مع الشروق ..أخلاقنـــا وأخلاقهــــم

مع الشروق ..أخلاقنـــا وأخلاقهــــم

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/11/30

لم يسبق للكيان الصهيوني الغاصب أن تلقى هذا الكيل من الصفعات على امتداد تاريخه المليء بالإجرام مثلما تلقاه في عدوانه الآثم الأخير على غزة وهو يعُدُّ خسائره المتلاحقة العسكرية منها والاقتصادية والسياسية وهو من كان يمني النفس بالقضاء على المقاومة الفلسطينية التي أسقطت عنه كل تلك الشعارات الزائفة التي كان يتغطى بها ويسوقها للخارج.
ولطالما عمل المحتل على أن يبرز نفسه في صورة الحامل للواء الحضارة والإنسانية والمدافع عنها ضد العرب الهُمّج والتي كانت تلقى هوى في نفوس بعض الأنظمة الغربية التي لم تجد إلى الآن حرجا في الدفاع عن إسرائيل رغم كل ما تقترفه من اعتداءات فاقت الوصف وستنقلب عليها كل تلك المواقف إن عاجلا أو آجلا.
كلّ تلك الانكسارات التي لحقت بالصهاينة في أبعادها المختلفة وعلى أهميتها القصوى لا تساوي شيئا أمام الصفعات الأخلاقية والاتصالية التي كبدتها إياها المقاومة الفلسطينية التي كشفت الوجه القبيح والحقيقي للكيان المحتل أمام العالم بأسره الذي انحاز انحيازه الأعمى لكل تلك السرديات الممجوجة التي لطالما رددتها إسرائيل وخدّرت بها الرأي العام الغربي.
وهو ذات الرأي العام الذي ينتفض اليوم في أكبر العواصم والمدن الغربية تنديدا بالجرائم البشعة التي يمارسها جيش الاحتلال الذي لم يكفه فشله العسكري والاستخباراتي ولكنه أصبح أضحوكة لدى الجميع لأراجيفه وأكاذيبه التي لا تنطلي حتى على الأبله.
والثابت أن عمليات تبادل الأسرى والرهائن بين الكيان المحتل وفصائل المقاومة الفلسطينية نزعت عنهم ما بقي من أقنعة وجعلت العالم بأسره يقع في المقارنة بين أخلاق الصهاينة وأخلاق المقاومة من خلال تلك الصورة التي دارت وسائل الإعلام الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي للرهائن الإسرائيليين الذين تمت العناية بهم وإطعامهم وتوفير الخدمات الطبية لهم من طرف الفلسطينيين وبين الأسرى العرب الذين تم التنكيل بهم وتعذيبهم وضربهم في السجون الصهيونية.
ولم يخطر ببال الصهاينة وهم الذين تعودوا على الإمساك بخيوط اللعبة أن يتلقوا هذه الصفعة الأخلاقية التي أبانت سوأتهم وأثبتت مرة أخرى للرأي العام الدولي بشاعة هذا النظام العنصري المتطرف الذي لم يفعل طوال تاريخه سوى التقتيل والتهجير والاستيطان والاحتلال، وبيّنت في المقابل قدرة المقاومة الفلسطينية حسن إدارة المعركة في جانبها الاتصالي والتواصلي على المستويين الإقليمي والعالمي خصوصا والذي كان أحد أكبر عناوين الهزيمة للكيان الغاصب والذي سيكون له تداعياته المؤكدة في المرحلة القادمة.
هاشم بوعزيز
 

تعليقات الفيسبوك