هوة الخلاف بين المنظمة الشغيلة ورئيس الدولة تزداد توسعا..فالاتحاد يلوّح بالتصعيد ويدين الرئيس على خلفية تصريحاته بثكنة العوينة ..وقيس سعيد يعتبر في المقابل أن من " يهدد بقطع الطريق السيارة لا يمكن أن يبقى خارج المساءلة"  مضيفا أن الحق النقابي مكفول بالدستور، لكن الحق الدستوري لا يمكن أن يتحول إلى غطاء لمآرب سياسية ..
بيان الهيئة الإدارية للإتحاد العام التونسي للشغل الحريص على التهدئة رأى في هذا التصريح تحريضا وتجييشا ضد مكونات المجتمع المدني من ناحية وبداية لضرب الحق النقابي في محاولة يائسة لثني المنظمة النقابية عن دورها الوطني وسعي محموم لتحديد مربّع نشاطها حسب نص البيان الذي أضاف أن منظمة حشاد "ستظلّ ملتزمة بقضايا بلادنا ومهتمّة بالشأن السياسي ومشاركة بفاعلية في إنقاذه وبنائه وتقدّمه".
وتحدث البيان عن "تشنج السلطة" ضدّه وفسر ذلك بمواقفه الرافضة لإملاءات صندوق النقد الدولي الداعية لرفع الدعم وبيع المؤسّسات العمومية وتجميد الانتدابات وتخفيض كتلة الأجور ومزيد إغراق البلاد في التداين، وكذلك بسبب توجّه الاتحاد مع شركائه في صياغة مشروع حوار وطني للإنقاذ.
الحوار الوطني المرفوض من الرئيس شكلا وأصلا يعتبره الاتحاد السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تمرّ بها البلاد والتي وصفها بالمعقدة، معتبرا ما يجري في البلاد منذ أشهر، وخاصة بعد المشاركة الهزيلة في الانتخابات التشريعية بدورتيها وعزوف غالبية التونسيات والتونسيين عن مراكز الانتخاب ورفضهم للسياسة المتوخاة وخاصة سياسة التفقير المسلّطة عليهم، هو انحراف عن مسار تصحيحي أمل فيه التونسيات والتونسيون ودعمته القوى الوطنية لكنّه خذلهم وعمّق أزمتهم ومعاناتهم تحت شعارات شعبوية وحروب وهمية تهمّش قضاياهم الاجتماعية الحقيقية دائما حسب نص البيان. 
الاتحاد أكد في بيانه على  تصميمه على التقدّم بمشاريع متكاملة وحلول عميقة تنقذ البلاد من أزمتها المتشعّبة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتتجاوز حالة العطالة القائمة وتتصدّى إلى نزعات العودة إلى الاستبداد وتقطع في نفس الوقت مع عشرية غلب عليها الفشل والتخبّط وتعمل من أجل إرساء العدالة الاجتماعية.
وعبر لإتحاد عن رفضه لما سماه بالاستهداف وتجنّده للتصدّي له بكلّ الأشكال السلمية مذكرا بتاريخ المنظّمة وبنضالها وبصمودها ضدّ كلّ المناورات وبأنّ محاولات الإرباك والتشكيك لن تزيده إلاّ ثباتا على مبادئه وتمسّكا بمواقفه ونضالا في صفوف شعبنا ضدّ الاستبداد ورهن البلاد دائما حسب نص البيان.
ولئن اتجه بيان الإتحاد رأسا إلى رئيس الدولة ، فإن الرئيس بدا غير مكترث ومهتم أصلا ، ليتجه يوم الجمعة تزامنا مع اجتماع الهيئة الإدارية للإتحاد العام التونسي للشغل إلى  تدشين للطريق السيارة قابس رأس جدير وكأنه يريد القول سائرون في طريقنا السيارة ولا مجال للالتفات يمينا أو يسارا، أو العودة إلى الوراء ، فالمرآة المعاكسة لدينا معطلة ..
راشد شعور