مع الشروق : نهايــة مأســاة

مع الشروق : نهايــة مأســاة

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/10/12

ليس سلاما دائما بل هو هدنة قد تؤدي إلى وقف شامل للحرب إن لم ينكث العدو الصهيوني  عهوده كما فعل منذ نحو سنة  عندما خرق وقف إطلاق النار وعاد ليدوس على كل المواثيق والعهود و القيم الإنسانية، وعليه فإنه من المنطقي النظر إلى ما حدث كونه وقفا لشريط مأساوي حتى و إن كان هذا التوقف محدودا أو مهددا في كل لحظة بتجدّد العدوان الصهيوني. 
هي نهاية مأساة انتصرت فيها إرادة شعوب العالم التي احتلت الشوارع والفضاءات العامة وطالبت بكل لغات العالم  إيقاف العدوان الغاشم على شعب مسالم في قطاع غزة. فأن تدخل شاحنات الإغاثة محملة بالدواء والغذاء وبكل مستلزمات الحياة فذلك انتصار لإرادة شعوب العالم التي طالبت بكسر الحصار، و تحدت العدو الصهيوني عبر  البحار من أجل إيصال رسالة " أوقفوا الإبادة". هذا هو النصر الاستراتيجي الذي حققه طوفان الأقصى، أن تصبح قضية فلسطين قضية إنسانية وألا تكون مستقبلا وحيدة في مواجهة الوحش المتوحّش. اليوم فلسطين التي خذلها العرب و المسلمون لم تعد يتيمة، فهناك شعوب وزعماء و خبراء قانون دولي و نجوم في كل المجالات يضعون فلسطين في قلوبهم و لن يسكتوا بعد اليوم عن اية جريمة يرتكبها الاحتلال. 
المأساة في صورتها القديمة انتهت و إلى الابد، فالصراع خرج من أتون نطاق الاستفراد بالقضية الفلسطينية إلى الفضاء الإنساني الرحب، وعليه فلن يتمكن العدو مستقبلا من أن يكون بمنأى عن المحاسبة فلكل جريمة عقاب. اليوم انتهى أحد فصول هذه المأساة الإنسانية، و لكن الجريمة لم تكتمل بعد، لأن فلسطين المغتصبة لم تتحـــــرر ولم تنل استقلالها وهي تظل دائما مهددة بتحالف أمريكي صهيوني مجرم. لينعم ابناء غزة بهذه الهدنة  ولكن العيون يجب أن تبقى مفتوحة على احتمالات الغدر و الخيانة وكل أساليب التلاعب التي قد تفرض على المفاوض الفلسطيني. لا شيء قد انتهى فالحروب تقيم بنتائجها السياسية لا بكلفتها المادية أو البشرية. والفلسطينيون يدركون أن تضحياتهم لا يمكن أن تذهب سدى و أن نهاية المأساة يجب أن تكون وفق المنتظر الفلسطيني لا وفق تهويمات عدو غدّار. 
كمال بالهادي        

تعليقات الفيسبوك