مع الشروق.. «ثورة» على النّهب الأمريكي للثروات السورية

مع الشروق.. «ثورة» على النّهب الأمريكي للثروات السورية

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/03/28

تحت غطاء مواصلة محاربة تنظيم "داعش" الارهابي، بينما هو في الحقيقة لمواصلة نهب الثروات السورية من نفط وغاز وقمح، بات تواجد الاحتلال الامريكي في شمال شرق سوريا تحت رحمة الصواريخ والمسيّرات.
رغم حديث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الانسحاب من سوريا سنة 2019 حين قال وقتها، إن سوريا "ضاعت منذ زمن"، ولم يبق فيها إلا "الرمال والموت"، لكن لا ادارته ولا ادارة خلفه بايدن  نفّذت هذا الامر، وقد يكون سبب ذلك أمرين.
الأمر الأوّل هو تقدير عديد المصادر الرسمية أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا تسرق ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري، بينما تعيش الشعب السوري على وقع أزمة طاقة طاحنة.
أما الأمر الثاني الذي وطّن الأمريكيون في الشمال السوري فسببه محاولات كثيرة قام بها علماء أمريكيون للعثور على حل ينقذ المحاصيل الزراعية، وخاصة القمح، من تأثير ارتفاع درجات الحرارة وتوابعه، إلا أنهم عجزوا عن الوصول إلى نتيجة حتى اكتشفوا بذور لنبات من سوريا حققت هدفهم.
فقد اكتشف الباحثون في جامعة كنساس الأمريكية أن البذور السورية "الدوسر"، هي الوحيدة التي لم تصبها الآفات والحشرات من بين 20 ألف نوع آخر من النباتات تم تدميرها بسبب تلك الآفات، في تجربة أجريت بحقل مغطى بولاية كنساس الأمريكية.
لكنّ هذا الاستيطان الأمريكي بات اليوم أمام تغيّرات كثيرة ومدعاة ريبة من الجميع في تلك المنطقة، اضافة الى سياسة التحالفات الدولية التي غيّرت بوصلة  حلفاء واشنطن تجاه عدوّها موسكو.
فواشنطن التي استغلّت الخلاف التركي السوري والحصار الدولي المضروب على دمشق من أجل مواصلة نهب الثروات السورية دون حسيب أو رقيب، أصبحت عبءا ثقيلا على الجميع في المنطقة من سوريا الى تركيا وصولا الى إيران.
ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطامح الى اعادة العلاقات مع الأسد، لم يعد يتحمّل الحماية الأمريكية للوحدات الكردية التي تعتبرها أنقرة ارهابية وهي محور رئيسي في المصالحة المرتقبة مع دمشق.
أما طهران التي خاضت فصائل موالية لها حليفة مع دمشق جولة قتال غير مسبوقة الأيام الماضية، فإنّها تريد التخلّص من التواجد الأمريكي في منطقة استراتيجية بين الحدود العراقية السورية.
ولأول مرة تتحوّل هذه الفصائل من الدفاع الى الهجوم، حيث بادرت بإمطار القواعد الأمريكية بالمسيّرات والصواريخ مما أدى إلى مقتل مُتعهّد، وإصابة خمسة جُنود أمريكيين حسب البيانات الرسميّة الأمريكيّة.
الدول الثلاث ونقصد سوريا وتركيا وإيران، باتت تشترك في هدف رئيسي وهو طرد القوات الأمريكية من الشمال السوري وفسح المجال لهدف آخر تشترك فيه نفس الدول أيضا وهو حلّ المشكل الكردي ومطالب الادارة الذاتية.
طبعا هذا كلّه يحدث تحت أعين و بمباركة روسية، حيث تريد موسك وبدورها اقتلاع النفوذ والسيطرة الأمريكية من سوريا من أجل تمتّع سوريا بثرواتها اولا، وثانيا من أجل رفع الغطاء عن الجماعات المسلحة والارهابية التي كثر الحديث عن توفير واشنطن غطاء لها.
الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة في ملف التواجد الأمريكي في الشمال السوري خاصة إذا ما تمّت المصالحة السورية التركية بصفة كاملة وعاد التنسيق بين البلدين على جميع المستويات بالإضافة الى تطورات الملف النووي الايراني.
بدرالدّين السّيّاري
 

تعليقات الفيسبوك