مع الشروق.أيتام... على مائدة الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر : 08:00 - 2020/11/04
وسط تجاذبات حادة وصلت حدّ التلويح بالتشكيك في نتائج الانتخابات.. ووسط أجواء مشحونة بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي دفعت شرائح كبيرة من الشعب الأمريكي إلى التخوف من انزلاق البلاد إلى أحداث عنف ومواجهات إثر إعلان النتائج.. وسط هذه الأجواء جرت الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية والتي ستفضي إلى إعادة انتخاب ترامب لولاية ثانية أو تصعيد الديمقراطي جو بادين إلى سدّة الحكم في البيت الأبيض..
الانتخابات الأمريكية لا تمثل حدثا أمريكيا وحسب. بل هي كذلك حدث عالمي لتشعب الرهانات والانتظارات من هذا الفريق أو ذاك. وأيضا لحجم الولايات المتحدة ودورها على الساحة الدولية وهي الامبراطورية التي تتدخل في شؤون وشجون كل دول العالم ولا تكاد تطير شاردة أو واردة دون تدخل أمريكي ودون وجود أصابع أمريكية تحرك خيوط اللعبة إما بصفة مباشرة أو عبر مريدين وبيادق وعملاء، وما أكثرهم في العالم.
أين العرب من كل هذا؟ وعلى من يراهنون في هذه الانتخابات؟ وفي أي سلة يضعون بيضهم إن كان لهم رهان أو كان لهم بيض يضعونه في هذه السلة أو تلك؟
لنتفق منذ البداية أن العرب وخاصة الأنظمة لم يعودوا فريقا واحدا ولم يعودوا يقفون في خندق واحد ليكون لهم رهان واحد أو خيار واحد. العرب تفرّقوا وتشتتوا مللا ونحلا وانقسموا إلى عرب يساندون ترامب ويراهنون على سياساته وعرب مستكينون تحت مظلة أمريكا أيا كان ساكن البيت الأبيض وعرب متحالفون مع أمريكا ضد من كانوا أشقاء لهم في العروبة وعرب حوّلوا بوصلتهم إلى تل أبيب لتكون هاديتهم إلى قلوب ساكني البيت الأبيض وقلوب اللوبيات الصهيونية الممسكة والمتحكمة في خيوط اللعبة السياسية داخل أمريكا.
ومن العرب أيضا من هم ضحايا أمريكا وضحايا السياسات الأمريكية بصرف النظر عن الفائز وعمن سوف يمسك بدفة الأمور في البيت الأبيض.. في طليعة هؤلاء نجد الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية. فمن يختار الفلسطينيون وهل يمكن أن يكون لهم نصيب في الرهان على هذا المرشح أو ذاك والرجلان في نهاية المطاف وجهان لعملة واحدة.. يستويان في دعم الكيان الصهيوني غاصب الأرض والحقوق وقاهر الشعب الفلسطيني ويبديان كل الحماس في اندفاعهم لتأمين التفوق العسكري للكيان الصهيوني على كل دول المنطقة ليواصل العربدة وتهويد الأرض.. ماذا يمكن أن ينتظره الفلسطينيون من إدارة أمريكا لا تسيّرها الأهواء بل الأهداف والخطط الاستراتيجية ولا يختلف الأمر بين جناحيها إلا من حيث الطريقة.. إذ ينحاز الجمهوريون إلى أسلوب الغطرسة والفجاجة من قبيل التحرّك بقوة نحو نقل السفارة إلى تل أبيب وإضفاء الشرعية على المستوطنات الصهيونية وعلى أراضي الجولان المحتل.. وكذلك من قبيل فرض تطبيع الدول العربية مع الصهاينة ليهنأ الصهاينة بالأرض وبالسلام معا.
علاوة على الفلسطينيين نجد الشعب السوري الذي يرزح جزء من أرضه تحت احتلال أمريكي مباشر يسرق نفطه وخيراته وبريعها يتآمر على وحدته ويخطط لفرض قيام دويلة كردية في مناطق خارجة عن سيطرة الدولة المركزية.. هذا علاوة على ما لحق سوريا من خراب ودمار بفعل مؤامرات أمريكا وتدخلها المباشر في الحرب العالمية التي استهدفت سوريا.. وما يلحقها من أذى بفعل الحصار الاقتصادي الخانق المفروض على شعبها.. فما الذي يمكن أن تنتظره سوريا من فوز هذا الفريق أو ذاك والاثنان رضعا حليب الصهيونية وتقودهما سياسات ومصالح استراتيجية لا تعترف بالدول القوية والمؤثرة مثل سوريا ولا يزيد الفرق بينهما على الطريقة والأسلوب المتبعين لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية التي تقودها بوصلة «الشرق الأوسط الكبير» وما يقتضيه من اضعاف الدول وانهاكها لاخضاعها إلى مشرط «التقسيم وإعادة التشكيل»...
انها متاهة يدخلها العرب كل أربع سنوات لا يستفيقون منها إلا وهم أكثر فرقة وضياعا وهوانا.. وارتهانا لأمريكا وأكثر انخراطا في مخططاتها وأكثر ابتعادا عن جوهر قضاياهم وفي القلب منها قضية فلسطين وقضية القدس وقضية الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..
عبد الحميد الرياحي
وسط تجاذبات حادة وصلت حدّ التلويح بالتشكيك في نتائج الانتخابات.. ووسط أجواء مشحونة بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي دفعت شرائح كبيرة من الشعب الأمريكي إلى التخوف من انزلاق البلاد إلى أحداث عنف ومواجهات إثر إعلان النتائج.. وسط هذه الأجواء جرت الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية والتي ستفضي إلى إعادة انتخاب ترامب لولاية ثانية أو تصعيد الديمقراطي جو بادين إلى سدّة الحكم في البيت الأبيض..
الانتخابات الأمريكية لا تمثل حدثا أمريكيا وحسب. بل هي كذلك حدث عالمي لتشعب الرهانات والانتظارات من هذا الفريق أو ذاك. وأيضا لحجم الولايات المتحدة ودورها على الساحة الدولية وهي الامبراطورية التي تتدخل في شؤون وشجون كل دول العالم ولا تكاد تطير شاردة أو واردة دون تدخل أمريكي ودون وجود أصابع أمريكية تحرك خيوط اللعبة إما بصفة مباشرة أو عبر مريدين وبيادق وعملاء، وما أكثرهم في العالم.
أين العرب من كل هذا؟ وعلى من يراهنون في هذه الانتخابات؟ وفي أي سلة يضعون بيضهم إن كان لهم رهان أو كان لهم بيض يضعونه في هذه السلة أو تلك؟
لنتفق منذ البداية أن العرب وخاصة الأنظمة لم يعودوا فريقا واحدا ولم يعودوا يقفون في خندق واحد ليكون لهم رهان واحد أو خيار واحد. العرب تفرّقوا وتشتتوا مللا ونحلا وانقسموا إلى عرب يساندون ترامب ويراهنون على سياساته وعرب مستكينون تحت مظلة أمريكا أيا كان ساكن البيت الأبيض وعرب متحالفون مع أمريكا ضد من كانوا أشقاء لهم في العروبة وعرب حوّلوا بوصلتهم إلى تل أبيب لتكون هاديتهم إلى قلوب ساكني البيت الأبيض وقلوب اللوبيات الصهيونية الممسكة والمتحكمة في خيوط اللعبة السياسية داخل أمريكا.
ومن العرب أيضا من هم ضحايا أمريكا وضحايا السياسات الأمريكية بصرف النظر عن الفائز وعمن سوف يمسك بدفة الأمور في البيت الأبيض.. في طليعة هؤلاء نجد الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية. فمن يختار الفلسطينيون وهل يمكن أن يكون لهم نصيب في الرهان على هذا المرشح أو ذاك والرجلان في نهاية المطاف وجهان لعملة واحدة.. يستويان في دعم الكيان الصهيوني غاصب الأرض والحقوق وقاهر الشعب الفلسطيني ويبديان كل الحماس في اندفاعهم لتأمين التفوق العسكري للكيان الصهيوني على كل دول المنطقة ليواصل العربدة وتهويد الأرض.. ماذا يمكن أن ينتظره الفلسطينيون من إدارة أمريكا لا تسيّرها الأهواء بل الأهداف والخطط الاستراتيجية ولا يختلف الأمر بين جناحيها إلا من حيث الطريقة.. إذ ينحاز الجمهوريون إلى أسلوب الغطرسة والفجاجة من قبيل التحرّك بقوة نحو نقل السفارة إلى تل أبيب وإضفاء الشرعية على المستوطنات الصهيونية وعلى أراضي الجولان المحتل.. وكذلك من قبيل فرض تطبيع الدول العربية مع الصهاينة ليهنأ الصهاينة بالأرض وبالسلام معا.
علاوة على الفلسطينيين نجد الشعب السوري الذي يرزح جزء من أرضه تحت احتلال أمريكي مباشر يسرق نفطه وخيراته وبريعها يتآمر على وحدته ويخطط لفرض قيام دويلة كردية في مناطق خارجة عن سيطرة الدولة المركزية.. هذا علاوة على ما لحق سوريا من خراب ودمار بفعل مؤامرات أمريكا وتدخلها المباشر في الحرب العالمية التي استهدفت سوريا.. وما يلحقها من أذى بفعل الحصار الاقتصادي الخانق المفروض على شعبها.. فما الذي يمكن أن تنتظره سوريا من فوز هذا الفريق أو ذاك والاثنان رضعا حليب الصهيونية وتقودهما سياسات ومصالح استراتيجية لا تعترف بالدول القوية والمؤثرة مثل سوريا ولا يزيد الفرق بينهما على الطريقة والأسلوب المتبعين لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية التي تقودها بوصلة «الشرق الأوسط الكبير» وما يقتضيه من اضعاف الدول وانهاكها لاخضاعها إلى مشرط «التقسيم وإعادة التشكيل»...
انها متاهة يدخلها العرب كل أربع سنوات لا يستفيقون منها إلا وهم أكثر فرقة وضياعا وهوانا.. وارتهانا لأمريكا وأكثر انخراطا في مخططاتها وأكثر ابتعادا عن جوهر قضاياهم وفي القلب منها قضية فلسطين وقضية القدس وقضية الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..
عبد الحميد الرياحي
