مع الشروق .. الزنتان، رجّة سياسية في ليبيا

مع الشروق .. الزنتان، رجّة سياسية في ليبيا

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/04/21

أثار البيان الذي أعلنته قبائل الزنتان و الذي دعت فيه لتوحيد الصف الليبي، و تجاوز الخلافات التي دمرت البلاد و الإسراع بإنجاز الانتخابات الرئاسية و البرلمانية  في البلاد، الكثير من ردود الأفعال الإيجابية في أوساط المجتمع الليبي، خاصة بعد أنّ تيقن الليبيون أنّ المضي في هذه الطريق من التشرذم و الانقسام لن يقود إلاّ إلى طريق مسدود، بل إنهم بلغوا فعلا نهاية هذه الطريق. 
واللافت في هذا البيان أنّ الزنتان قد أعلنت خيارها و مرشحها للرئاسيات و هو الدكتور  سيف الإسلام القذافي و قالت إنه رجل الوحدة و المصالحة. و الحقيقة أن هذه الخطوة لم تكن مفاجئة، ولكن توقيتها  يبدو مهما حيث أنّ استقالة باتيلي  المبعوث الأممي و المناقشات داخل مجلس الأمن رفعت صوت المصالحة الليبية، ذلك أن ممثل روسيا على سبيل المثال طالب بمصالحة شاملة بما في ذلك النظام السابق، وهذه مساندة ضمنية  لخيار سيف الإسلام القذافي، الذي تجتمع حوله أصوات محلية وحتى إقليمية و دولية في الآونة الأخيرة، غايتها دراسة ممكنات التوافق  مع هذه الشخصية مستقبلا. 
إنّ بيان الزنتان، يشكلّ فعلا  رجّة  سياسية في ليبيا لحالة الخمول السياسي ورسالة واضحة  في وجهة المبعوثة الأممية الجديدة خليفة باتيلي وهي الأمريكية من أصل لبناني  سيتفانى خوري، بأن مصيرها ومشاريعها الأنقلوسكسونية ستسقط على جدران طرابلس كما سقطت  مخططات المبعوثين السابقين الذين كانوا مجرد موظفين لدى سفارتي  بريطانيا و الولايات المتحدة. 
وهذا البيان هو التزام صريح بأن أي مشروع سياسي في ليبيا لن  ينجح ما لم تترك الفرصة أمام الشعب الليبي لاختيار حرّ ومسؤول لمن سيقوده مستقبلا بعد تجربة  سنوات الجمر التي عانى فيها الليبيون ضنك العيش في دولة يفترض أنها من أكثر دول العالم ثراء. هذه الرجّة ستكون لها تبعاتها  في المستقبل القريب، وذلك لوجود الكثير من التحديات و الفرص التي تستوجب من الليبيين الارتقاء فوق مصالحهم الذاتية و الضيقة من أجل إنقاذ وطن تتقاذفه صراعات القوى الكبرى و تنذر  بحرب دموية على أرضه. فمن التحديات أن الوضع الاجتماعي الداخلي  بات على صفيح ساخن بعد أنّ تم نهب البلاد وثرواتها و مواردها المالية الهائلة فيما يعيش الليبيون  على الكفاف. أما التحدي الثاني فيتمثل في أنّ حدة الصراع بين روسيا و الغرب بلغت أقصى درجاتها في ليبيا وهي تهدد "بأوكرانيا جديدة" ، ولن تكون الضحية سوى الشعب الليبي، وهذا يستدعي الإسراع بإيجاد قوة وطنية  ليبية  تقود البلاد في هذه العاصفة، وتعيد للشعب الليبي سيادته وسيطرته على موارده. أما الفرص السانحة، فتتمثّل في ارتخاء قبضة  المعسكر  الغربي على مصير شعوب العالم بعد هزيمته في أوكرانيا وغزة. و الشعب الليبي عليه أن يختار قيادة ويصطف وراءها حتى يستعيد  حريته وسيادته.               
كمال بالهادي    
 

تعليقات الفيسبوك