مع الشروق .. أمريكا.. بهلوان في سرك عالمي !!

مع الشروق .. أمريكا.. بهلوان في سرك عالمي !!

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/07/10

لا تقولون أن الإدارة الأمريكية لا تملك قلبا..
فهي تملك قلبا وعواطف وهوى لكنها كلها صهيونية. وتملك عيونا وعقولا تقارب وتقيم بها الأحداث لكنها تقارب الأشياء بالمقلوب. بحيث يجب علينا نحن العرب أن «نستقيم» على أيدينا وأن نمشي عليها (بدل الرجلين) لفهم المنطق الأمريكي الذي يتفانى في نصرة الكيان الصهيوني «ظالما وظالما» وفي التغطية على جرائمه البشعة حتى وإن ارتقت إلى مرتبة جرائم الإبادة الجماعية وصنفت على أنها جرائم ضد الإنسانية..
في حين يواصل الكيان الصهيوني حرب الإبادة في قطاع غزة ليتجاوز عدد الشهداء والجرحى المائة ألف علاوة على الأضرار الأخرى في المنازل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية.. وفي الوقت الذي تنتفض فيه شعوب العالم ضد الغطرسة الصهيونية.. وفي حين يشاهد العالم على الهواء مباشرة كيف يتخذ الجيش الصهيوني من الأسرى الفلسطينيين دروعا بشرية عند دخوله الأنفاق.. في هذا الوقت تضرب الإدارة الأمريكية «أخماسها في أسداسها» وتطلع علينا بموقف أقل ما يقال فيه أنه مشين ومهين لدولة في حجم الولايات المتحدة الأمريكية.
فقد طلع أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية واجتهد أمام عدسات التصوير في تغطية الشمس بغربال.. من خلال القول بأن إدارته ليست متأكدة بأن ما يرتكبه الصهاينة في غزة يرتقي إلى مرتبة جرائم الإبادة الجماعية وأن إدارته الموقرة مازالت (بعد عشرة أشهر من العدوان الشامل) تجمع المعطيات حتى تصنّف ما يجري في الأراضي الفلسطينية.. صاحبنا أضاف وهو تحت تأثير «الجرعات الصهيونية» التي شربها على ما يبدو قبل مواجهة وسائل الاعلام بأن إدارته توصي في كل الأحوال حليفها الاسرائيلي باحترام قواعد وأخلاقيات الحرب في إدارتها للحرب على غزة.
هذا الموقف المضحك ـ المبكي يطرح الكثير من الأسئلة:
ـ كم يجب أن يطول العدوان الصهيوني على أكثر من مليوني مواطن في غزة حتى تستكمل الإدارة الأمريكية جمع الأدلة لتصنف حقيقة ما يجري؟
ـ كم يجب أن يقتل من كهل ومن امرأة ومن طفل ومن رضيع ومن شاب حتى تدرك الإدارة الأمريكية أن ما يقترفه الصهاينة هو جرائم إبادة موصوفة تدركها حتى العين المجرّدة ولا تحتاج إلى أدلّة وصور ووثائق؟
ـ عندما تتحدث إدارة بايدن عن قوانين وأخلاقيات الحرب فإننا نسألها: وهل تملك هي المسوّغ الأخلاقي والقانوني لتفتي في هذا المجال وهي التي غزت العراق بعد حصار دام 12 عاما وقتلت أكثر من مليوني مواطن عراقي بالحصار والتجويع وبالصواريخ والقنابل ودمّرت بلدا واجتثثت مؤسساته وأعدمت قياداته بلا مسوّغ أخلاقي أو قانوني وبلا عطاء في الشرعية الدولية؟
ـ هل يملك من ضرب اليابان بالنووي ومن دمّر فيتنام والعراق وسوريا وأفغانستان رصيدا يخوله للخوض في حديث القوانين والأخلاقيات زمن الحرب؟
ـ وإذا كانت ذاكرة الإدارة الأمريكية.. قصيرة فإننا نذكرها ونقول لها هل يملك مرتكبو فظاعات سجن أبو غريب في العراق رصيدا أخلاقيا يسوّغ لهم الحديث عن فظاعات الصهاينة في سجن كبير اسمه غزة واسمه فلسطين المحتلة؟
ـ هل يملك من كدّس اللحم البشري (لحم الأسرى) أكواما وهم عراة في سجن أبو غريب وأطلق زنادقته ووحوشه يتسلون بمشهد أكوام اللحم البشري.. هل يملك من الأخلاق ما يخوّله لمنح شهادات البراءة للصهاينة والحال أن هذا الغصن من تلك الشجرة؟
انها أسئلة مستفزّة تثيرها سفسطات المسؤولين الأمريكيين وهم يتوارون خلف أقنعة لم تعد تكفي لتستر وجوههم القبيحة وأفعالهم الشريرة ويحاولون التغطية على فظاعات حليفهم الصهيوني وتبرير جرائمه البشعة في حق المواطنين العزّل.. ألا يكون من الأنسب لمسؤولي الإدارة الأمريكية أن يتطلعوا إلى وجوههم القبيحة في المرايا قبل أن يطلعوا لتصريف ذلك الكم من السخافات والسذاجات والأكاذيب والسفسطات أمام وسائل الاعلام وأمام كامل شعوب العالم عساهم يرون عوراتهم الكثيرة ويقتنعون بأن فاقد القيم والأخلاق هو آخر من يمكنه اعطاء الدروس والمواعظ.. وبأن بلادهم أصبحت بميزان القيم ومقتضيات القانون الدولي وحقوق الإنسان أشبه شيء ببهلوان في سرك عالمي.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك