مع الشروق.. ليبيا: الدبيبة يحكم قبضته على السلطة

مع الشروق.. ليبيا: الدبيبة يحكم قبضته على السلطة

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/12/06

مع تمسّك عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها منذ ديسمبر الماضي بالسلطة، لا يبدو هناك حلا سياسيا في الافق في ليبيا التي لاتزال ترزح تحت الانقسام السياسي وحرب الميليشيات بين الفينة والأخرى.
الدبيبة الذي لا يفوّت لحظة دون الإعلان فيها عن عدم تنازله عن السلطة، زادته الزيارة الأخيرة الى تونس والتي سوّقها كنصر سياسي جديد له ثقة في النفس وعاد مرة أخرى للتأكيد على أنه لن يتنحى عن السلطة إلا بعد وضع دستور للبلاد، " لو استغرق الأمر 10 سنوات أو أكثر".
هذه الزيارة التي كانت الجزائر اللاعب الرئيسي فيها عبر الوساطة بين الطرفين، أعطت حياة سياسية جديدة للدبيبة الذي بات محل رفض جل الأجسام السياسية داخليا وعلى رأسهم مجلس النواب.
كما بات محلّ رفض إقليمي خاصة مصري ودولي باعتبار أن المبعوث الأممي الجديد الى ليبيا عبدالله باتيلي بدأ فعلا في التشاور مع جميع الأطراف حول حكومة ثالثة مؤقتة وموكولة بمهمة دستورية وانتخابية بحتة.
في الحقيقة لعب الدبيبة جيّدا على استغلال خلافات معادية سواء منهم في الداخل (مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة) او في الخارج حيث تتعارض مصالح عديد الأطراف الاقليمية والدولية مع بعضها البعض.
فداخليا وبعد فشل ورقة البرلمان التي رمى بها في وجه حكومة الدبيبة وهي حكومة باشاغا، يخوض البرلمان صراعا حادا مع المجلس الأعلى للدولة من أجل المناصب السيادية وبحث آلية توحيد السلطة التنفيذية.
ومع تواصل الصراع بين هاذين الطرفين ، فإن الدبيبة هو المستفيد الأكبر وهو الذي يعلم جيّدا مدى صعوبة التوافق بينهما في ظلّ الخلافات الجوهرية بينهما وتعارض مصالح الطرفين مع بعضهما البعض.
أكثر من ذلك فإن عدم الاتفاق على إنشاء دستور جديد تجرى على أساسه الانتخابات سيعني بالضرورة بقاء الدبيبة في منصبه بلا منازع ودون حسيب او رقيب ولا سلطة تقدر على سحب السلطة منه.
أما  خارجيا فإن الصراعات الاقليمية والدولية التي تغرق ليبيا في الفوضى منذ سنوات، هي ورقة أخرى رابحة في يد الدبيبة الذي استغلّها  كغطاء وكحماية ضدّ كل من يريد الاطاحة به.
وتبرز تركيا كأكبر حليف إقليمي ودولي للدبيبة وبحكم تواجدها هناك بقوة سواء عسكريا او اقتصاديا فإنها تمثّل جدار صد قوي أمام الرفض المصري مثلا لمواصلة حكومة الدبيبة العمل.
هذا بالإضافة الى الجزائر التي يبدو أن دعمها يميل لصالح الدبيبة وإن بحذر شديد بعد أن لعبت دور الوساطة في اعادة الدفء لعلاقاته مع تونس،  في إطار حلف الغرب الليبي ضدّ حلف الشرق الليبي.
وسط كل ذلك، لا يبدو أن الحل في ليبيا سيكون قريبا أولا ولن يكون الا ليبيا ليبيا ثانيا، ولن يغلق دفتر فوضى السنوات الأخيرة إلا بدستور جديد لا إقصاء فيه ولا تمييز ولا تقسيم ولا أحقاد أو ضغينة.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك