثاني والمهم أيضا، والذي تلا المناظرة الكارثية مباشرة، هو زلاّت بايدن وحركاته غير المفهومة، ففي وقت كان فيه الديمقراطيون ينتظرون الطمأنة من بايدن على وضعه الصحي وتدارك تلك المناظرة مع ترامب، وقع الرئيس مجدّدا في المحظور.
فبعد فترة وجيزة من المناظرة وفي قمة الناتو، وجّه بايدن لنفسه هذه المرة طعنة قاتلة، من خلال الخلط بين اسمي الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يصحح الوضع.
كان واضحا في الفترة أن "الحمار" الديمقراطي غير قادر على مجابهة "الفيل" الجمهوري المندفع بقوة وبشراهة للسلطة، لذلك يبدو أن بايدن قد خيّر إنقاذ حزبه بعد أن خسر نفسه في هذا الصراع السياسي، ولكن السؤال هو هل كان القرار متأخّرا؟ وما تداعياته على الحزب وعلى المرشّح البديل؟
بدرالدّين السّيّاري
