احتضن بيت الشّعر بالقيروان أمسية شعرية  في إطار الدورة 27 من المهرجان الدّولي لربيع الفنون بالقيروان . افتتحت الأمسية مديرة بيت الشعر الشاعرة جميلة الماجري  وعبّرت عن تجذّر الشّعر في القيروان التي  مازالت  "تستدرج الشّعراء" وتسترد  أمجاد مجالس الشّعر الضاربة في العراقة على امتداد  عهودها الفاطمية والأغلبية والصنهاجية . لتفسح المجال بعد كلمة الترحيب  و افتتاح الأمسية للشّاعر  عبد المجيد فرحات  لتنشيط الأمسية ، وقد أثنى على مدينة "تزدان بالشّعر" ، تحوّلت إلى "مَحجّة الشّعراء " وفق تعبيره، حتى أنّ  ألف شاعر مرّوا من  بيت الشّعر القيرواني منذ تأسيسه.
من منبر بيت الشّعر ، كانت  الانطلاقة  مع الشّاعر  المصري أحمد بخيت ، ثمّ الشاعر القدير منصف الوهايبي  الذي قدم مرثية لأمه الراحلة إلى عالم الخلد، فقراءة  شعرية للشّاعر عبدالله خضير من المملكة العربية بالسّعودية وقد  أهدى قصيدة بالمناسبة  إلى تونس   هذه ال" مخلوقة من طينة الأحرار"، وهي  كما قال أيضا "تونس الخضراء قِبلة ناسك صلّى بها في هيبة  ووقار"، وجاء على أهمّ مدنها من القيروان إلى بنزرت وصولا إلى  سوسة "حورية تصغي إلى البحار" . كما أهدت شاعرة الأحساء الدكتورة بشائر محمّد  قصيدة  إلى القيروان ، ليقدّم  الشّاعر زين العابدين الضبيبي من اليمن بكائية شعرية بعنوان  "دمعة يمنية على ضفاف النيل"، كانت بمثابة مرثيّة  لبلد شرّدتهم فيه  ريح  الحرب في كل اتجاه وثكّلت  الأمّهات وزرعت الموت في كل شبر . لتكون خاتمة الأمسية مع الشّاعر التونسي العائد من سوريا بعد خمسين سنة كاملة  محمد الكنايسي الذي اختار أن يعود إلى تونس بعدما تحرّكت آلة الموت والخراب في بلد محاصر بالجمال وقد حوّلوه إلى خراب.
انتهىت الأمسية بتكريم  المسرحي محمد صابر الوسلاتي،و المؤرّخ  التونسي القدير عبد الجليل بوڨرة . ليسدل  بذلك مهرجان ربيع الفنون الستار  على اليوم الثاني من فعالياته بمدينة خُلقت لتكون محرابا للشّعر  حسب تعبير ابن القيروان الشّاعر الرّاحل محمّد الغزي وهو القائل في إحدى قصائده " اخلع نِعَالك فالمكان مقدّس،  والأرض حولك كلّها مِحْراب".