مع الشروق.. الفلاحــة وتدميــر المنظومــــات...

مع الشروق.. الفلاحــة وتدميــر المنظومــــات...

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/10/17

طيلة عشر سنوات تعاقبت فيها الحكومات على تونس عرف  القطاع الفلاحي تدميرا لم يسبق له مثيل في تاريخ الدولة التونسية طال كل منظومات الإنتاج ، اليوم في تونس صار القطاع الفلاحي مهددا بالانهيار الشامل.
صيحات الفزع أطلقها اتحاد الفلاحين الذي يتحمل هو الآخر جزءا كبيرا من الأزمة فقد تم في العشر سنوات الأخيرة الاستحواذ عليه من طرف قيادة تابعة لحزب حركة النهضة كان هدفها في سنة 2011السيطرة على المنظمات الوطنية ثم تسخيرها لخدمة أجنداتها السياسية والحزبية ، اتحاد الفلاحين كان الحصن الذي يدافع عن الفلاحين وعن منظومات الانتاج تحول الآن الى منظمة حزبية فإنهار القطاع الذي يعد أهم واكبر قطاعات الانتاج والتشغيل في تونس.
الفلاحون في تونس أفلسوا وأغلبهم تخلى عن النشاط الفلاحي لغياب هياكل تدافع عنهم وتحميهم وتحافظ على منظومات الإنتاج.
إنقاذ الفلاحة اليوم أولوية مطلقة للحكومة الجديدة قبل أن يحصل الانهيار الكبير ،فالقطاع الفلاحي يساهم بأكثر من 12 بالمائة في الناتج المحلي ويشغل حوالي 15 بالمائة من اليد العاملة في تونس وهو رقم كبير وبإمكان القطاع الفلاحي ان يشغل أكثر من 20 بالمائة من اليد العاملة.
لكن في تونس أكثر من 500 الف هكتار من اراضي الدولة الزراعية مهملة الى جانب الاف الهكتارات والضيعات الخاصة التي هجرها أصحابها وصارت خارج منظومة الإنتاج وبالرغم من ترسانة القوانين والتشريعات التي تزخر بها الدولة التونسية الا أن جميعها خارج التطبيق ومكانها في رفوف المكاتب فقط.
أنقذوا الفلاحة هذا هو الشعار الذي يجب أن يرفعه الشعب حتى لايصبح مهددا بالمجاعة ، تونس اليوم ميزانها التجاري يعاني من العجز الكبير والمزمن وغدا ستضطر الى توريد كل غذائها اذا واصلنا في تدمير قطاعنا الفلاحي.
ملف اتحاد الفلاحين يجب أن يفتح بكل تفاصيله وخفاياه ،ما حدث لهذة المنظمة العريقة في سنة 2011كان مظلمة كبيرة يعاني من تأثيراتها كل الفلاحين الى اليوم.
بلدان أخرى كنا نتفوق عليها في المجال الزراعي اليوم سبقتنا بأحقاب ومنها دول إفريقية كانت ترسل ابناءها لدراسة العلوم الزراعية في تونس.
متى يستيقظ هذا الشعب ومتى تدرك الحكومة أنها أمام ملف هو الأخطر ولابد من التحرك لإنقاذه.
سفيان الأسود

تعليقات الفيسبوك