مع الشروق.. تركيا و«الصفر مشاكل»

مع الشروق.. تركيا و«الصفر مشاكل»

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/05/11

مدفوعة بأزمة اقتصادية داخليا وبالتغيّرات الإقليمية والدولية خارجيا، تعود أنقرة مرة أخرى وبالسرعة القصوى إلى سياستها القديمة التي جعلت منها دولة اقتصادية عظمى. 
سياسة العداء مع جيرانها ومحيطها الاقليمي والدولي التي انتهجتها أنقرة منذ بداية ما يسمى بـ"الربيع العربي "، أوصلتها إلى نتيجة واضحة "صفر نتائج". 
فداخليا تصدّعت "الجبهة الاردوغانية" وتضاعف عدد المناوئين حتى من أقرب أصدقاء الأمس (أحمد داوود أوغلو) واشتدت صلابة المعارضة وأصبح القوميون هم "حاكم تركيا الفعلي".
أما خارجيا فقد أصبحت أنقرة في شبه عزلة تامة نتيجة السياسات التوسعية التي اعتمدتها طيلة العقد الأخير حتى أن أقرب حلفائها ونعني هنا واشنطن وجهت لها ضربة سياسية كبيرة باعترافها بالابادة الأرمنية.
الآن يبدو أن الدم قد عاد الى دماغ "السلطان العثماني" بعد أن عبث وهم احياء الامبراطورية بأحلامه وجعله يؤسس فرقة من "الانكشارية المرتزقة" للقيام بفتوحاته العابرة للقارات. 
وبعد الهرولة نحو "قاهرة المعز" واستجداء الصلح دون شروط مسبقة بل وبشروط مصرية حازمة يجب تنفيذها بكل حذافيرها، توجهت أنقرة نحو الرياض.
وإن كانت الهرولة نحو القاهرة باسم الغاز وليبيا وملفات أخرى، فإن الهرولة نحو الرياض ستكون بإسم "صفر صادرات" بسبب المقاطعة السعودية للمنتوجات التركية،بالإضافة إلى إغلاق 8 مدارس تركية.
فدون الأولى "قلب العالم العربي" ودون الثانية "قلب العالم الاسلامي" أيقنت أنقرة أنها تخوض حربا خاسرة لا محالة وتكلفتها عالية جدا خاصة اقتصاديا.
وكل ما سبق من حرب شعواء باسم الديمقراطية (أحداث مصر) وحقوق الإنسان(قضية خاشقجي) ذهب أدراج الاقتصاد الذي هو "الديانة" الحقيقية للرئيس التركي.
الاستدارة التركية ستتواصل وبنفس الوتيرة وقد تشمل الأسابيع او الأشهر المقبلة الامارات واليونان والكيان الصهيوني ولا غرابة أيضا أن يبدأ قريبا موسم الحج إلى دمشق.
بدرالدين السياري 
 

تعليقات الفيسبوك